اقترب درع الدوري من جزيرة المحرق وأصبح على مسافة نقطة واحدة من عراد بعد أن حقق الاخطبوط الأحمر ثلاث نقاط ثمينة اقتنصها بهدف رائع في الدقيقة الأخيرة من المباراة عن طريق محمد جعفر ليحقق الفوز على جاره البحرين بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد أن كان متخلفا حتى الدقيقة 30 من الشوط الثاني بهدفين مقابل هدف واحد. أحرز أهداف المحرق المرعب دعيج ناصر وراشد الدوسري ومحمد جعفر وأحرز هدفي البحرين محمود الحنفي وعمر بلال.

وكانت جماهير المحرق يوم أمس هي اللاعب الأول بتشجيعها المتواصل حتى أثناء تأخر الفريق ما أعطى اللاعبين الحماس الكافي لقلب النتيجة والفوز بالمباراة والاقتراب من تحقيق البطولة إذ يحتاج الاخطبوط إلى نقطة واحدة من مبارياته الثلاث المقبلة ليتوج بطلا للدوري الممتاز. وارتفع رصيد المحرق بهذا الفوز إلى 41 نقطة وواصل سجله الخالي من الهزائم هذا الموسم ليؤكد أحقيته بتحقيق البطولة، بينما بقي البحرين على رصيده السابق 21 نقطة.

دخل الفريقان الشوط الأول بحذر كبير وغابت الخطورة الحقيقية على المرميين. وسيطر المحرق على الكرة في وسط الملعب بفضل انتشار لاعبيه الجيد إذ لعب الفريق بطريقة 3/5/2 ما أتاح له التحكم في منطقة المناورات ولكن من دون تسجيل خطورة حقيقية على المرمى. واعتمد البحرين على إغلاق المناطق الخلفية وتقليل المساحات أمام مهاجمي المحرق مع الاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريق الثلاثي المغربي بوشعيب البطاش ومحمد كيسر ورضوان بركاوي والمهاجم المتألق محمود الحنفي، ولعب بطريقة 4/4/2 واعتمد على الكرات القصيرة بين لاعبيه في وسط الملعب واللعب على أخطاء لاعبي المحرق. واستمر اللعب على هذا المنوال حتى الدقيقة 26 عندما انطلق حمد السبع بكرة من الجهة اليمنى وعكسها داخل المنطقة إلى المتمركز دعيج ناصر الذي لم يتوان في تحويلها داخل المرمى مسجلا الهدف الأول لتشتعل المدرجات وتشتعل معها المباراة. بعد الهدف نشط البحرين وبدأ الخروج من منطقته بغية إدراك التعادل ولكنه اصطدم بدفاع قوي من جانب المحرق فعمد إلى التسديد من خارج المنطقة منها تسديدة إسماعيل صالح أخرجها بوحاجية بصعوبة إلى ركنية واتبعها البطاش بتسديدة فوق المرمى. ورد عليهما المحرق بكرة من دعيج ناصر الذي استقبل الكرة داخل المنطقة وراوغ المدافع قبل أن يعكسها لم تجد من يتابعها داخل المرمى فشتتها الدفاع (37). وانخفض مستوى المحرق في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول في الوقت الذي نشط فيه البحرين واستطاع في الدقيقة الأخيرة من الشوط إدراك التعادل بعد أن تلاعب المغربي محمد كيسر بمدافع المحرق إبراهيم المشخص ولعب الكرة عكسية على رأس الحنفي غير المراقب والذي لم يجد صعوبة في إيداعها المرمى لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بين الفريقين.

ودخل المحرق الشوط الثاني ضاغطا بكل قوة بغية التقدم بالنتيجة وتحقيق ثلاث نقاط ثمينة تقربه بشكل كبير من البطولة. وشكل دعيج ناصر أول فرصة خطرة في هذا الشوط عندما تلقى كرة داخل المنطقة فراوغ المدافع وسدد بيسراه قريبة من المرمى (3). وعلى عكس ما يريد المحرق تمكن البحرين من التقدم بالنتيجة عندما لعب محمود العويناتي كرة عكسية متقنة حولها عمر بلال بيمينه في سقف المرمى ليحرز الهدف الثاني لفريقه وهدف التقدم بالنتيجة (6). بعد الهدف شعر المحرق بحرج الموقف فكثف من هجماته على مرمى البحرين ولكنه لم يستطع اختراق الدفاع القوي فعمد إلى التسديد من خارج المنطقة عن طريق عبدالعزيز بوكركور وإبراهيم المشخص. وتدخل مدرب المحرق لانقاد الموقف فأجرى تغييرين دفعة واحدة بإدخال راشد الدوسري ومحمود جلال بدلا من دعيج ناصر المتألق ويوسف سالمين المدافع وبهذا التغيير تغيرت طريقة لعب الفريق إلى 4/4/2 ما سمح للمحرق بمحاصرة البحرين في نصف ملعبه وشن الهجمات عليه من جميع الاتجاهات إلى أن تمكن البديل راشد الدوسري من إدراك التعادل لفريقه عندما تلقى كرة ساقطة من بوكركور فانفرد بالحارس حسام المناعي وسدد بيمناه في المرمى مسجلا الهدف الثاني لفريقه وهدف معادلة النتيجة (30). بعد الهدف أجرى مدرب المحرق تبديلا آخر بإدخال حسين علي بدلا من حمد السبع. وكاد البحرين يخطف الهدف الثالث حين انطلق بوشعيب البطاش بكرة من الجهة اليمنى فراوغ المدافع وانفرد بالمرمى وسدد الكرة قوية تصدى لها حارس المحرق عبدالعزيز بوحاجية بصعوبة (37). وبان صواب رأي مدرب المحرق عندما أبقى على محمد جعفر في الملعب على رغم أنه لم يقدم مستواه المعهود وذلك عندما أحرز هدف الفوز لفريقه من كرة مرسومة من محمد سالمين إلى حسين علي الذي راوغ المدافع وعكسها داخل المنطقة فتطاولها جعفر بلعبة خلفية جميلة أحرز من خلالها الهدف الثالث وأحد أجمل أهداف دوري هذا الموسم في الوقت القاتل لتحتفل جماهير المحرق مع فريقها في نهاية المباراة ويقترب درع الدوري من عراد ليتوج به الاخطبوط باستحقاق. أدار اللقاء باقتدار الحكم الدولي جعفر الخباز وعاونه سعد سلطان وجعفر القطري وحكم رابع جاسم محمود. وحضرها جمهور غفير وخصوصا من مشجعي المحرق الذين ملئوا المدرجات وشجعوا فريقهم من بداية المباراة حتى نهايتها بكل حماس وروح رياضية.

مهرجان اهداف

وفي المباراة الثانية حقق فريق البسيتين فوزا ساحقا عبر به الساحل بسبعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف في مباراة عامرة بالأهداف العشرة التي سجلت على مدى الشوطين.

ورفع البسيتين رصيده الى 19 نقطة متقدما خطوة نحو المنافسة على دخول المربع الذهبي بعد ما تقلص الفارق بينه وبين فريق البحرين الرابع الى نقطتين فيما ظل الساحل عاشرا وأخيرا بنقاطه العشر.

ولم يكن أحد الفريقين بتوقع أن تأتي مباراتهما بهذا السيناريو الدارماتيكي الحافل بالأهداف وخصوصا في ظل أهمية الفوز وحساسية موقف الفريقين في جدول الترتيب لكن في الوقت ذاته يجب القول إن فارق القدرات الفنية بين الفريقين وامكانات عناصرهما كان لها دور في حدوث ما جرى إذ وضح ان عروض ونتائج الساحل بدأت في الهبوط خلال مبارياته الأخيرة على عكس ما كان عليه وضعه في بداية الدوري وذلك بسبب المقومات العامة للفريق والتي لا تساعده على المضي بالقوة والثبات نفسيهما.

وجاءت المباراة وفق ما يشتهي البسيتين على رغم الهدف المبكر الذي سجله الساحل في الدقيقة السادسة برأس نايف ربيعة إذ تحولت بعد ذلك المباراة الى أداء مفتوح انصب لصالح البسيتين المتفوق فنيا واستطاع ان يفرض سيطرته الميدانية ويتفوق حتى سجل هدفين خاطفين عن طريق المتألق نواف المالكي وياسر عبدالرزاق في الدقيقتين 25 و27.

لكن الساحل سرعان ما أدرك التعادل بهدف موسى القطان من ركلة جزاء بعد خمس دقائق.

وفي ظل اللعب المفتوح كان طبيعيا تفوق البسيتين الذي استثمر نقص خبرة وسوء توفيق حارس الساحل عبدالكريم عبدالله فأضاف الهدفين الثالث والرابع بتوقيع يوسف عامر ونواف المالكي.

ولم يتغير الحال في الشوط الثاني ولجأ مدرب الساحل الى استبدال حارس مرماه واشراك البديل علي حسن الذي اهتزت شباكه سريعا بهدف خامس عن طريق المحترف العراقي بهاء كاظم.

واستمر تفوق البسيتين فنيا ولياقيا وبدا يلعب بارتياح مع امساكه بزمام الأمور حتى سجل هدفيه السادس والسابع عن طريق لاعب الوسط النشط جاسم الرويعي الذي استثمر كرة عرضية داخل المنطقة (26) وبهاء كاظم بعدما استعرض أمام الدفاع ولعب كرة ساقطة من فوق الحارس (29) فيما كان ابرز ما يسجل للساحل في هذا الشوط هدفه الذي سجله سلمان سعد من ركلة ثابتة في الدقيقة العاشرة