العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ

شوماخر أول امرأة تفوز بجائزة ثيربر للفكاهة

جولي شوماخر
جولي شوماخر

أصبحت جولي شوماخر أول امرأة تفوز بجائزة ثيربر للفكاهة الأميركية مساء الاثنين الماضي (28 سبتمبر/أيلول 2015)، عن روايتها المُتْقنة «أعزائي أعضاء اللجنة». وكان مُقدراً لها أن تكون ليلة تاريخية لم تشهدها منذ 20 عاماً تقريباً؛ إذا وصلت إلى القائمة النهائية للجائزة ثلاث نساء للمرة الأولى منذ تأسيسها؛ بحسب تقرير كتبتْه إليز زاجكوسكي، من صحيفة «الغارديان»، يوم الثلثاء (29 سبتمبر/أيلول 2015).

وتتولَّى رعاية الجائزة وتمويلها دار ثيربر، وهي مركز أدبي في مسقط رأس جيمس ثيربر، والتي تفتخر بشعَار «حيث الضحك، التعلُّم، يلتقي الأدب». وسُلِّمت الجائزة في احتفال في برودواي بولاية نيويورك. ومن بين الفائزين السابقين جون ستيوارت، ديفيد سيداريس، كريستوفر باكلي، وألان زويبل.

تُصوِّر رواية شوماخر الفائزة، أستاذاً من الغرب الأوسط، تمرُّ حياته بشكل خاطف، من خلال عدد من رسائل التوصية التي يبدو ألاَّ نهاية لها، يطلبها من الزملاء والطلاب وحتى الغرباء في المحيط القريب منه. وفي حين أن الكتاب خيالي من الناحية الفنية، علينا أن نعرف أن شوماخر نفسها أستاذة للكتابة الإبداعية في جامعة مينيسوتا. وأثناء قراءتها في حفل توزيع الجوائز، وصفت الشخصية الرئيسية بأنها «تحمل شَبَهَاً غريباً بالمبنى الذي أعمل فيه!».

أظهرت القائمة القصيرة لهذا العام عدَّة أنماط مختلفة من كتابة الفكاهة. روز شاست، في عملها «هل يمكن أن نتحدَّث عن شيء أكثر متعة»؟ وهي مذكرات تصوِّر فيها تفاعلاتها مع والديها في سنواتهما المضطربة. أنابيل غرويتش في عملها «أراك بذلت جهداً: تمنيات، مذلة، وقصص حية من حافة الخمسين»، وهي عبارة عن مجموعة مقالات تتناول الشيخوخة.

المدير الإبداعي لدار ثيربر سوزان جافي، قالت، إن أحد المعايير الرئيسية لفوز كتاب يتحدَّد في «ألاَّ يكون بخيلاً في المعنى. يجب أن يكون وفقاً لتقاليد ثيربر، لأن النكتة لديه كانت ذكية ولمَّاحة جداً». وتتلقَّى الجائزة نحو 65 عملاً كل عام، بما في ذلك الأعمال التي يتم نشرها بشكل شخصي. ويحصل الفائز على درع تكريمية و 5 آلاف دولار هي قيمة الجائزة، في حين يحصل حائز المركز الثاني على مطبوعات «ثيربر» الأصليَّة.

عُرف ثيربر فكاهياً ورسامَ كاريكاتير، وكان من الفاعلين ابتداء من مطلع القرن الماضي إلى منتصفه في حلقة أدبية مع دوروثي باركر وايت. نشر عشرات الكتب، وتشمل قصصه المعروفة «الحياة السرية لوالتر ميتي». وتصفه جافي ثيربر بأنه «ممثل كبير لـ (الكتابة الأميركانية) بأسلوب مارك توين». (تمنح جائزة مارك توين للفكاهة الأميركية أيضاً سنوياً، على رغم أن تخصُّصاتها تُتيح المزيد من المساهمات العامة في مجال الفكاهة، وتُكرِّم غالباً الفنانين). من جانبه، أطلق الصحافي هنري آلفورد، على الحدث اسم «جوائز أوسكار نثر الدعابة».

لا نقص في كتابة الفكاهة

ليس هناك نقص في كتابة الفكاهة في عالم الكوميديا الحديثة. استمرَّت نداءات كتَّاب الأعمدة في صحيفة «نيويوركر» من أجل إعطاء المؤلِّفين الشباب فرصة للتألُّق والبروز.

وكانت شوماخر قد استشهدت بعد انتهاء مراسم الحفل، بثيربر نظراً إلى التأثير الأدبي الذي أحدثه على الكتابة في هذا المجال في وقت مبكِّر، قائلة: «لقد كان ما أنجزه بعضاً من أول كتابة فكاهية اسمعها أو أعرفها عندما كنت صغيرة»، «كنت أعتقد أن الكتب صعبة ومُملَّة لأنني لم أتعلَّم القراءة بسهولة، بحيث حوّلني ذلك إلى الكتابة بطريقة ما. وعنى ذلك لي الكثير».

ترعرعت جولي شوماخر في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، وتخرجت من كلية أوبرلين وجامعة كورنيل. نشرت أول قصة لها وكانت بعنوان «Reunion»، وكانت من متطلَّبات مرحلة ما قبل التخرُّج من الجامعة، وتحمل عنوان «احكِ قصة للعائلة»، وقد أعيدت طباعتها ضمن «أفضل القصص القصيرة الأميركية» ونشرت العام 1983. نشرت قصصها اللاحقة في «The Atlantic»، MS»»، و «Minnesota Monthly»، و «Prize Stories»: جوائز أو. هنري 1990 - 1996».

تم نشر روايتها الأولى «الجسد ماء»، من قبل «Soho Press» في العام 1995، وكان كتاب العام المتميِّز في جمعية المكتبات الأميركية (ALA)، ووصل إلى التصفيات النهائية لجائزة «PEN/Hemingway» وجائزة الكتاب بولاية مينيسوتا.

تم نشر الكتاب مُترجماً في كل من: ألمانيا، النرويج، السويد، فنلندا، الدنمارك، «إسرائيل» اليونان، وكوريا. وتشمل كتبها الأخرى إضافة إلى «أعزائي أعضاء اللجنة»، «تفسيرٌ لفوضى»، وخمس روايات للقرَّاء الصغار، وجميعها صدرت عن دار نشر «Delacorte». تعيش شوماخر في سانت بول، وهي عضو هيئة التدريس في برنامج الكتابة الإبداعية وقسم اللغة الإنجليزية بجامعة مينيسوتا.

يُذكر أن جائزة ثيربر، للفكاهة الأميركية، سمِّيت باسم الفكاهي الأميركي جيمس ثيربر، لمساهماته البارزة في كتابة الفكاهة.

كان جيمس ثيربر رسامَ كاريكاتير أميركياً، ومؤلفاً وصحافياً وكاتباً مسرحياً. ولد في 8 ديسمبر/كانون الأول 1894، وتوفي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1961. اشتهر بالرسوم الكاريكاتيرية والقصص القصيرة التي نشرت أساساً في مجلة «نيويوركر» وتم جمعها في كتب عديدة. كان واحداً من الفكاهيين الأكثر شعبية في زمنه. اشتُهر بتناوله الاحباطات بالروح الهزلية، وغرابة الأطوار لدى الناس العاديين. بالتعاون مع صديق دراسته الجامعية، إليوت نوجنت، كتب «كوميديا برودواي»، و «الحيوان الذَكَر»، وتم تحويل العمل الأخير في وقت لاحق إلى فيلم، قام ببطولته هنري فوندا وأوليفيا دي هافيلاند.

ومنحت الجائزة للمرة الأولى بشكل غير منتظم، ولكن بدءاً من العام 2004 تم منحها بشكل سنوي.

غلاف رواية «أعزائي أعضاء اللجنة»
غلاف رواية «أعزائي أعضاء اللجنة»

العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً