العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ

فرانسوا هولاند... تربية الأفاعي في الأحضان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فيما انشغلت صحف العالم الكبرى بتغطية المغامرة التركية الكبرى بإسقاط الطائرة الروسية، اختار موقع «الديلي ميل» الأربعاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، قصتين خبريتين دسمتين، في سياق الحرب المسمومة المحمومة الموهومة على «داعش»، بعد هجمات باريس.

تبدأ القصة الخبرية الأولى، بمقدمةٍ يتصدّرها تصريحٌ لأحد عناصر «داعش» ممن نشأوا وترعرعوا في فرنسا: «نحن قادمون، سنأتي لندمر بلدكم»، في صيغة تهديدٍ مباشرٍ للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أكثر الزعماء الغربيين تشدُّداً ودعماً لمشروع الفوضى الأميركية الخلاقة التي تنشرها التنظيمات التكفيرية المقاتلة في سورية.

مع القصة أرفقت صورٌ لأحد عناصر التنظيم مقنَّعاً وهو يحمل بندقية كلاشنكوف ويخاطب هولاند بسخرية واستهزاء: «لقد هدّدتَ بحربٍ لا يمكنك أن تربحها. سنأتي وندمّر بلدكم». وهدّد بتدمير البيت الأبيض وتنفيذ هجمات انتحارية في شوارع نيويورك. كما نشر التنظيم صورة تخيلية لبرج ايفيل مدمراً، قالت الصحيفة إنه سرقها من فيلم «أكشن» قديم.

الخبرية الأخرى تناولت قصة المراهقتين النمساويتين، سمرا كزينوفيتش (17 عاماً) وسابينا سيلموفيتش (16 عاماً)، اللتين استغل التنظيم صورتهما للترويج لنفسه العام الماضي، كجنةٍ على الأرض تستقطب المجاهدين والمجاهدات من كل مكان.

قصة المراهقتين النمساويتين، بدأت في أبريل/ نيسان 2014، حين تركتا منزل أهلهما في فيينا، واستقلتا طائرةً إلى العاصمة التركية أنقرة، ومنها توجّهتا إلى مدينة أضنة جنوب تركيا، حيث انقطع أثرهما، بعدما تسللتا إلى سورية مشياً على الأقدام، للالتحاق بمقاتلي «داعش» في «الرقة». وهي أمورٌ كانت الصحافة العالمية تتناولها طوال الفترة الماضية كمادةٍ مثيرةٍ ومسليةٍ، إلا أن ما كشفته «الديلي ميل» هو مصير الفتاتين، المنحدرتين من أسرتين بوسنيتين من الطبقة الوسطى، لجأتا إلى النمسا واستقرتا فيها، قبل سنوات طويلة، أثناء أو بعد الحرب.

بعد وصولهما إلى تركيا، أخبرت الفتاتان أسرتيهما أنهما مسافرتان من أجل القتال في سورية. كان الأوان قد فات لإيقافهما أو منعهما من السفر إلى المحرقة. بعد وصولهما إلى الرقة، تم تزويجهما سريعاً لعناصر «داعش» وعاشتا في منزل واحد، كما قام التنظيم باستغلال صورهما في الإعلام وهما محاطتان بمسلحي «داعش»، ونشر عدة أشرطة فيديو لهما، لتشجيع أخرياتٍ على الهجرة للمناطق التي يسيطر عليها.

مطلع العام الجاري، أعلن مصدر في الأمم المتحدة مقتل إحدى الفتاتين، ونشرت الصحافة النمساوية ذلك، إلا أن الحكومة هناك لم تعقّب على الخبر. لكن فتاةً تونسية كانت تعيش معهما، وتمكّنت من الهرب من «داعش» لاحقاً، هي التي أكّدت مقتل الفتاة الكبرى (سمرا) ضرباً حتى الموت، على يد التنظيم حين حاولت الهرب.

الفتاة الصغرى انتقلت إلى منزل آخر، وقامت بالتواصل مع أسبوعية «باري ماتش»، عبر الـsms بحضور زوجها، حيث نفت أن تكون حاملاً، إلا أنها أصرت على أنها تستمتع بحياتها في الرقة، وتشعر بحرية ممارسة دينها بما لم يتوفر لها في النمسا كما قالت!

الحكومة النمساوية قامت باعتقال خطيب بوسني متطرف كان يعيش لاجئاً في أراضيها، لدوره في القيام بغسل دماغ الفتاتين، ووجّهت له تهمة قيادة شبكة إرهابية تحرّض على الالتحاق بصفوف «داعش». ويقدّر عدد من التحقوا بصفوفه من النمساويين حتى الآن بـ 130، نصفهم من القوقاز الذين هربوا من حرب الشيشان.

حين وصلت الفتاتان تركيا لم تكونا تملكان غير الملابس التي كانت ترتديانها، أمّا من الذي حجز لهما التذكرة، ونظّم لهما حركتهما عبر المنافذ الجوية والبرية، حتى سلّمهما إلى يد «داعش» الأمينة، فليس من الكلام المباح.

اليوم تصحو الدول الغربية والإقليمية إلى الخطأ الأكبر الذي اقترفته بعد خمس سنواتٍ من الغيبوبة والسبات، بعدما ارتد عليهم الإرهاب الأحمق. لقد كانت الصدمة الأكبر حين اكتشفت هذه الدول أنها كانت تربّي في أحضانها آلاف الثعابين والحيات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4829 - الخميس 26 نوفمبر 2015م الموافق 13 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:51 ص

      كان يا ما كان .. كان في رئيس إسمه بشار

      لما احتل الأمريكان العراق .. اجتمعت مخابرات البعث السوري مع الحرس الثوري الإيراني و اتفقوا أنهم يستخدمون تنظيم القاعدة و الزرقاوي لضرب الأمريكان. نجحت الخطة و انسحب الأمريكان. و لكن لما انسحب الأمريكان أقسموا أنهم يذيقوا بشار من السم اللي كان يسقيهم إياه ... فعملوا له ثورة شعبية حلوة و سموه الربيع العربي. بشار الأسد رجع لخياراته الأولية و هو الإرهاب ... إما أنا أو القاعدة .. فاخترع شيء إسمه داعش و تركه ينمو و يكبر و يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا ... و الحين يخير العالم بينه و بين داعش.

    • زائر 21 زائر 16 | 7:44 ص

      بابا ياسين

      اشعنده بابا ياسين .

    • زائر 22 زائر 16 | 9:46 ص

      خوش حدوتة

      صراحة حجي ( 16 ) يملك عقلية مبدعة وخيال كبير ما شاء الله. لماذا لا تكتب رواية ترى بتصير روائي مشهور.
      والدليل ان بشار سلم داعش ثلث اراضيه وبعدين قام يحاربهم لاسترجاعها منهم. لتكتمل الحبكة ويخرج لنا بهايم تصدق هذه الخزعبلات والخرفات.

    • زائر 15 | 3:18 ص

      الى زائر 13

      داعش المصدر دعشنة والفاعل داعشي والفعل المضارع يتدعشن.

    • زائر 14 | 3:15 ص

      يمقن يمقن يتعظون

      لقد كانت الصدمة الأكبر حين اكتشفت هذه الدول أنها كانت تربّي في أحضانها آلاف الثعابين والحيات.

    • زائر 11 | 1:23 ص

      استراتيجية الروس اصبحت واضحة ... ضرب كل فصائل المعارضة السورية و الابقاء على داعش

      كما توقعنا من قبل سيقوم الروس بضرب كل فصائل المعارضة السورية و الإبقاء على داعش وحيدة في المشهد السوري .. و بعدها سيخيرون العالم بين داعش و بشار الأسد ... قديمة يا روسيا العبي غيرها.

    • زائر 12 زائر 11 | 1:41 ص

      روسيا اليوم

      روسيا اذا كنت متتبع للاخبار دمرت خلايا داعش وقتلت من قياداتهم وروسيا لا تطعن اصدقائها من الخلف مثل حلفاء روسيه المتمثله في سوريه وايران هم اصدق الناس ولكن امريكه متهوره في قراراتها

    • زائر 10 | 1:19 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

      حقا هم افاعي وحيات لا عقل ولا دين لهم هم ارهابيون ولكن حسبي الله على من يعمل لهم غسيل مخ ويمول ويخطط

    • زائر 9 | 1:19 ص

      لا مو مغامرة تركية ... المغامرات بس حق حزب الله

      قال مغامرة ... 4 مرات في شهر و نص يخترق الروس المجال الجوي التركي و في كل مرة يتم تحذيرهم .. الحين خلهم متفشلين يستاهلون السطار و أذا في أمهم خير خل يردون عسكريا شعب الفودكا. قال مغامرة الا حب و قول و ابغص و قول.

    • زائر 8 | 12:46 ص

      اللهم رد كيدهم في نحره

      عساهم من هذا واردى

    • زائر 7 | 12:46 ص

      شخبار الكف

      شخبار الطراق الي استلموه الروس وين ردهم القاسي و طياراتهم الخردة

    • زائر 18 زائر 7 | 6:04 ص

      رد متطرف

      بتطرف الرد

    • زائر 23 زائر 7 | 12:24 م

      ج

      ستجده في الشاحنات ال 1700 التي حرقها بوتين وحرق بسببها قلب اردوغان وولده.

    • زائر 6 | 12:32 ص

      هذه نتيجة تربية الأفاعي

      حين يربى الأب ابنه على الشرّ فإن شرّ ابنه لا يقتصر على الآخرين بل سيطاله هو ايضا.
      قاعدة وسنة في الحياة البعض يظن انه بمأمن منها لكن هيهات ان تتغير سنن الحياة .
      ازرع خيرا تلقاه وازرع شرا تحصد منه كما يحصد الآخرون

    • زائر 4 | 11:14 م

      اللهم احفظ البحرين

      تقريبا جميع الدول تربّي في أحضانها آلاف الثعابين والحيات
      ...

    • زائر 2 | 10:45 م

      عبد علي البصري

      سيد مو اول مره واطالبان والقاعده

    • زائر 1 | 10:22 م

      و....

      انقلب السحر على الساحر.

اقرأ ايضاً