لم يستطع مالك أحد المنازل بمنطقة الدراز من إكمال بناء ملحق منزله منذ فبراير/ شباط الماضي حتى هذه اللحظة، ويعود سبب ذلك لوجود أعداد كبيرة من الخفافيش تستوطن سقف جزء من المنزل مازال قيد الإنشاء، ما جعله يستعين بجمعية البحرين للرفق بالحيوان ليساعدوه في طردهم بعد أن باءت جميع محاولاته بالفشل.

وتعود قصة وجود هذه الخفافيش كما ترويها ابنة صاحب المنزل فرقان الشهابي لـ «الوسط» التي زارت منزلهم بالدراز وعاينت وجود الخفافيش في سقف المنزل، فقالت «هذه الخفافيش كنا نلاحظ وجودها في المبنى المجاور لمنزلنا، كان بهذا المبنى كراجات مهجورة تستوطنها. وفي فبراير الماضي أعيد تأهيل هذه الكراجات ما جعل الخفافيش تبحث عن مأوى آخر فوقع الاختيار على منزلنا».

وتستوطن الخفافيش سقف الدور الثاني قيد الإنشاء بمنزل الشهابي وتختبئ داخل الجزء الخشبي منه. وأول من لاحظ وجودها هي أم فرقان. ومنذ ذلك الحين توقف سير العمل لسبب وجود العشرات منها. تقول الشهابي «في البداية كنا نخاف التواجد في الدور الثاني، كانت أعدادها كبيرة وتقدر بالعشرات، وما أن يمر أحدنا بهذا الطابق الذي يتواجدون فيه يبدأون التحليق داخل المنزل ما يجعلنا نغادر المكان سريعاً خوفاً من عدوانيتها». وتواصل الحديث «شيئاً فشيئاً اكتشفنا أنها ليست كما نظن بخصوص عدوانيتها. فهي لا تهاجم الإنسان، وهنا بدأنا في محاولات طردها. كنا ننجح في إخراجها بطرق مختلفة لكن سرعان ما تعود من جديد مع اقتراب شروق الشمس».

بعد يأسهم من عملية إخراجها بادرت الشهابي بالاتصال على رقم الطوارئ فتم تحويلها على الدفاع المدني. الدفاع المدني حولها بدوره على صحة البيئة وجمعية الرفق بالحيوان، تقول «صحة البيئة أخبرونا أنهم لا يتعاملون مع مثل هذه الحيوانات، تخصصهم حشرات وقوارض. أما جمعية البحرين للرفق بالحيوان فأخبرونا أنهم سيأتون لمعاينة المنزل وعلينا قبل حضورهم أن نغلق جميع المنافذ، وهذا ما فعلناه».

وتواصل الشهابي سرد التفاصيل «زارنا وفد مكون من ثلاثة أعضاء من الجمعية الإثنين الماضي. واندهشوا من أعداد الخفافيش الموجودة وقدروها بأكثر من مئة خفاش. نصحونا باستمرار إغلاق جميع المنافذ بالشباك الحديد. وفتح منفذ واحد منها فقط كي تخرج منه في المساء ومن ثم إغلاقه، وتكرار العملية حتى تجد لها مأوىً آخر».

هذه الطريقة قللت كثيراً من أعداد الخفافيش لكنها لم تبعدهم جميعاً كما تقول «بعد تطبيقنا لهذه الطريقة قلت أعدادهم بشكل كبير، وسنستمر في ذلك حتى تخرج جميعها».

من جانبه، قال رئيس جمعية البحرين للرفق بالحيوان محمود فرج إن الجمعية لأول مرة تتعامل مع الخفافيش في البحرين، لكنها تملك الخبرات الكافية لذلك. مشيراً أن أعداد الخفافيش التي شاهدها أثناء زيارته للمنزل في الدراز كانت كبيرة مندهشاً من وجود هذا الكم منها في منزل. وقال «بيئة الخفافيش هي الكهوف والمناطق غير المأهولة، كالمزارع والبيوت المهجورة. لذلك وجودها في منزل توجد حركة بالقرب منه، هو شيء مستغرب».

وأوضح فرج «قدّمنا لأهل المنزل إرشادات إذا اتبعوها سيُرغمون هذه الخفافيش على الخروج من منزلهم والبحث عن مكان آخر للسكن».