العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ

رحيل موسى العطاء والمحبة

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في صبيحة يوم الخميس (20 أغسطس/ آب 2015) تلقينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ مفجعاً أدمى قلوبنا وأدمع عيوننا، وهو خبر انتقال الشاب موسى السهلاوي (أبو محمود) إلى الرفيق الأعلى.

الخبر المفاجئ جعلنا في ذهول شديد وحزن عميق من عظم الفاجعة وشدتها. ولا نستطع وصف تلك اللحظات المؤلمة من قسوتها على القلب، ولم نتمكن فيها من حبس دموعنا ولا إخفاء مشاعرنا الإنسانية عندما قرأنا الخبر المفجع الأليم. لقد تمثل الفقيد الغالي في حينها أمامنا بكل صفاته الفاضلة وأخلاقه العالية وتواضعه الكبير وشهامته ووعيه وثقافته الرزينة وفكره المتزن وصدقه في أقواله وأفعاله، وحلمه وقت غضبه وطموحه الوطني الكبير الذي يتمناه لوطنه ولكل مكوناته الكريمة، وحكمته في تصرفاته في أحلك الظروف وأقساها، إلى جانب عطفه المرهف على الأيتام.

لقد عرفناه مناصراً للعلم، ومحباً للفضيلة، وعرفناه كريم النفس بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان سامية. وعرفناه عزيزاً في مجتمعه وبين أقرانه وأحبابه، صادق النية وجميل الصحبة ولطيف الكلام. يشعر من يتحدث معه بأهميته وحضوره الإنساني. وعرفناه طيب السريرة مع الصغار والكبار، لم نجده في يوم يتحدث عن أحدٍ بسوء.

كانت رؤيته في الحياة واضحة ورسالته سديدة وأهدافه قيمة. كان واقعياً في مناقشاته ومقترحاته، ويتمتع بثقافة نظيفة ونهج قويم، وعرفناه جريئاً في طرح أفكاره، واثقاً بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه. وكان بشوشاً في الشدة والرخاء.

إيمانه القوي بالله ورسوله (ص)، جعله يمتلك رصيداً فكرياً وخيرياً واجتماعياً واسعاً. فلهذا وجدناه في الأعمال الخيرية مقداماً، وفي الأعمال الإنسانية سباقاً، وفي الأعمال الوطنية بارزاً، وفي الأعمال الاجتماعية مسارعاً، وفي التلاحم الوطني متحمساً، ولم نكن نتوقع رحيلك يا أبا محمود بهذه السرعة.

كنا نأمل فيك مستقبلاً وطنياً واجتماعياً باهراً. لقد فاجأتنا باستعجالك في الرحيل من هذه الدنيا. مجتمعك ووطنك مازالا بحاجة ماسة لأمثالك ولأمثال أعمالك الخيرة التي لم تنته بعد. لقد ترك فقدك أيها الشاب النشيط الودود لوعةً في قلوب ذويك وأحبتك. ليس في كلامنا اعتراض على مشيئة الله تعالى، فنحن جميعاً تحت رحمته ومؤمنون بقضائه وقدره.

لقد اختارك الله جلت عظمته لتكون في جواره وتحت ظلال رحمته وكرمه، ونسأله تعالى أن يجعلك مع نبيك المصطفى (ص) والصديقين والمخلصين من أمثالك. تعازينا ومواساتنا لوالديه وأهله ولكل أحبته وأبناء مجتمعه ووطنه، وأن يلهمهم الله جميعاً الصبر والسلوان.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4733 - السبت 22 أغسطس 2015م الموافق 08 ذي القعدة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:00 ص

      رحيلك آلمنا

      رحمة الله عليك يا ابن العم

    • زائر 4 | 3:07 ص

      لم ترحل من قلوبنا يا أبا محمود

      الى رحمة الله ورضوانه خالي العزيز..رحلت ونرفض التصديق لانك لم ترحل من قلوبنا، لم تختفي صورة مبسمك من خيالنا.. نسأل الله تعالى ان يتغمدك بواسع رحمته ويلهمنا وذويك الصبر والسلوان.

    • زائر 3 | 2:19 ص

      الله يرحمه

      رحمه الله تعالى..
      واسكنه فسيح جنانه وهون على أهله وأحبابه فقده

    • زائر 1 | 12:52 ص

      الله يرحمه

      كل نفس ذائقة الموت
      الله يرحمه ويحشره مع النبي محمد وال محمد
      الله يلهم اهله واصحابه الصبر والسلوان

اقرأ ايضاً