العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ

طلبتنا الأعزاء... فليكن طموحكم التفوق دائماً

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

قبل موعد إجراء الامتحانات بعدة أسابيع، استعدت الأسر في مختلف محافظات البلاد استعداداً نفسياً ومعنوياً استثنائياً لاستقبال موسم الامتحانات، وجهّزت ونظمت المدارس قاعات الامتحانات واستنفرت إداراتها وكوادرها التعليمية، وعملت المعاهد التعليمية الخاصة برامج خاصة لفترة الامتحانات، وضاعفت المكتبات ومحلات القرطاسية جهودها لتوفير المذكرات الدراسية والامتحانات السابقة، وفتحت المجمعات ومحلات الكوفي شوب أبوابها للطلبة الراغبين في المذاكرة.

كل ذلك لكي يستقبل الطلبة والطالبات الامتحانات من دون أن يشعروا بالخوف والوجل والرهبة، ويحقّقوا النجاح والتفوق المنشود. وكثير من الأسر قامت بإيجاد البيئة المناسبة للمذاكرة لأبنائهم الطلبة والطالبات، وتوفير كل سبل الراحة المكانية والمعنوية والغذائية والصحية المتاحة لديها، والأبناء الذين يقدرون القيمة العليا للعلم وضعوا لأنفسهم خطة محكمة لمذاكرة الدروس المقرّرة عليهم، وبذلوا الجهود الكبيرة في مذاكرتهم، ليس من أجل أن يحققوا النجاح في الامتحانات فحسب، وإنّما طموحهم هو تحقيق التفوق والتميز في الامتحانات. ونعلم أن هناك من الطلبة والطالبات من عقدوا العزم على أن يكونوا في لوحات الشرف، وهذه الفئة الطلابية المتميزة هي التي من المفترض أن يعول عليها الوطن في مواكبة التطور العلمي العالمي وبناء مستقبله في كل المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والإنسانية.

وقسم كبير من أبناء البحرين قد أثبتوا على مر السنين، قدرتهم على تحقيق النتائج المتقدمة في دراستهم، حتى في الظروف والأحوال القاسية، لأنهم جعلوا الصعاب سبباً لإصرارهم وتقوية إرادتهم وتحقيق طموحاتهم، ولم يجعلوها مبرّراً لتراجعهم وفشلهم في الدراسة. هذه الفئة من الطلبة والطالبات يعيشون الوعي بمتطلبات الوطن الحقيقية، ولهذا لم يسمحوا لليأس والخمول والكسل والتململ يتغلغل في داخلهم، لأنهم يعلمون لو أنهم استسلموا للأفكار المحبطة وساروا في ركبها، لن يجنوا إلا الخسران المبين لهم ولوطنهم.

والمجتمع بمؤسساته الخيرية والاجتماعية يقدّر هؤلاء الجادين الناجحين، ويقوم بتكريمهم على تفوقهم، والأمل أن يحقق طلبة وطالبات الثانوية العامة في البلاد، بمختلف مساراتها الأكاديمية والمهنية هذا العام نتائج متقدمة، وأن يحصلوا على استحقاقاتهم في البعثات والرغبات الدراسية كاملةً، وأن تتعامل معهم وزارة التربية والتعليم وفق مبدأي المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص في توزيع البعثات وتحقيق الرغبات الدراسية، ليتسنى لهم خدمة الوطن وتحقيق النجاح في مختلف التخصصات العلمية والأدبية والتقنية والتكنولوجية والمهنية.

إن وزارة التربية والتعليم قادرة على تحقيق طموحات طلبة وطالبات البلاد المتفوقين والمتفوقات، إذا ما تعاملت معهم وفق المعايير التربوية، دون تمييز أو إقصاء، ولن تجد من ينتقدها أو يعيب عليها خطواتها وسياساتها، بالعكس ستجد الإشادة والثناء من الجميع على حسن تعاملها وسداد تصرفها التربوي وعدالتها والتزامها بالعدل والإنصاف، لأنها لو أحسنت التعامل مع هذه الفئة المتفوقة ستحقق للوطن مستقبلاً زاهراً في كل المجالات والتخصصات، وإن قصرت في ذلك سينعكس سلباً على البلد، شاءت ذلك أم لم تشأ، أدركت ذلك أم لم تدركه.

نسأل الله أن يوفق طلبتنا وطالباتنا في جميع محافظات البلاد، ويحقّق لهم طموحاتهم الدراسية ويجعلهم سبلاً طيبة لتطوير وتنمية بلدهم .

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4666 - الثلثاء 16 يونيو 2015م الموافق 29 شعبان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:57 ص

      التحفيز للتفوق مطلوب ولكن....ما بعد ذلك؟؟؟

      لايكفي تنظيم حفل تكريم المتوفقين ولكن نحتاج ايضا رعاية اصحاب التفوق المتميز من حيث الحصول على البعثة او المنحة لتحقيق رغباتهم الاولى في حال طلبة خريجي الثانوية...وتقديم المساعدة المالية لبقية طلبة المراحل الابتدائية والاعدادية بالاخص لذوي الدخل لمحدود..مثال توفير جهاز حاسوب كهدية او غيره من مستلزمات التعليم الحديث....وهنا يأتي دور القطاع الخاص ليدعم هذا التوجه الهام من اجل مستقبل واعد لبحريننا الغالية.

    • زائر 5 | 4:56 ص

      التحفيز للتفوق مطلوب ولكن....ما بعد ذلك؟؟؟

      لايكفي تنظيم حفل تكريم المتوفقين ولكن نحتاج ايضا رعاية اصحاب التفوق المتميز من حيث الحصول على البعثة او المنحة لتحقيق رغباتهم الاولى في حال طلبة خريجي الثانوية...وتقديم المساعدة المالية لبقية طلبة المراحل الابتدائية والاعدادية بالاخص لذوي الدخل لمحدود..مثال توفير جهاز حاسوب كهدية او غيره من مستلزمات التعليم الحديث....وهنا يأتي دور القطاع الخاص ليدعم هذا التوجه الهام من اجل مستقبل واعد لبحريننا الغالية.

    • زائر 4 | 4:45 ص

      متفوقون دائما

      رائع جميل النجاح فهو بحد ذاته طموح يجعل منك شخص يتميز بالمثابره حتى الوصول لإعلى المراتب ،،، كتابه مرموقة الاخ الكاتب سلمان سالم تحفز ابنائنا على مواصله مشورا التفوق ورفعة شأن مملكتنا الحبيبة ، دمنا فخرا لكي يامملتكي .

    • زائر 3 | 4:41 ص

      من عبدالله منصور

      شكرًا للكاتب على هذا المقال المتميز ... مجرد اقتراح وهو رسالة لمؤسسات وشركات القطاع الخاص والتجار والميسورين والأفراد تخصيص جمعية أهلية لدعم المتفوقين في دراسة رغباتهم الجامعية الأولية في ظل ازدياد أعداد المتفوقين وقلة الفرص في بعثات وزارة التربية والتعليم

    • زائر 2 | 1:19 ص

      التفوق شيء والتعلم شيء آخر

      مشكلة مجتمعاتنا العربية أن هدفها هو التفوق، لذلك تسخر جميع الوسائل لهذا الهدف، ومنها الحفظ، مطالبة المعلمين بتبسيط المناهج والإمتحانات، الغش، ... ، لذلك مجتمعاتنا لا تنتج لأن هدفها هو التفوق وليس التعلم، يجب أن يشعر التلميذ أنه لا يدري ثم يقوم بالبحث ليتعلم، هذا هو التعلم وهو البحث عن الحقيقة، وليس الحصول على الدرجات.

    • زائر 1 | 10:20 م

      سنغافورة متعدد الملل والاعراق بلا موارد طبيعية اين نحن منها ؟

      كان طموح الحكومة في السبعينات ان تصبح البحرين سنغافورة الخليج اين نحن منها الآن ؟ سنغافورة .... فيها الفاسد مهما علا و لا وجود للطائفية او العنصرية اهتمت بعنصرها البشري فنمته فثارت الافضل في كثير من المجالات العلمية و الطبية .

اقرأ ايضاً