العدد 4660 - الأربعاء 10 يونيو 2015م الموافق 23 شعبان 1436هـ

بأي منهج أخلاقي يكون الشتم والتدليس والقذف إحساناً أيها الخطيب؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

لفت انتباه الكثيرين ما أعلنه أحد خطباء الجمعة السبابين الذي يظهر أنه يعاني من أزمات وإسقاطات نفسية عميقة منذ زمن بعيد، والذي اعتاد في السنوات العشر الأخيرة على شتم وسب وتكفير طائفة كبيرة من شعب البحرين، ونعتها مرةً بالمجوس، ومرةً بالخونة، ومرةً ثالثةً بـ «النغول»، ومرة رابعة بسلسلة من النعوت الوقحة التي لا تتناسب مع أخلاقيات من لهم ذرة من الأخلاق الإسلامية، وبسبب عدم مساءلته قانونياً أو اتخاذ أي إجراء قانوني ضده طوال هذه السنوات، رغم خطورة ما يفرغه في خطب الجمعة من كل أسبوع على أمن وسلامة الوطن.

وقد رفعت ضده دعاوى عديدة، من جانب أفراد وجماعات إلى وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، معزّزةً بالأدلة والبراهين بالصوت والصورة التي لا يمكن للخطيب المفلس فكرياً وثقافياً ودينياً نفيها أو إنكارها. وقد تم تنبيه وزارة العدل مراراً وتكراراً بعواقب ما يمارسه ذلك الخطيب، إلا أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات قانونية في هذا الشأن الخطير، بحجة أنها لا تستطيع أخذ أي إجراء ضده إلا بعد رفع الحصانة النيابية عنه. والمجلس النيابي في الدورة التشريعية السابقة شاركه في مواصلة نهجه غير السوي وتطاوله وتحريضه المذهبي على جلّ أبناء الوطن من خلال رفضه رفع الحصانة النيابية عنه، ما أثّر سلباً وبصورة مباشرة على العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين أبناء البلد بنسبة كبيرة، وأصبحوا يتحسسون من بعضهم البعض. وانعكس ذلك على كثير من مناحي الحياة في البلاد، حتى أصبح كل شيء يصنف حسب الانتماء المذهبي.

وبعد سنوات طويلة من تماديه الطائفي، اتخذت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف قرار توقيفه فقط عن الخطابة، ولم تتخذ العدل إجراء لمساءلته قانونياً حتى وقت إعلان الخطيب عن استنكاره على قرار توقيفه. والمدهش أنه يعتبر سبّه وشتمه وقبح كلامه الذي يوجّهه لطائفة إسلامية كبيرة في البلاد... يعتبره إحساناً!

لا ندري كيف يحسب الخطيب المفلس قبح الكلام إحساناًَ، وما المقاييس الأخلاقية التي اعتمد عليها حتى جعله ينعت كلامه الوضيع بالإحسان؟

قد يكون فشله الكبير في الانتخابات النيابية الأخيرة الذي لم يتوقعه بسبب قراءته الخاطئة لآراء أبناء دائرته الانتخابية الكرام فيه، التي شكّلت له صدمةً عنيفةً، وجعلته يفقد صوابه في خطبه أكثر من السابق. لقد أثبت أبناء دائرته الانتخابية الكرام بعدم إعادة ترشيحه، رفضهم القطعي لنهجه غير المتزن، ليقولوا له كفى أيها الرجل تدليساً وكذباً على ذقون الناس، ولكنه مع الأسف لم يفهم رسالة الناخبين في دائرته، فراح يواصل في نهجه الممجوج الذي مله الناس في بلدنا الطيب.

الآن ينتظر الكثيرون في هذا البلد تطبيق القانون على مثيري الفتن الطائفية والمذهبية التي تؤدي إلى سلب الناس أمنهم ونشر الفتن في المجتمع مما لا يعلم مداها وعواقبها إلا الله. وثقتنا دائماً بوعي جميع مكونات الوطن وطيبة أصل هذا الشعب المسلم الكريم، يجعلنا نقول بكل اطمئنان إن هذا الخطيب وغيره لن يستطيع جر البلاد إلى زوايا مذهبية خطيرة كما يريدون.

بارك الله في كل فرد يسعى لتقوية العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين أبناء هذا الوطن العزيز، ويرفض رفضاً قاطعاً وأبدياً أن يكون سبباً في إضعافها أو التقليل من شأنها الإنساني.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4660 - الأربعاء 10 يونيو 2015م الموافق 23 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:19 ص

      مذهب من لا مذهب له

      للأسف، البعض محسوب على دين الإسلام والدين منهم برآء. والبعض يشمئزون من تصرفات فرد فيعممون الرذيلة على شريحة او جماعة تتبع نفس العقيدة او الدين.
      هناك فرق بين الملة والمذهب وبين الفكر. فهناك من يكفر بالله ولكن فكره ناضج ويخدم البشرية، وهناك من يؤمن بالله ولكن فكره يهدم كل أركان الدين والدنيا.
      المطلوب هو محاربة الفكر الأعوج وليس محاربة الدين والملة.

    • زائر 6 | 4:05 ص

      الباب تفتحه الرياح العاتيه

      أطلقوا أبواب الفتن فإنها قادمه واسعا في إيقافها فإنها على الأبواب وترصد لها فإن لها إبليس وشياطين نائمه لا توقظوها اهل البحرين من انظف شعوب المنطقه وأقواها
      ها عاطفيا الفتنة سلاح ذو حدين فلا نريد حرق أخضرنا ولا يابنات نستفيد منه

    • زائر 5 | 2:31 ص

      نفس التساؤل طرحته ونريد ان يدلّنا الشيخ الدكتور الاستاذ على مصدره

      الكل يعرف ان السبّ والشتم والقذف والكلام البذيء يعتبر من الموبقات ومن الأمور التي نهت عنها كل الأديان السماوية.
      فهل يطلعنا سعادة الدكتور البروفيسور من اين وجد ان السباب والكلام الفاحش يعتبر احسانا

    • زائر 4 | 1:34 ص

      خله يولي لا تعطونه اكبر من حجمه

      اولا انا ما ادري وين درس وشلون صار خطيب وشيخ ؟؟ وثاني شي هالامور واضحه ورقه تستخدم تنتهي صلاحيتها يرمونها وراح يرجع وقت اللي يحتاجونه مره ثانيه . متعودين على هالامور واما بخصوص محاكمته ما اعتقد انه راح يتنفذ فيه شي لا تعولو على هالامور ,, هذي مجموعه اوراق ليها وقت محدد يخلص الوقت تتوقف

    • زائر 2 | 10:51 م

      الرجال عنده حق

      هو يقصد الإحسان لمن وظفه ودعمه وحماه لأنه ببساطه يقول مالايريدون هم التفوه به فهو يؤدي رسالة نيابة عنهم وطبيعي أن يعتب عليهم فلم يكن يتوقع أن يأتي يوم يركنونه جانبا مع إن ذلك لوقت معين لحين مرور العاصفة وهو يعلم ذلك.

    • زائر 1 | 10:34 م

      لن يحاكم ولكن!

      يجب على الكافة التنبه إلى وجود اتباع له ينتظرون إصدار التعليمات لممارسة الإرهاب.. وينتظرون اعتقاله بفارغ الصبر.. فالله الله يا استاذ وكلامك صحيح في ظاهره وباطنه ولكن الحكمة تقتضي القبول بإجراء السلطة مع التحذير لغيره بعصا السلطة بعد التهام الجزرة..مصر

اقرأ ايضاً