العدد 4775 - السبت 03 أكتوبر 2015م الموافق 19 ذي الحجة 1436هـ

"على خطى العرب" يعود لعهد أولى المستوطنات البشرية في الجزيرة العربية وطريقَي الحرير والبخور ومحرقة الأخدود

اعتماد أحدث الأبحاث والدراسات والتقنيات العلمية ومنها طائرة بدون طيار لتصوير جوف الأرض...

تستعد قناة "العربية" لإطلاق برنامجها الوثائقي "على خطى العرب" في جولته الثانية، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول في إعادة استحضار التاريخ المغرق في القدم عبر سلسلة وثائقية تحاكي الجغرافيا والتاريخ معاً. تشمل الجولة الثانية من البرنامج تاريخ جزيرة العرب من النواحي الجيولوجية، والإنسانية، والحضارية، والاقتصادية منذ العصور الحجرية الأولى ما قبل التاريخ، ثم ما بعد التاريخ، وصولاً إلى أقدم المستوطنات البشرية، والممالك الحضرية، وطرق البخور، وطرق الحرير وأسواق العرب، وبعض أهم أيام العرب، وقصة مكة، وقصة الفيل، وبعض مغازي الرسول الفاصلة.

وتتميز الجولة الجديدة من برنامج على "خطى العرب" بخطّ سير الرحلة وبمواضيع الحلقات التى يأخذنا اليها معد ومقدم البرنامج الدكتور عيد اليحي حسب إتجاه السير، اذا ينطلق عبر ثاني أقدم إستيطان بشري في آسيا في عصور ما قبل التاريخ "الحجري"، فتنطلق القافلة من الرياض جنوباً بإتجاه الخرج للوقوف على أول المستوطنات البشرية في موقع القصيعة وموقع الدم وموقع عيني فرزان. ولاحقاً، يكمل البرنامج قصة المنطقة لعصور ما بعد التاريخ، باحثاً في الحملات العسكرية حينها، واندفاع الحميريين، وبلوغهم مناطق اليمامة والبحرين، وتدخل ملوك اليمن في الخرج.. وكذلك حملات ملوك اليمن وتُبّع للسيطرة على نواحي نجد. وفي ذات المنطقة يصور البرنامج عين السيح الجافة في الخرج، عبر إنزال طائرة بدون طيار الى أسفل فوهة الحفرة العظيمة، ليقدم البرنامج صور تُعد الاولى من نوعها.

ثم ينتقل البرنامج الى الممالك القديمة، على طريق البخور 200 ق م. وصولا الى غزة في فلسطين. وفي نجران يقف البرنامج على الأخدود، متطرقاً إلى القصة الكاملة عن محرقة مسيحيين.

وعبر الربع الخالي تبدأ رحلة جديدة من واحة نجران، بعد توثيق موقعة حريق أصحاب الأخدود، على طريق البخور متجهين شمالاً لآبار حما التي تؤرخ لحملة يوسف ذي إسار "ذي نواس اليهودي" الذي حرق أهل نجران في الإخدود. ويتوقف البرنامج عند جميع الأسواق الواقعة بين الطائف ومكة والمدينة التي كانت تقام في مواسم الحج وكان طريق البخور. ينتقل البرنامج بعد ذلك إلى مكة متوقفاً في المشاعر المقدسة وسبب تسميتها بأسماء مثل عرفة، مزدلفة، منى. كما يتطرق البرنامج لقصة الرسول (ص) مع أهل الطائف حين ذهب لدعوتهم إلى الإسلام، ومن ثم لجوئه لبستان عتبة بن ربيعة بعدما طرده أهلها، فرجوعه إلى مكة ومَبيته في وادي نخلة، مع توثيق لقصة المبيت. وفي وادي حنين - وعلى طريقة الدراما الوثائقية - يقدم "على خطى العرب" معركة حنين، وكيف حصلت المباغتة من هوازن لجيش المسلمين، قبل انقلاب الهزيمة إلى نصر. ثم تسجيل حادثة أول خارجي في الإسلام، وتنبؤ الرسول بخروجهم على فترات من التاريخ.

ويكمل البرنامج مسيرته عبر الجزيرة العربية مقدماً الهوية العربية قبل وما بعد الاسلام. أما في حلقات أهم أيام العرب، يجول البرنامج من الجوف إلى مدينة طريف على طريق القريات، موثّقاً موقعة يوم ذي قار.

ويشير معد ومقدم برنامج "على خطى العرب" عيد اليحي، إلى أن كثيراً ما أُهمل تاريخ العرب وجزيرتهم، وقُلِّل من شأنه، وعُزِل عن إطاره الصحيح، وطمست أبعاده، وشوهت حقائقه، وحذفت أجزاء مهمة منه من قبل المستشرقين ومن سار على دربهم من الكتاب العرب، وكذلك فعل الشعوبوين من قبلهم بمئات السنيين. ويضيف "وفي برنامج "على خطى العرب"، لن نرضى بالاستمرار على هذا النهج ؛ فكل من يتمتعون بمستوى محترم من الثقافة في الغرب أو غيره، وتهمهم الموضوعية، ولو قليلاً، يعلمون علم اليقين أن تاريخ العرب والجزيرة العربية ليس وليد الأمس القريب ولم يبدأ مع عهد البترول الحالي!. وهل من حاجة إلى التذكير بأن العرب كانوا لفترات طويلة جداً من الزمن على صلات وثيقة أحيانأً مع جميع الحضارات الكبيرة والقديمة التي إزدهرت في الشرق الأدنى؟ فبلاد سومر ووادي النيل وأرض العقاديين وبابل والشام أيام الأموريين والكنعانيين، ثم الآراميين، وفارس أيام الميديين والأخمينيين أقامت كلها علاقات تجارية وثيقة مع الجزيرة العربية. لكن لم تتمكن أية من الدول التي تتابعت على رأس هذه البلاد من إحتلال الجزيرة تماماً ولا من السيطرة عليها بصفة دائمة ولو جزئياً.

ويستطرد عيد اليحي عن ما يرغب ايصاله للمتلقي بالقول : "الجزيرة العربية ليست فقط الموقع الإستراتيجي ولا الجيولوجيا الفريدة ولا المعادن التي تحتويها أرضها، بل هي أرض اللغات الأولى، التي ما زالت باقية على الواجهات الصخرية والتي تعتبر وهذه معلومة نجهلها ويراد منا كذلك، أنها من أكثر الكتابات على مستوى العالم، وهذا دليل على أن أول مستوطنات الإنسان كانت الجزيرة العربية، بعد عبوره من أفريقيا عبر باب المندب ومن أفريقيا عبر السويس، وأول الحروف الهجائية أخترعت على أرضها، ثم إنتشرت في العالم وإلى هذه اللحظة تسمى في جميع اللغات اللاتينية والإنجليزية (ألفا بت) بل إن اللغة العربية هي أصل اللغات كلها.

وعن تميز الجولة الجديدة من برنامجه، يقول اليحي: "كل ما ذكرناه سنقرنه وسنمازجه أيضاً بجيولوجيا الأرض، غالب سكان الجزيرة العربية حتى المتعلمين منهم لا يعرفون من أين تكونت رمال الربع الخالي، ولا رمال الدهناء، ولا رمال النفود الكبير؛ بالرغم من أنها حديثة التكوين، مقارنة ببقية التشكيلات الجيولوجية للجزيرة العربية، فإذا وقفنا على المكان المراد، سواء أكان مستوطنات بشرية أو طرق وأسواق تجارية أو ممالك حضرية فإننا سنذكر معلومات أخرى عن نفس المكان حتى ولو كانت حديثة مقارنة بما وقفنا عليه".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً