العدد 4636 - الأحد 17 مايو 2015م الموافق 28 رجب 1436هـ

كامب ديفيد

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

«كامب ديفيد» دائماً كانت تردد على مسامعنا ونحن صغار بأنها ذكرى اتفاقية السلام المشئومة مع «إسرائيل» التي تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر/ أيلول 1978 بين الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن وذلك بعد 12 يوماً من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريبة من واشنطن. إذ نجم عن المفاوضات التوقيع على الاتفاقية تحت إشراف الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.

وهذه الاتفاقية كما هو اسمها لم تكن عادية بل نتج عنها حدوث تغييرات سياسة كبيرة على العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من العام 1979 إلى العام 1989 نتيجة التوقيع بينما حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام في العام 1978.

لاشك في أنها كانت البداية لكثير من المتغيرات التي طرقت باب المنطقة العربية حتى وصلت إلى مرحلة لا تصنف ولا تسمى «إسرائيل» في أدبياتها وتصريحاتها بـ «العدو» كما اعتادت في مراحل وحقب زمنية سابقة وكما كان يدرس في مناهجنا الدراسية ونحن صغار على مقاعد الدارسة. كل شيء تغير حتى لو أن دولاً أعلنت السلام علنياً أو اكتفت دول أخرى بعدم إعلانه فذلك ما عاد مؤثراً.

واليوم تجدنا نسمع عودة اسم «كامب ديفيد» يحل على مسامعنا من جديد لكن هذه المرة جاء ليجمع بين واشنطن ودول الخليج العربية لقاءً يمهد لاتفاق آخر مع «إيران» التي دائماً ما صنفت بالعدو لدول المنطقة التي مازالت لا تثق بهذا الجار. كما أن البيان الختامي لهذه القمة تكلم عن العمل المشترك والتعاون العسكري والتصدي لأي تهديد خارجي وصولاً إلى ملفات العراق وسورية واليمن وليبيا ولكنه لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى القضية الفلسطينية.

بينما تعهد الطرفان بالعمل معاً لإيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة، أكدت الولايات المتحدة استعدادها لحماية منطقة الخليج من أية هجمات خارجية. وتعهدت خلال القمة بتعزيز قدرات دول الخليج لمواجهة أي عدوان خارجي. وفي ختام ثلاث جلسات من المشاورات، أعلن الرئيس أوباما أنه طمأن قادة دول الخليج بالتزام الولايات المتحدة بمواجهة أي عدوان خارجي على دول مجلس التعاون. وقال إنه أجرى محادثات «صريحة» بشأن إيران وتنظيم «داعش» وقضايا أخرى. وأضاف الرئيس الأميركي، وهو يتحدث متوسطاً القادة الخليجيين أمام الصحافيين، «كنت واضحاً للغاية بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جوار شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ضد الهجمات الخارجية».

وعلى رغم أن الجانبين اتفقا على ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي، بعد أن قدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز شرحاً للمفاوضات النووية التي يشرفان عليها مع إيران ضمن إطار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلا أن دول الخليج مازالت مخاوفها باقية من جارها الإيراني. إذ يبدو أن ما جاء في كامب ديفيد (13 و14 مايو/ أيار 2015) لم يكن مرضياً لدول الخليج بدليل ما تناقلته الصحافة الأميركية والبريطانية أمس (الأحد) من تسريبات صحافية تتكلم نقلاً عن مسئوليتين أميركيين بأن قراراً استراتيجياً قد اتخذ بشأن بعض دول الخليج التي تنوي الحصول على أسلحة نووية من باكستان - بحسب صحيفة «الصاندي تايمز» - وهو الأمر الذي قد يشعل سباق التسلح في المنطقة.

يبدو أن هذه الخطوة جاءت وسط حالة من الغضب المتزايد بين دول الخليج حول الاتفاق الذي يدعمه الرئيس الأميركي إذ تخشى من أن يتيح لعدوها اللدود إيران تطوير قنبلة نووية وهو ما يبرهن أن الطموحات من هذه القمة لم تتحقق حتى الآن في إعلان سلام مع الإيرانيين أو كما تحقق في القمة السابقة أي منذ أكثر من عشرين عاماً مع «إسرائيل» ولكن مع تحالف عربي آخر.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4636 - الأحد 17 مايو 2015م الموافق 28 رجب 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 4:58 ص

      الفعل ورد الفعل

      كلما زاد الخطر الايراني كلما زادة الاسلحة المباعة للعرب. اليوم وصلنا للنووي وبعدما تحتاج امريكا لفلوس اكثر سيضهر التهديد الايراني الهايروجينى حتى نفلس وبعدين يخلونا في حالنا

    • زائر 6 | 10:04 ص

      قمة بائسة كالعرب

      انتم تقهرون شعوبنا كل يوم والغرب فقط تهمه مصالحه البائسة

    • زائر 7 زائر 6 | 2:40 م

      المشاكل داخلية

      ألسبب الرئيسي ل مشاكل دول المنطقة وأنظمتها ليس ايران ولاغيرها الأسباب داخلية تتعلق بعلاقة أنظمة الحكم وشعوب المنطقة. والحل ليس أمريكا لانها لن تبقى حامية لهذه الأنظمة للأبد.

    • زائر 4 | 2:15 ص

      كامب ديفيد مكان بيع السراب

      مكان لبيع السراب مقابل الحصول على ما يريدون من العرب

    • زائر 5 زائر 4 | 10:02 ص


      ..

      نعم نحن اغبياء يا سيدتي ولهذا فإننا سوف موقع اتفاقا يأخذنا إلى الآخرة ليس مع إسرائيل وإيران ولكن الغرب الذي يحفر قبورنا معه

    • زائر 3 | 2:07 ص

      ابو حافظ

      مقال مهم وفي محطة مهمة جدا في وقتنا الراهن ،، ...

    • زائر 2 | 1:12 ص

      كامب ديفيد

      إيران افضل من إسرائيل ومسلمون

اقرأ ايضاً