العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ

ما هو الأفق الذي ينتظر البحرين؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بينما توقّعت بعض الجهات الرسمية أن يرتفع الدين العام في العامين 2015/2016 إلى 9 مليارات، ظهر رئيس اللجنة المالية بالبرلمان مستبشراً بـ«الإنجاز العظيم» بتوفير مبلغ 28 مليون دينار نتيجة «التوافقات» مع الحكومة!

الأمين العام السابق لجمعية «وعد» إبراهيم شريف، قيّم الوضع الحالي بالبحرين، بقوله إن لدينا أزمة اقتصادية متفاقمة، والدين العام المتزايد، سيصل قريباً إلى نقطة الخطر. إلا أن الأخطر من الدين العام كما قال، هو «العجز الاكتواري» في نظام التأمينات الاجتماعية، حيث قد يأتي يومٌ لن يستلم المشتركون فيه مستحقاتهم.

شريف الخارج من السجن قبل عشرة أيام، يتكلّم للجميع بصراحةٍ، وهو يرى أن النظام ربما يتمكن من توفير 200 إلى 300 مليون دينار بوقف الدعم عن اللحوم والطاقة والكهرباء، ولكن ذلك لن يغطي العجز الذي ستواجهه الدولة، فالحاجة لا تقل عن ملياري دينار. والأهم أن عملية رفع الدعم نفسها ستؤدي إلى زيادة التضخم، والمرور بفترة تقشفٍ ستفرض عدم توظيف آلاف الخريجين الجدد، وهو أمرٌ سيوسّع دائرة النقمة والامتعاض.

حين تسأل شريف عن آفاق المستقبل يجيبك: من دون إصلاح حقيقي يتبناه النظام سيكون الأفق مظلماً، فالأزمة الاقتصادية ستمهد الطريق لعاصفة كاملة، وليس من مصلحة السلطة استمرار هذا الوضع المأزوم. ويؤكّد أن ليس في الأزمة الاقتصادية أو الاجتماعية الخانقة ما يدعو للفرح أو الشماتة، لأنها ستضرّر الجميع دون استثناء.

شريف وفيما يشبه قرع الجرس يقول: «كمصرفي أرى البحرين ستكون في وضع شبيه بوضع اليونان خلال خمس سنوات». ويقدّم خلاصة رأيه: «لابد من مشاركة الجميع في القرارات الصعبة، فالحكومة محتاجة للمعارضة، والمعارضة محتاجة لحكومة إصلاحية لكي لا نصل إلى هذه الحالة المخيفة التي تنتظرنا بعد عشر سنوات».

الرجل أحد الشهود على العصر، بحكم تجربته النضالية والمهنية التي بدأت منتصف السبعينيات بالتحاقه بالنشاط الطلابي في جامعة بيروت، وانتهاءً باعتقاله فجر الخميس (17 مارس/ آذار 2011) حيث اقتيد معصوب العينين إلى أحد مراكز الشرطة، في أعقاب فرض حالة السلامة الوطنية، حيث عاش مع مجموعةٍ من الشخصيات المعارضة فيما عُرف بقضية «الرموز الـ13». وحين أُجرِيَ له فحصٌ ابتسم، فسأله رجل الأمن عن السبب فقال: لأني أعرف مما جرى مع المجموعة التي اعتقلت في أغسطس/ آب 2010، أن الفحص الطبي كان مقدّمةً للتعذيب. فردّ عليه مطمئناً: لا، مثلك لا ينطبق عليه ذلك. ثم بدأت حملة السباب والشتائم والإهانات والركل، إلخ... «ولأول مرةٍ سمعت السباب واللعن الموجّه للمعتقلين الآخرين ومعتقداتهم وأئمتهم».

في صباح اليوم التالي، تم التحقيق مع شريف، وفي نهايته سُئل: هل تريد شيئاً؟ فقال: نعم، فراش لأننا نجلس على بلاط الزنزانة الرطبة. فزوّدوهم بقطعة اسفنج ووسادة نتنة، وبطانية أشد نتانة. وبعد ساعات بدأ التعذيب، بسكب الماء البارد، بينما كان مكيّف الهواء يعمل.

شريف البالغ من العمر الآن 58 عاماً، والذي «لم يكن ينطبق عليه ذلك» كما قيل له، تعرّض للتوقيف ساعات طويلة، وتعرّض وزملاءه للشتم واللطم والركل والضرب، وخسر من وزنه 12 كيلوغراماً خلال أسبوعين فقط. واستمر التعذيب النفسي والجسدي ومنع الاتصال بالأهالي ومنع الكلام مع السجناء الآخرين... «حتى الصلاة كان ممنوعاً أن ترفع صوتك فيها. وتوقف ذلك مع رفع حالة السلامة الوطنية».

في جوابه على سؤال عن وضع البحرين مطلع 2011، رسم لوحة ستركز في ذاكرتك: «كما كانت العريضة الشعبية سبباً في انفجار انتفاضة التسعينيات، أعطى الربيع العربي الدافع لانفجار الأوضاع في فبراير 2011. كان الوضع أشبه بسيارةٍ تقف على حافة تلة، واحتاجت فقط إلى دفعة بسيطة لتهوي إلى الأسفل».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4681 - الأربعاء 01 يوليو 2015م الموافق 14 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:00 ص

      ازمه اقتصاديه

      بوجود ازمه في البلد من عدمه الوضع الاقتصادي حرج والمشاريع تعاني ويتم تسييرها بميزانية المارشال الخليجي..رفع سقف الدين العام ل 8 مليار مؤشر خطير جدا فإن نجونا هالعام فلن نسلم الاعوام القادمه من الانكماش والتضخم واللي بيجبر الحكومه لفرض سياسه تقشف حقيقه لتسيير البلد او استخدام الحسابات النقديه الخاصه للمتنفذين لانقاذ الاقتصاد وهذا مستبعد ..المتضرر الوحيد هو المواطن من الطبقه الدنيا و المتوسطه

    • زائر 10 | 10:48 ص

      طبعا الوضع لايطمن ولو فقط الاقتصاد اهون حتي الوضع الخطير في المنطقة

      لا أحد يبادر بالوحدة الوطنية وما أصاب الكويت من إرهاب وحدهم أكثر لأن الفرق بينهم وبيننا أن الشعب عندنا ليس مخير بل مسير من رجال دين سنة وشيعة ولا يستطيع أخذ قراره بالوحدة الوطنية

    • زائر 11 زائر 10 | 11:21 ص

      ا

      من يتحد مع من اذا لم يكن هناك ممثلين وقيادات وزعامات انامثلا اكون قائد نفسي وانت قائد نفسك وفلان من الناس قا ئد نفسه نحتاج الى قيادات بعدد السكان وهذا غير منطقي تكلم بكلام فيه فائده لا كلام عائم فالقيادات هي اللتي توحد وامامك مثال قيادة الكويت.

    • زائر 12 زائر 10 | 11:26 ص

      ا

      كلام في الصميم نرجو ممن يعنيهم الأمر الأخذ به وجعله قيد الدراسه والتحليل قبل ان يقع الفاس في الرأس وعندها العلاج يكون صعباً.

    • زائر 9 | 7:45 ص

      السيارة وين صارت الحين؟

      2011. كان الوضع أشبه بسيارةٍ تقف على حافة تلة، واحتاجت فقط إلى دفعة بسيطة لتهوي إلى الأسفل

    • زائر 8 | 7:11 ص

      رأي مهم

      «كمصرفي أرى البحرين ستكون في وضع شبيه بوضع اليونان خلال خمس سنوات». ويقدّم خلاصة رأيه: «لابد من مشاركة الجميع في القرارات الصعبة، فالحكومة محتاجة للمعارضة، والمعارضة محتاجة لحكومة إصلاحية لكي لا نصل إلى هذه الحالة المخيفة التي تنتظرنا بعد عشر سنوات».

    • زائر 7 | 7:03 ص

      وهل تعلمت شيء ؟

      المشكلة كبيرة بل كبيرة جدا، وأنتم لا تطالبون باستمرار الدعم بل بزيادة الدعم ؟ ولعلمك دول الخليج جميعها ستتأثر لأن غولين متعطشين للدخول لسوق انتاج النفط وقد بدأ العراق بالتعافي وبزيادة إنتاج النفط بشكل مستمر وقد يتخطى إنتاج السعودية كذلك الآبار الإيرانية المتخمة بالنفط تنتظر رفع الحظر، والمشكلة الأكبر ليست بقدرة هذين البلدين على زيادة الإنتاج فقط بل بتفضيل الشركات العالمية لهتين البلدين على الخليج وأكبر مشروع في العالم للبتروكيماويات تم سحبة من قطر وتعاقدت شل مع العراق منذ أشهر قليلة.

    • زائر 6 | 6:19 ص

      الكاسر

      ما يبون إصلاح بعد كل هالخساير تريد منهم إصلاح
      كبريائهم والخشم المرفوع والتعالي على الناس مسيطر علي عقولهم
      ربك كريم بسم الله الرحمن الرحيم
      يعز من يشاء ويدل من يشاء

    • زائر 5 | 5:26 ص

      الله يستر

      الأخطر من الدين العام كما قال، هو «العجز الاكتواري» في نظام التأمينات الاجتماعية، حيث قد يأتي يومٌ لن يستلم المشتركون فيه مستحقاتهم.

    • زائر 4 | 4:17 ص

      الأفق الذي ينتظر البحرين مساران لا ثالث لهما أم بقاء الوضع على حاله

      وهذا يعني مزيد مزيد من التباعد والفرقة وتكريس عدم الثقة وهذا يصاحبه زيادة التدهور في جميع المجالات أو المصالحة الوطنية التي تصيب المسار وتنتشل الوطن من هذا الاحتقان

    • زائر 3 | 2:58 ص

      شريف

      كلام صريح ومخيف خصوصا حين توقع ان تصير البحرين مثل اليونان بعد خمس سنوات

اقرأ ايضاً