العدد 4645 - الثلثاء 26 مايو 2015م الموافق 08 شعبان 1436هـ

المرأة هي من يصنع المال في كوريا الشمالية

 قالت شابة عمرها 26 عامًا التجأت إلى كوريا الجنوبية عام 2012 وترسل أموالاً لأسرتها في الشمال بصفة منتظمة لتدعم نشاط أمها التجاري البسيط: «نحن - الكوريين الشماليين - نقول إن الرجال يحاربون على جبهة الاشتراكية، أما النساء فيحاربن في معركة الحياة»، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أمس الثلثاء (26 مايو / أيار 2015).

وأضافت الشابة التي تدرس بالجامعة في سيول: «لا موارد من الدولة وأبي يعمل دون أجر عملاً إلزاميًا».

النساء لا يشكلن سوى نحو نصف الفئة النشطة اقتصاديًا في كوريا الشمالية، وقوامها 12 مليون نسمة. أما أغلب الرجال فإما مكبلون في وظائف حكومية يجنون منها مالاً أقل، وإما يخدمون في الجيش.

المرأة هي من يصنع المال في وقت تتغاضى فيه البلاد عن اقتصاد غير رسمي يعتمد على قوى السوق، مع أن كوريا الشمالية مجتمع ذكوري يطغى عليه الطابع العسكري، حسب ما يقوله الخبراء في هذا المجال. وأظهر بحث أجراه معهد كوريا للتوحيد الوطني الذي تديره حكومة كوريا الجنوبية، أن النساء هن مصدر أكثر من 70 في المائة من دخل الأسرة في كوريا الشمالية، وأن معظم دخلهن من التجارة بالأسواق غير الرسمية التي بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة.

قالت المنشقة كيم مين - جونج التي تدير خدمة تعارف بغرض تزويج 1500 امرأة فررن من الشمال: «إذا كانت المرأة تريد أن تحيا حياة كريمة هناك، فعليها إما أن تبيع أغراضًا في السوق أو تتزوج من رجل يعيش على الرشى أو الإتاوات التي يتقاضاها من النساء العاملات في السوق أو أن تعمل لحساب شركات التجارة التابعة للنظام». وأضافت أن نساء كوريا الشمالية يصفن رجالها بأنهم «أنوار مطفأة طوال اليوم».

واقتصاد كوريا الشمالية المركزي لم يسترد بعد عافيته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.. داعم بيونغ يانغ الاقتصادي والعسكري خلال الحرب الباردة. هذا أدى إلى مجاعة مروعة في التسعينات أودت بحياة ما يقدر بين 800 ألف و1.5 مليون نسمة وبدأت حينها النساء يبعن فطر عش الغراب المسروق وكابلات النحاس الخردة لإعالة أسرهن. وكالة «رويترز» التي قامت بهذا التحقيق لم تتحرَ دقة البيانات المتعلقة بالعمل أو الدخل؛ إذ إن كوريا الشمالية لا تعلن إحصاءات اقتصادية كما أن معظم الكوريين الشماليين ينخرطون في عمل غير رسمي.

وشيئًا فشيئًا بدأ الكوريون في الشمال يولون وجهتهم شطر الاقتصاد غير الرسمي لإعالة أسرهم وباتت النساء يلعبن دورًا نشطًا في هذا المجال يفوق كثيرًا دور الرجال.

غير أن الرجل هو العنصر المهيمن على الجيش والحكومة.. مصدر القوة المطلقة في كوريا الشمالية التي يبلغ عدد سكانها 24.5 مليون نسمة. ولا تظهر من النساء في الطبقات العليا في الصفوة الحالية في بيونغ يانغ سوى قريبات الزعيم كيم جونج أون.. أخته كيم يو جونج وعمته كيم كيونج هوي أخت الزعيم الراحل كيم جونج إيل.

واقتصاد السوق غير الرسمية غير قانوني لكن يتم التغاضي عنه إلى حد كبير؛ إذ إن هناك مسؤولين فاسدين من بين عناصره الرئيسية.

ووجدت دراسة أجراها «تحالف المواطنين لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية» وشملت 60 امرأة غادرن البلاد عامي 2011 و2012 أن كثيرات منهن يحققن دخلاً شهريًا من نشاطهن التجاري غير الرسمي يتراوح بين 50 و150 ألف وون كوري شمالي؛ أي من ستة دولارات إلى 18 دولارًا بأسعار السوق السوداء الحالية وفقًا لبيانات موقع «ديلي إن. كيه» الإلكتروني ومقره سيول.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً