العدد 4710 - الخميس 30 يوليو 2015م الموافق 14 شوال 1436هـ

تركيا... شهد شاهد من أهلها!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما كنا ننتقده في سياسة حزب العدالة والتنمية (الاخوان المسلمين) في تركيا في الأشهر الماضية، بدأ المسئولون وأصحاب الرأي الأتراك يطرحونه على رجب طيب أردوغان.

يوم كان الرجل يتبنّى سياسة «تصفير المشاكل»، كنا من المعجبين والمؤيدين له، ولكن حين انقلب على هذه السياسة العاقلة، بعد العام 2011، تغيّرت الموازين. فقد كشف الربيع العربي أطرافاً عدة، على رأسها التنظيم الدولي للأخوان المسلمين، الذي تورّط في مواقف طائفية هنا وهناك. كما فشل أخوان مصر في إدارة الدولة، فضلاً عن ارتكابهم أخطاء استراتيجية كبرى كإعلان الجهاد على سورية، والحرب على أثيوبيا، فسقط حكمهم سريعاً، فلم يبكِهم أحدٌ.

ولعل الخطأ الأكبر للأخوان، اختيارهم محمد مرسي رئيساً، وهو شخصٌ غير مؤهل حتى لقيادة محافظة صغيرة، وأداؤه لم يكن مقنعاً، فقد تصرّف كزعيم حزب ديني، ولم يتصرّف كرئيس دولة لها ثقلها في المنطقة. وكانت من أكبر سقطاته رسالته السرية التي بعثها إلى صديقه الإسرائيلي «العظيم» بيريز! فقد أطاحت هذه الرسالة التي فضحها الإسرائيليون، بكل الأدبيات التي نشرها الأخوان ضد «إسرائيل» طوال ستين عاماً.

خطأ أردوغان أنه ربط مصيره بمصير أخوان مصر وبقايا فروع التنظيم الأخرى، وهو ما جعله يتخبط في سياسته العربية، فقبل أن يخرج من مأزق يقع في آخر. وهذا ما كنا ننتقده في سياسته، وبدأ يُطرح اليوم هناك من أقرب المقربين إليه، خصوصاً بعدما انقلب على التنظيم الإرهابي «داعش»، أو انقلب «داعش» عليه.

لنستمع إلى حديث أمين عام منظمة «الحوار العربي التركي» إرشاد هورموزلو، وهو كبير مستشاري الرئيس السابق عبدالله غل، حيث بدأ ينتقد علناً سياسة أردوغان في المنطقة، ودعا إلى ترميم علاقة بلاده مع مصر، لكيلا تبقى «وحيدة في جزيرة نائية لعشرات السنين كما كان روبنسون كروزو». لقد كان عليها أن تكون وسيطاً محايداً في مصر، أما الآن «فيجب أن تضع المرآة أمام وجهها وأن تكتشف الخطأ ولا تصر عليه».

هورموزلو شخّص بدء ظهور المقاربات «الآيدلوجية» بعد الربيع العربي، حيث طغت على الساحة الصراعات المذهبية والطائفية وشهوة الانتقام، «لم نكن طرفاً في ذلك، وعندما بدأت الصراعات وطغى التخندق على الأهداف كان علينا أن نكون وسطاء محايدين، للأسف لم نفعل ذلك».

كلام مهم بلا شك، خصوصاً في هذا الوقت الذي تتخبط تركيا أكثر وأكثر في الدم السوري والعراقي. والأهم منه إشارة هورموزلو إلى جانب آخر: «المهم ليس موقف الحكومات منا، بل الشعوب. أنا في طليعة من يتابعون الصحافة العربية يومياً. منذ سنوات كانت تظهر في الصحف العربية عشرات المقالات عن تركيا، 59 في المئة منها إيجابية، في حين تنشر حالياً مقالات 95 منها سلبية». وأعتبر نفسي شخصياً، داخلاً ضمن هذا التصنيف الدقيق.

جملة لطيفة أخرى قالها أمين عام منظمة «الحوار العربي التركي»: «إن الدول وليس الأفراد فقط يمكن أن تجيد فن كسب الصداقات الدائمة، ونحن لدينا الخلفية اللازمة لإنشاء هذه العلاقات الودية. في قرارة نفس العرب والأتراك مودة متقابلة، فلنعمم هذا الأمر على السياسة والعلاقات الخارجية والدولية»... ولكن في ظل هذه الأوضاع المتشنجة، مَنْ يسمع صوت العقل؟

حين سئل هورموزلو عن ما يقال عن «غض» تركيا طرفها عن «داعش»، أجاب: «نعم». وهو أمرٌ لا يمكنه إنكاره قطعاً، فـ90 في المئة من عناصر «داعش» دخلوا إلى سورية والعراق من خلال تركيا، وعاثوا في البلدين قتلاً وفساداً، وسبياً للنساء، وأتوا من الفواحش ما تعفّ عنه الرجال... بمباركة وتأييد حكومة أردوغان.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4710 - الخميس 30 يوليو 2015م الموافق 14 شوال 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 1:45 م

      اردوغان

      تجربة فشل وسقوط مدوي سريعا

    • زائر 33 | 9:43 ص

      هناك من يشمت في الإخوان ظنا منه أن مصيره سيختلف عنهم!

      نتائج الربيع العربي أصبحت معروفة للجميع:
      و أهمها سأم الشعوب العربية من تيارات الإسلام السياسي (بشقيها السني و الشيعي).

    • زائر 32 | 9:39 ص

      هناك فرق بين أن تغض تركيا الطرف عن داعش و بين أن تدعم تركيا داعش

      عندما احتلت أمريكا العراق ... كان الإنتحاريون يأتون إلى العراق من بلد واحد و هو سوريا ... حكومة المالكي و الإحتلال الأمريكي كانا يتهمان نظام بشار هو من يقف وراء التفجيرات في العراق.
      الأسد قال لهم اعطوني دليل واحد ... قالوا له كل هؤلاء الإنتحاريون يأتون من سوريا و جهاز مخابراتك يعلم بذلك ... قال بشار لهم، و ماذا عساي أن أفعل؟ هل تريدونني أن أدخل في حرب مع القاعدة بسبب احتلال الأمريكان للعراق؟ ثانيا هناك آلالف الكيلومترات من الحدود بين سوريا و العراق ولا يمكنني حراستها.
      قس على ذلك الأمر مع تركيا

    • زائر 26 | 7:06 ص

      أنا شيعي و أحب أردوغان

      أنا أحب أردوغان فقط نكاية في حزب الدعوة و بقية تيارات الإسلام السياسي الشيعي ... يوم ما كان أردوغان تمام مع سوريا كلكم طبلتم له حتى أني أتذكر على تلفزيون المنار خرج محلل سياسي و قال تركيا من دول الممانعة. صراحة و من غير مجاملة لأ أجد فرق ين الإخوان المسلمين و الأحزاب الإسلامية الشيعية غير الطائفة!
      باختصار اردوغان رجل عبقري ... انتشل تركيا من الفقر و التخلف .... اليوم تركيا رقم 16 من حيث قوة الإقتصاد في العالم.
      من يكره أردوغان يكرهه لأسباب طائفية محضة و ليس لأسباب موضوعية.

    • زائر 25 | 6:21 ص

      احم احم

      مشكلة الحاج اردغان انه مازال يحمل فكرة جيدة عن الاسلاميين والتيارات الاصولية وبالعكس تماما انه مازل يحمل النظرة السيئة للعلمانيين وهو على راس دولة علمانية وهو يساوي بين العلمانيين والتيارات الاخرى من منطلق فكري وايديولوجي ؟
      لكن الامور مو بهذا الشكل العنيد انما بحسن نية ؟ يعني اردغان مو ازيد من شخص على نياته ورط روحه وورط تركيا وياه في مشاكل هو في غنى عنه ؟
      لكن الامور تميل الى تفهم اردغان للواقع وتركيا تعرف ان الاكراد لا يمكن هزمهم بالقوة وهي بالنهاية محتاجة للتعامل ويا داعش بالقوة ووضوح

    • زائر 15 | 3:19 ص

      انقد هونًا

      أتذكر عندما أحال مرسي طنطاوي على التقاعد وأقال النائب العام، امتدحتَه كثيرًا وأكبرتَ خطواته المدروسة ودهاءه، واليوم تقول إنه لا يصلح لإدارة محافظة. كنتُ متريثًا في الحكم على مرسي ثم انتقدتُهُ هونًا. لا تبالغ في نقدك يا سيد

    • زائر 16 زائر 15 | 4:14 ص

      لماذا تمدحون محمد مرسي كان لا يصلح للرئاسة... ام محمود

      مرسي هو المسؤول عن قتل رجل الدين الشيعي حسن شحاته بشكل فظيع و من كان معه
      مرسي التقى كلينتون قبل ان يتولى جون كيري المهام يعني كانت هناك املاءات
      مرسي عمل أخطاء فادحة حتى الطباخ في القصر الرئاسي كتب عن العزومة التي عملها و التي لا تناسب رئيس و لكن لشخص يعيش في الصعيد او اي قرية
      المشكلة في بعض الرؤوساء انهم يدمرون شعوبهم تدميرا فقط لإرضاء العدو

    • زائر 18 زائر 15 | 4:22 ص

      اين الدليل؟ متى مدح مرسي صديق بيريز العظيم؟

      هل يمكن ان تأتي بالدليل؟ انا من متابعي قاسم حسين ولا اتذكر انه مدح مرسي في مقال واحد.نعم امتدح اردوغان بسبب سياسته في تصفير المشاكل واعترف ذلك لكن مرسي لم يتعرض له وكثيرا ما كان ينتقده من البداية خاصة لفضيحته مع صديقه الصهيوني بيريز.احضر لنا الدليل لتثبت مصداقيتك.

    • زائر 14 | 3:10 ص

      شيء مؤسف

      هذول قاده دول او قمارين؟يجب محاكمتهم علي كل قطره دم سقطت في سوريا وغيرها الم يتعبوا من الحروب؟لماذا لا يفكروا في اهل الضحايا؟نصبت نفسها عدوه لجار واحتلت الجار الاخر

    • زائر 13 | 2:59 ص

      تركيا و ايران

      لا فرق بين تركيا و ايران فكلاهما يعاديان العرب

    • زائر 12 | 1:39 ص

      نعم

      اردغان هو السبب.

    • زائر 11 | 1:27 ص

      من صنع الاخوان صنع داعش

      أردوغان لم يكن يوم من الايام صاحب مبدأ بل كان من خلال استخدامه كلمة مبدأ وخاصة قضية فلسطين افتضح امره من خلال سفينة مرمرة الذي عاث فيها الاسرائيلي القتل والدبح بينما اردوغان يسامرالتلفاز حتى يرى النتيجة الذي رسمها هوو من صنعه(الماسونية العالمية)

    • زائر 10 | 1:24 ص

      تذكرون موقفه من الاحداث في البحرين ومن بعدها ركوبه الطائفية

      بالنسبة للزعيم التركي نتنى ان يذهب دون أسف عليه اتتذكرون موقفه من احداثنا وماذا صرح عندما كان يقف في منتصف الطريق وعندما أثرت عليه الاموال وتم شحنه طائفيا ماذا قيح بعدها من أقوال وأفعال اما بالنسبة للمرسي ففضيحته عندما تم توزيع الشريط الذي يكتب عنه المرشد خطاباته وأخيرا تخلصنا من مرسي غير مأسوف عليه نتنى ان نشيع اوردغان وحزبه غير مأسوفين عليه يارب ابلغنا

    • زائر 9 | 1:19 ص

      الاني الاعلي

      لا بمكن للفرد معرفة جهله لذلك يندفع لاتجاه دون التمكن من السيطرة علي سيره. هذا ما حصل لكل الطغاة. اردوغان لا يختلف. يتصور بانه يعيش رئيسا مدي الدهر و ان تركيا ستزول اذا غادر منصبه. فقط اقرؤا حركات جسمه. يمشي و يقف و يتحدث مثل بقية الطغاة الذين سحقهم التاريخ.

    • زائر 8 | 12:51 ص

      محايد

      وايد ذابحك اردوغان ياسيد ويقال مالقوا في الورد عيب قالوا له يااحمر الخدين

    • زائر 23 زائر 8 | 5:48 ص

      الحين اردوغان صار ورد

      يا عيني عليك يبتاع الورد يناعم انته

    • زائر 30 زائر 8 | 7:38 ص

      اردوغان ورد؟

      روح تابع اخباره احسن لك. اعلن الحرب على داعش ولكن اخذ يضرب الاكراد. هذا سياسي عاقل؟ الان فتح على روحه جبهتين.وهل تعتقد داعش راح تتركه؟

    • زائر 7 | 12:49 ص

      شعب فض غليظ قاسي

      اكبر مثال تراهم في الجج وكيف لا يحترمون احد شابا او صغيرا امراة او رجل ويقول امبراطورية عظمى ترى في المقابل سماحة وطيبة الشعب المصري

    • زائر 6 | 11:37 م

      ولماذا

      لم تكتب عن دخول عناصر حزب الله سوريا وعن جيش المهدي لما دخل العراق وسوريا

    • زائر 19 زائر 6 | 5:18 ص

      ما لا يعجبكم

      سبحان الله اذا كتب شئ لا يروق لهواكم ثارت ثائرتكم و بدأ النواح لماذا لم تكتب عن كذا و كذا....لا مشكلة عليه ان يقدم لكم قائمة بالمواضيع التي تريدونه ان يتطرق لها مثل مدح اصدقائكم الذي حملوا السلاح و خربوا سوريا او الطائفين في وسط العراق الذين تمردوا على الدولة و يبكون اليوم من بطش داعش

    • زائر 22 زائر 6 | 5:46 ص

      معروفة موجتكم

      وليش ما طلبت منه يكتب عن الذين ذبحوا واغتصبوا بالعراق وسوريا..ليش ما طلبت منه يكتب عن المجرمين العرب في افغانستان...بس ما عندك الا هالعبارة حفظتها من ملا ابلال وجيت تسوي روحك مثقف وانته اكبر ثقافة عندك هي البعير واللي يطلع منه

    • زائر 5 | 11:34 م

      لابد أن يأتي اليوم وتدفع فاتورة دماء الأبرياء وهتك عرض النساء ويتم الأطفال.. يا رب عجّل..

      أمين عام منظمة الحوار العربي التركي إرشاد هورموزلو:
      90% من عناصر «داعش» دخلوا إلى سورية والعراق من خلال تركيا، وعاثوا في البلدين قتلاً وفساداً، وسبياً للنساء، وأتوا من الفواحش ما تعفّ عنه الرجال... بمباركة وتأييد حكومة أردوغان...

    • زائر 4 | 11:20 م

      الكثيرون لم يتعلموا من التاريخ

      مما لا شك ان الرئيس مرسي اخطأ ولم يزن الموقف باتقان مما اوقعه في اخطاء كان سيجنب مصر ما وقعت فيه.. ولكن القول بانه لا يصلح لحكم محافظه مصريه .. فهذا اجحاف للرجل

    • زائر 24 زائر 4 | 5:49 ص

      كلامك صح

      فعلا اجحاف...هو اصلن ميعرفش يدير بيته مش محافظة او دولة

    • زائر 28 زائر 4 | 7:33 ص

      الدليل

      ما صار له شهرين الا ويريد يعلن الحرب على سوريا واثيوبيا ولو بقى اكثر اعلن الحرب على المريخ.شخص احمق فعلا.

    • زائر 3 | 10:59 م

      تركيا و المخاطر من حولها ...جميع الدول الاستراتيجية لم تلعب دورها ايجابيا بسبب تحكم الخارج... ام محمود

      صرح امس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باستياء بلاده من الغارات التركية على شمال العراق ..
      في حين شنت نحو ثلاثين مقاتلة تركية من طراز «إف - 16» أمس سلسلة جديدة من الغارات على مواقع الأكراد في شمال العراق، وفق ما أوردت القناتان التركيتان الإخباريتان «إن تي في» و «سي إن إن تورك» هذه التطورات الخطيرة مع ملاحقة تركيا لفلول داعش في سوريا و التي يعتبرها زعيم اكبر حزب كردي في تركيا صلاح الدين دمرتاش الذي يحققون معه الان ((خدعة))
      و حين سئل اردوغان عن دمرتاش قال تدرب اخوه في الجبال و سيلحق هو به

    • زائر 2 | 10:37 م

      الاخطاء القاتلة ...والنوايا الشريرة ...والتعاون مع الغرب .... ام محمود

      كل أحداث التاريخ اثبتت بالبراهين ان حكم الاخوان المسلمين طاءفي دموي و عميل لإسرائيل كما تفضلت هناك علاقات س ية مع العدو لضرب الامة الاسلامية و رجب طيب اردوغان كان عنده ايجابيات قبل2011 اي قبل الثورات العربية و انحرف بشكل كامل و اغرته الاموال الخليجية و هو راعي ل الارهاب و لداعش لولا تركيا لما دخل مءات الالاف من الدواعش لارتكاب المجازر و لما دخلت النساء من كل دول العالم لارتكاب الزنا المتطور باسم جهاد النكاح والسبايا و بيعهن في الاسواق اليوم الامةالاسلامية تقف على مفترق الطرق و هناك مذابح قادمة

    • زائر 1 | 9:56 م

      شدعوه اخ قاسم

      شدعوه اخ قاسم هديت العراق ويوت تركيا شدعوه يعرفون يحكمون حتي كفتيريا واجد عليهم

    • زائر 20 زائر 1 | 5:23 ص

      شدعوة

      و شدعوة يا خوي هديتون العراق في حالة لكي يستطيع اهلة بناء مؤسسات الدولة و حكمها! منذ ان سقط حبيب قلوبكم في العام 2003 و انتم ترسلون الاموال و القتلة لتخريب بلاد الرافدين!! كفوا ايديكم عن العراق و بعدها سنحكم ان كان من يدير البلد قادراً ام لا

    • زائر 21 زائر 1 | 5:41 ص

      والله حالة وياكم

      ان كتب عن تركيا قالو اكتب عن العراق وان كتب عن العراق قالو ما ذكر ايران...اكتبوا عنه احسن يا الفطاحل

اقرأ ايضاً