العدد 4605 - الخميس 16 أبريل 2015م الموافق 26 جمادى الآخرة 1436هـ

تدخلات أوباما في الشئون الداخلية للدول!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم نشاهد رئيساً طوال التاريخ الأميركي يحب التدخل في شئون الدول الأخرى مثل الرئيس الحالي باراك أوباما!

ومع أنه يدّعي سحب الجيوش الأميركية من أفغانستان والعراق، ولا يريد الدخول في أية حرب برية في المنطقة أو إقحام نفسه في صراعاتها العبثية الحمقاء كما يقول، إلا أنه دائماً يتدخل في شئون هذه الدول!

آخر تدخلاته الفظة وغير المشروعة في شئون المنطقة، جاءت في مقابلته الأخيرة مع توماس فريدمان، فبدل أن يرسل رسائل ودية لأصدقائه ورسائل تهديد ووعيد لأعدائه كما كان يفعل الرئيس العظيم جورج بوش، نراه فعل العكس! حتّى في قمة بنما الأخيرة، مدّ يده إلى رئيس كوبا التي أعلن أنها يمكن أن تتحوّل إلى صديق بعد ستين عاماً من العداء!

حتى بورما يريد أن يتصالح معها! ولا تستبعدوا بعد الاتفاق النووي أن تستيقظوا صباح أحد الأيام، وهو يعلن التصالح مع كوريا الشمالية! وبعد أسبوعين يدعو رئيسها كيم جونغ أون لزيارته في البيت الأبيض، ويصافحه ويعلن أنها مصافحة تاريخية!

إن سياسات أوباما تثير الاستغراب حقاً! فلا يمكن أن نتخيّل كيف يفكّر بهذه الطريقة وهو رئيس أقوى دولة في العالم. دولة عظمى تمتلك الأساطيل والبارجات والغواصات وحاملات الطائرات وفوقها صواريخ توماهوك... كلها يضعها جانباً ويسعى لتوقيع اتفاقات سلام مع الدول الشريرة!

إنه أمرٌ لا يصدّق! أمرٌ لا يمكن أن يستوعبه عقل! ثم يخرج علينا ببدعةٍ تقول إن الدول الأخرى لا تهدّدكم وإنّما تهدّدكم شعوبكم! وخصوصاً الشباب الغاضب. ومن قال لك إن شبابنا غاضب؟ ومن قال إن شعوب المنطقة هي التي تهدّد المنطقة؟

نحن ليس لدينا يا أوباما أي شباب غاضب! الشعوب في منطقتنا كلها مرتاحة! لا تعاني من أي شيء ينغّص حياتها. كل شيء متوفر. فرص العمل متوفرة، وليس لدينا عاطلون عن العمل، ويكذب من يقول إن هناك بطالةً، وخصوصاً في أوساط الخريجين الجامعيين. ولذلك ليس هناك حالةٌ من عدم الرضا إطلاقاً، ولا يطالب أحدٌ بالتغيير!

ثم من قال لك إن هناك تردياً في الحريات؟ فنحن لدينا أكبر عددٍ من قنوات التلفزيون بالنسبة لأية منطقة جغرافية في العالم مقارنةً بعدد السكان. وهي تبث 24 ساعة، وتتنوع بين الوعظ والإرشاد الديني إلى الفرفشة والوناسة ووصلات الرقص الشرقي! فماذا ينقصنا من حريات؟

ثم من كلّمك عن القمع وغياب العدالة وعدم وجود المساواة؟ فنحن دولٌ ديمقراطيةٌ مثلكم، تحترم الحريات الفردية والجماعية، ونطبق المساواة بين جميع الأعراق والطوائف والأجناس والألوان والأشكال، لا فرق بين مواطن ومواطن، ولا وافد ووافد، ولا أسود وأبيض!

إن من المبادئ الثابتة في سياساتنا المحلية، مبدأ تكافؤ الفرص، فهو المبدأ الذي يحقّق المساواة بين جميع المواطنين، ويفجّر طاقاتهم الكامنة، ويصقل مواهبهم، ويساعد بفعاليةٍ في دوران عجلة الإنتاج، ويصبّ في تحقيق الأهداف العليا لخطط التنمية المستدامة.

قبل ستة أيام قالت مجلة «ذا ويك» الأميركية، إن أوباما أقل رئيس أقام حفلات عشاء رسمية لرؤساء دول وحكومات العالم بالبيت الأبيض، وأنا أقول إنه أكثر رئيس أميركي تدخلاً في شئون الدول الأخرى، بمن فيهم الرئيس جونسون الذي أدخل نصف مليون جندي في فيتنام!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4605 - الخميس 16 أبريل 2015م الموافق 26 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:38 ص

      دائما يتدخل

      شوفوا لنا حل معاه

    • زائر 10 زائر 9 | 5:02 ص

      لازم تشوفون له حل

      انا اقترح يتقدمون بشكوى ضده في مجلس الامن ويطالبون باعتقاله او فرض الحصار علي امريكا تحت البند السابع.

    • زائر 8 | 2:01 ص

      صحيح

      دائما يتدخل في شؤون الدول الديمقراطية المستقلة .فضولي ما عنده شغلة الا التدخل في شؤون الاخرين!!!!!!!!!!

    • زائر 7 | 1:21 ص

      تدخل أوباما

      يتدخل أوباما وغيره في شؤون الدول القاصرة لحمايتها ولا يتدخل في شؤون الدول القوية التي تحترم شعوبها وتحترم نفسها وليس الدول التي تستدعي أساطيل العالم لحمايتها او الدول التي تحاول فرض الديمقراطية في دول اخرى وهي نفسها لا يوجد بها دار للسينما..... هزلت

    • زائر 6 | 1:03 ص

      هناك من سياخذ هذا المقال على محمل الجد

      مشكلة العرب حتى لو أتى رئيس امريكي من اصل عربي او مناصرة لهم و وحدة و لو بشكل بسيط عن أن المشكلة فينا نحن العرب وفي انظمتنا المهترئة ومن تهميش الشعوب وغياب الديمقراطية و العدالة الاجتماعية لقال الحكام و مطبليهم أن هذا مجوسي فارسي، نهرب من مشاكلنا ولا نواجه الحقيقة، نعم أوباما يتدخل في شؤوننا لأنه قال جزء من الحقيقة

    • زائر 5 | 12:36 ص

      الله يهداك يسيد

      دائما تتطعبز على الجمبازية خف عليهم.

    • زائر 4 | 12:27 ص

      كلام صحيح جداً جداً!

      ومن قال لك ان نقمة الشعوب كربة وطن تشظى وهزل بوهن في من تسلط عليها لينعم غيره بخيراتها؟...بقى لك يا اوباما ما يقارب السنة وبضعة أشهر،فدعنا نتذكر وعودك في القاهرة بإصلاح بين حالنا من سفه قمنا نحن بأيدينا بصنعه،فديموقراطيتنا شمخت أعلى من أكبر ناطحة سحاب لديكم ولدينا!.....فك كربنا يا اوباما فنحن ننعم بغدق حريات ساحت فسالت انهرا وزمهريرا!

    • زائر 3 | 12:00 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، اسعد الله ايامك يا سيد قاسم ،،دائما وابدا ،،مواضيع هادفه وفي الصميم ،،شكرا للوسط ل هذه النخبه من الصحفيين الواعدين ،،السلام عليكم .

    • زائر 2 | 10:29 م

      ههههه

      صدقت. اوباما واجد يتدخل في شؤون الدول الديمقراطية العريقة!!!!!!!

    • زائر 1 | 9:58 م

      ههههههههه.

      لا تتعب نفسك استاذى فهؤلاء ليسوا بشرا . فكل شىء لا يعجبهم ولا يرضى بما يفعلونه من اخطاء يكون تلك الناقد لهم ليس انسانا ويختلف عن كل البشر.

اقرأ ايضاً