العدد 4758 - الأربعاء 16 سبتمبر 2015م الموافق 02 ذي الحجة 1436هـ

ظاهرة تربوية تستحق تعزيزها والإشادة بها

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في بداية العام الدراسي الجديد برزت في بعض المدارس الحكومية بمختلف مناطق البلاد ظاهرة تربوية جديدة تستحق الإشادة والتقدير، لما لها من أثر طيب على نفوس أولياء الأمور والطلبة والطالبات بمختلف المراحل الدراسية. لا أحد يختلف أن فكرة بعض الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية في تنظيم استقبال للطلبة والطالبات في أول يوم دراسي فكرة تربوية رائعة، تحتاج تطويرها وتعزيزها وتعميمها على جميع مدارس البلاد، وقد أشعرت المدارس التي نفذتها طلبتها وطالباتها بقيمتهم الإنسانية والتربوية.

كل تكاليف هذه الفكرة هي الابتسامة وقليل من الكلمات المعنوية والترحيب بعبارات جميلة، وهدية رمزية قد لا تصل قيمتها أكثر من 50 فلسا، رغم تواضع تكاليفها إلا أن انعكاساتها الإيجابية على نفوس الطلبة والطالبات كبير جدا. كل عقلاء المجتمع يشدون على أيادي الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية التي طبقت هذه الفكرة التربوية الطيبة في هذا العام، ونقول لهم شكرا لكم جميعا على ما قمتم به من عمل جميل تجاه طلبتكم وطالباتكن، لقد كنتم رائعين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان راقية، وأنتم ترددون كلماتكم المعنوية والإنسانية والتربوية قبل دخول طلابكم وطالباتكن إلى مدارسهم. ونأمل أن نرى جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية تأخذ بهذا النهج التربوي الإيجابي في بداية الفصل الدراسي الثاني وبداية العام الدراسي القادم.

لا شك في أن أثر تلك اللحظات الجميلة، سيبقى عالقا في أذهان ونفوس الطلبة والطالبات إلى آخر العام، وسيكون لها الدور الأكبر في ترسيخ العلاقة الإيجابية بين الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية من جهة وأولياء الأمور والطلبة والطالبات من جهة أخرى، التي تؤدي إلى تقديرهم لإداراتهم ومعلميهم، وتقليل المشاكل المدرسية، وتحفيزهم على الجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، بعكس المدارس التي إداراتها المدرسية وهيئاتها التعليمية تستقبل طلابها وطالباتها في أول يوم يدخلون فيه إلى مدارسهم، بالتهديد والوعيد والتخويف والتقريع وسوء العبارات، التي لا تتناغم مع أبسط الأخلاقيات التربوية.

قد يقلل البعض من القيمة الإنسانية والتربوية لهذه الفكرة الكبيرة، لأنهم لم يستوعبوها جيدا، لقد تعلمنا من رسولنا الأكرم (ص) أن الكلمة الطيبة صدقة، فكيف إذا ما قيلت إلى محور العملية التعليمية التعلمية وهم طلبتنا وطالباتنا الأعزاء، لا ريب أن تبادل الكلمات والعبارات الطيبة بين إدارات المدارس والمعلمين، وبين الإدارات المدرسية والمعلمين والطلبة يخلق بيئة تربوية مناسبة لطلب العلم والإبداع والتحصيل العلمي المتميز والنجاح والتفوق، فليكن ما شاهدناه في هذا العام بداية طيبة لإيجاد علاقات حميمة بين كل أطراف العملية التعليمية في البلاد، ونقصد وزارة التربية والتعليم والإدارات المدرسية والهيئات التعليمية والطلبة والطالبات وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني، وأن يكون التعامل بينهم مبنيا على أسس تربوية وأخلاقية وإنسانية إيجابية، وتكون المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص هو الأساس في التعامل مع بعضهم بعضا.

فالتعليم يجب أن يبعد تماما عن كل المؤثرات النفسية السلبية التي تضعف مرتكزاته التعليمية الأساسية، فكل العقلاء جميعهم يصطفون وراء كل الأفكار الإيجابية التي تساعد على تطوير التعليم في البلاد، وجميعهم ينبذون الأفكار السلبية التي تؤدي إلى إضعاف التعليم في كل مفاصله، التعليم أمانة في أعناق الجميع في البلاد، وفي مقدمتهم وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس والهيئات التعليمية بمختلف تخصصاتها والطلبة والطالبات وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية، فالتفريط فيه تفريط بحاضر ومستقبل الوطن، شئنا أم لم نشأ.

فعلى الجميع العمل على تنمية التعليم وتطويره دون كلل ولا ملل، فإذا قوي التعليم قوي كل شيء، وإذا تدنى تراجع كل شيء. ليس مقبولا أن نرى التعليم في البلاد الذي عمره تجاوز الـ 95 عاما، والذي له تاريخ مجيد من العطاء المتميز، يتدنى ويتراجع في مختلف مجالاته التعليمية بهذه الصورة المخيفة، لا بد من إعطائه أهمية كبرى، لكي لا يصل إلى وضع لا يمكن معالجته، يفرحنا كثيرا تقدم التعليم في بلادنا في كل مجالاته وتخصصاته، ويسعدنا إذا ما تمكن من تحقيق كل أهدافه التربوية والتعليمية على أرض الواقع. لا يتحمل التعليم مجاملة أو محاباة أو تجاهلا أو تغافلا أو تسويفا، لأنه في كل يوم يمر علينا من دون أن يستفاد منه، يكون خسارة كبرى للوطن.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4758 - الأربعاء 16 سبتمبر 2015م الموافق 02 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:29 م

      نتائج الاختبارات الوطنية تدل على اننا رايحين ريوس

      اطلعت في الجريدة الرسمية على نتائج الاختبارات الوطنية فخرجت بنتيجة اننا نمارس تهريج وليس تدريس لاننا تعاملنا مع الادمغة كعلب وضعت بها كم من المعلومات سريعة التطاير لانها تسبح في التجويف الخارجي للدماغ ولم تتغلغل

اقرأ ايضاً