العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ

تعليق جائزة فوليو للعام 2016 بحثاً عن راعٍ جديد

أخيل شارما
أخيل شارما

يُثير تقرير صحيفة «الغارديان» في عددها الصادر يوم الأربعاء (30 سبتمبر 2015)، موضوع توقُّف عدد من الرُعاة عن تمويل الجوائز الأدبية التي نالت صيْتاً وحضوراً عالمياً، وخصوصاً تلك التي برزت خلال العقود الثلاثة الماضية، إما بوفاة الرعاة، أو انسحابهم نتيجة أزمات مالية يعاني منها الوقف المسجَّل للجائزة، أو الصناديق التي تُستثمر فيها الأموال المخصَّصة لها؛ أو أن الشركات نفسها مرَّت أو تمرُّ بحال انهيار كما حدث لشركة «IMPAC».

هذه المرَّة يبدو أن جائزة فوليو ستلحق بركب الذين يعانون من مأزق تراجع الرُعاة عن الوفاء بالتزامهم تجاهها؛ إذ أعلنت الجائزة تعليق تنظيمها للعام المقبل (2016)، مع استمرار مديريها البحث عن راعٍ جديد.

حدث ذلك في الربيع الماضي، حين أعلنت جمعية فوليو بأنها لن تُجدِّد دعمها بعد عامين؛ حيث حصل على جائزتها التي تبلغ 40 ألف جنيه إسترليني في العامين الأخيرين، كاتب القصة القصيرة جورج سوندرز، والروائي الأميركي من أصل هندي أخيل شارما، والأخير عن روايته «حياة عائلة».

وجاء في بيان على الموقع الإلكتروني للجائزة «ونحن نواصل عملنا لتأمين راعٍ جديد لجائزة فوليو، قرَّرنا عدم فتح باب الترشيح للجائزة في مارس/آذار 2016. وبدلاً من ذلك، نُركِّز مواردنا على تطوِّر واعد آخر للربيع المقبل، في حين نعمل في الوقت نفسه على استكشاف الكيفيَّة التي يُمكن للجائزة أن تفيَ بأفضل هدف لها، والمتمثِّل في استقطاب الكُتب العظيمة للقرَّاء في المستقبل».

وُجِدت جائزة فوليو لتبقى بديلاً لجائزة مان بوكر، التي دار حولها لغط كبير من قبل مجموعة في بريطانيا العام 2011، كونها تمنح اهتمامها للأعمال الشعبية في الأدب أكثر من اهتمامها بأعمال الخيال الأدبي. وكتب المؤسس المشارك أندرو كيد في ذلك الوقت «تم فتح مساحة لجائزة جديدة في المملكة المتحدة، تحتفل بالتميُّز ويتم تحكيمها من قبل خبراء في مجال الأدب».

الجائزة مفتوحة للمساهمات في مجال أعمال الخيال باللغة الإنجليزية من جميع أنحاء العالم، مع قائمة طويلة مُقترحة من قبل «الأكاديمية»، وهو الاسم الذي أطلق على لجنة تحكيمها التي تتكوَّن من مؤلفين ونقاد. وتضمَّنت في دورتها الأولى أسماء مُهمَّة وحاضرة مثل: مارغريت أتوود، بيتر كاري، أ. إس. بيات، وج.م. كوتزي. وأطلق عليها بداية الأمر اسم «جائزة الأدب» إلى أن يتم العثور على راعٍ لها، ثم جائزة فوليو، التي سُمِّيت باسم جمعية فوليو، وهي ناشر طبعات خاصة من الأدب الكلاسيكي.

ويقول رُعاتها إنها مخصَّصة لتكريم «أفضل رواية نشرت في بريطانيا بغضِّ النظر عن القَالَب أو الشكل المقدَّمة فيه أو جنسية المؤلف». وتم منح الجائزة في دورتها الأولى في شهر مارس من العام 2014.

في العام 2011، تم اتهام لجنة التحكيم في جائزة مان بوكر بالتساهل في تقييمها للأعمال. إلى جانب أن الجائزة لا تعترف بالكتَّاب الأميركيين، وتبقى مفتوحة فقط للكتَّاب من دول الكومنولث.

اختفاء الرعاة!

وردَّت «بوكر» في العام 2014 عن طريق توسيع نطاق اختصاصها ليشمل الخيال باللغة الإنجليزية من جميع أنحاء العالم؛ ما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كانت هنالك حاجة إلى جائزة أخرى للخيال الأدبي.

وتُعدُّ جائزة فوليو الأصغر من بين العديد من الجوائز في الوقت الراهن، التي تمر بمرحلة من تهديد استمرارها بسبب تخلِّي الرعاة. ففي السياق نفسه قالت جائزة صمويل جونسون للأعمال غير الروائية في مايو/أيار الماضي، إنها تبحث عن داعم جديد بعد تخلِّي راعٍ مجهول عن تمويلها. وفي الشهر نفسه، أعلنت جائزة إمباك دبلن، التي تُعدُّ من أكبر الجوائز الأدبية في العالم بقيمتها التي تصل إلى 100 ألف جنيه إسترليني، أنها أيضاً تسعى إلى الحصول على راعٍ جديد.

من جانبها قالت الكاتبة والروائية الأميركية، مارغريت أتوود، إن الحاجة «تشتدُّ إليها (الجائزة) في عالم المال الذي أصبح على نحو متزايد مقياسَ كل شيء». فيما قال الكاتب البريطاني، صاحب رواية «الحادثة الغريبة للكلب ليلاً»، مارك هادون إنها «ليست آلية لتوليد الدعاية من خلال وضع كتاب واحد في دائرة الضوء، ولكنها (الجائزة) احتفال بالخيال الأدبي كله».

يُشار إلى أن جائزة إمباك دبلن العالمية، تأسَّست في العام 1994، كمبادرة مُشتركة من مجلس مدينة دبلن، والشركة الإنتاجية الأميركية (IMPAC)، والتي تتخذ من دبلن مقرَّاً لها في أوروبا. أسَّس الجائزة رئيس الشركة جيمس إيروين، وتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه إسترليني. وتم إنشاء صندوق ائتماني لدفع قيمة الجائزة والعمليات المرتبطة بها. تمَّت إدارة الجائزة منذ إنشائها من قِبَل مدينة دبلن.

توقَّف نشاط الشركة في مطلع الألفية الجديدة، عندما تُوفي مؤسسها ورئيسها إيروين في العام 2009. وفي أواخر العام 2013 استنفد الصندوق الائتماني أمواله؛ ما أثّر على تمويل الجائزة. وفي خطوة مُلفتة، وافق مجلس مدينة دبلن على مواصلة تمويل الجائزة، تحت اسم علامة الشركة نفسها التي تم حلُّها، مع السعي إلى الحصول على راعٍ جديد.

أُفيد في العام 2015 بأن مجلس مدينة دبلن قد دفع 100 ألف جنيه قيمة الجائزة، بالإضافة إلى 80 ألفاً و250 جنيهاً هي عبارة عن مصروفات إدارية ترتبط بالجائزة.

يُذكر أن أخيل شارما (43 عاماً) الفائز بدورة جائزة فوليو العام 2015، عن روايته «حياة عائلة»، اختير من بين قائمة مُختصرة ضمَّت ثمانية مؤلفين. وتتناول روايته قصة عائلة هندية تُهاجر إلى الولايات المتحدة، والمأساة التي تحوِّل «حلمهم الأميركي» إلى «كابوس».

وقال وقتها رئيس لجنة التحكيم الكاتب البريطاني وليام فينيس، في بيان إعلان الفائز بالجائزة: «(حياة عائلة)» رواية مُتقنة لتعقيدات مُتسلسلة عن كارثة ونجاة... اتصال واستقلال... تجاذب بين الأنانية والمسئولية»، وأضاف «أعجبتْنا بساطتها الخادعة، ودفئها النادر. أكثر من عشر سنوات في الكتابة... هذا عمل فني يُقرأ أكثر من مرة ورواية ستبقى».

غلاف رواية «حياة عائلة»
غلاف رواية «حياة عائلة»

العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً