العدد 4601 - الأحد 12 أبريل 2015م الموافق 22 جمادى الآخرة 1436هـ

تطبيع العلاقات الأميركية الكوبية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو محادثات تاريخية في بنما أمس الأول (السبت)، في أول لقاء بين رئيسين كوبي وأميركي منذ العام 1956.

وجاء هذا اللقاء التاريخي بين أوباما وكاسترو على هامش قمة الأميركتين بعد أن ألقيا كلمتين تصالحيتين أمام ثلاثين زعيماً من زعماء المنطقة، وبعد التقاط صورة جماعية للرؤساء المشاركين في القمة التي نظمت في بنما حديثاً.

كما يعتبر هذا اللقاء الأول الذي يجلس فيه رئيسا الدولتين وجهاً لوجه، منذ أكثر من 50 عاماً، لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وإنهاء «العداء» بين واشنطن وهافانا منذ فترة الحرب الباردة، والتي أدت إلى قطيعة دبلوماسية كاملة بين الدولتين.

وفي مستهل اجتماع أوباما مع نظيره الكوبي، قال: «من الواضح أن هذا اجتماع تاريخي»، لافتاً إلى أن القطيعة بين البلدين خلال العقود الماضية كان لها تأثيرها على الشعبين الكوبي والأميركي، وأضاف: «إننا الآن في وضعٍ يمكننا أن نتحرك إلى الأمام باتجاه المستقبل».

كلام أوباما برهن جدية إدارته في تبني سياسات خارجية تمهد لإطلاق دبلوماسية أميركية مختلفة تستهدف فتح علاقات وآفاق أخرى مع دول لطالما كانت ضمن قائمة دول القطيعة. تلك الدول التي ظلت تحت سياسة العقوبات لزمن طويل، ويبدو أن هذه السياسة لم تعد مجديةً في زمن التحالفات الدولية والانفتاح على الآخر من خلال تقديم التنازلات التي تصب في مصلحة الطرفين.

واليوم تؤسس هذه الدبلوماسية الأميركية لمفاهيم جديدة في عالم الدبلوماسية العصرية، وهي مفاهيم مازالت غائبةً عن المنطقة العربية التي تبني تحالفاتها ضمن مصالح تصب لصالح النزاع بدلاً من المصالحة، وهذا ما يغرق المنطقة في متاهات وقضايا كثيرة تتفاقم يوماً بعد يوم.

لقد جاءت الانفراجة المفاجئة في العلاقات المقطوعة والمتوترة بعد حصار أميركي خانق عانت منه كوبا منذ العام 1956. وكان إقدام إدارة الرئيس الأميركي على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، يمثل محاولة جادة للتخلص من آخر رواسب الحرب الباردة، إذ استمر توتر العلاقات بين الدولتين على امتداد ما يقرب من ستين عاماً.

أوباما ألغى فكرة اعتمدها رؤساء الولايات المتحدة من قبله، والذين تعاملوا مع تلك المنطقة وكأنها حديقة خلفية يجب أن تخضع لاشتراطات واشنطن، وإلا مصيرها الحصار من كل جانب كما حدث لكوبا. ولقد تنازل أوباما عن هذه الفكرة الإستعلائية، وأن الحصار قد أدى إلى تراجع الوضع الاقتصادي في ذلك البلد لكنه لم يؤدِّ إلى الهزيمة النفسية والسياسية للكوبيين. وهو ما يعني أن للعقوبات الاقتصادية حدوداً، وأن استمرارها إلى ما لا نهاية لا معنى له، في بيئةٍ تسيطر عليها مفاهيم العولمة والانفتاح.

إن فتح صفحة جديدة بين هذين البلدين ربما يكون أنموذجاً تستخدمه إدارة أوباما لتطبيع علاقاتها مع إيران، وبذلك سيكون أوباما قد دخل التاريخ من خلال تغيير نمط التعامل التقليدي بين واشنطن ومخالفيها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4601 - الأحد 12 أبريل 2015م الموافق 22 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:41 ص

      كوبا

      أعتقد أوباما قام بنقلة جديدة لسياسة امريكا.متى نشوف مع البحرين

اقرأ ايضاً