العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

أنواع المقالات ومواصفات المقالة المميزة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ماذا يعني أن يقال عن مقالة أنها خفيفة أو ثقيلة أو سيئة أو أن يقال عنها جيدة ومتميزة! من يقول والله قرأت مقالاً رائعاً وآخر يقول كان المقال بائساً أو سخيفاً وقوياً أو ملفتاً أو باهتاً، ...إلخ! مما نشعر به أثناء قراءتنا لأي مقالٍ أو تعليق.

قد تكون الكتابة في الصُحُف واجباً تقليدياً من الواجبات يقوم بها أصحابها لأسبابٍ وظيفية يعتاشون من ورائها، أو تكون الكتابة هواية قد غواها وهواها أصحابها ولا يكون المردود المادي سبباً للكتابة اللهم العطاء من أجل العطاء ويكفيهم تواصل القراء معهم لتحفيزهم للحصول على بعض التشجيع من أجل تقديم المزيد!

وسواء كان الدافع هذا أو ذاك فإن القُدرة على التعبير والكتابة والإبداع هي أحد الفنون المغلوبة على أمرها، في مجتمعاتنا المحدودة الكفاءة من الحرية غالباً يتأتى بمقدار ما تسمح به لهم الرقابة من حركة.

وقد ينطلق الكاتب/الكاتبة إلى أقصى الحدود في التعبير والصمود في التمييز والإبداع إذا لم تتواجد حواجز أو مكبلاتٍ رقابية، كما يحدث في المجتمعات المتقدمة التي حصدت الحرية التامة في الكتابة وهنالك يفرد الكاتب جناحيه ويطير عالياً إلى السماء ويتنقل بين بلاد العالم ليقول ما يريد ودون قيدٍ أو شرط.

ومن هنا أعود إلى البداية في التقديم للكاتب عن المقالة وقدراته الأدبية أو الفكرية في التأثير على اتجاهاته واختياراته وأجواء الكتابة، ولي أن أُلخص بعضاً منها،

فالمقالة الخفيفة هي كذلك،، وليس (للإقلال شأنها) ولكنها لكونها سَلِسة وبسيطة ومتنوعة في فحواها ودون التعقيد وقد تكون شديدة الأهمية موضوعاً ومن المقالات الجادة، ولكنها تكون مُطعَّمة بالبهارات الكتابية والحبكة الظريفة، ولذا يُطلق عليها لقب الخفيفة والممتعة أو المُلفتة، حيث تكون قريبة من القلب فتدخل القلب ونتمتع بقراءتها ويغدو (الكاتب ، الكاتبة) محبوبين.

أما كاتب/ كاتبة المقالة الثقيلة أو الباهتة فقد يكون متمكناً في فحواها سياسيًا كان أو اجتماعياً وقد يُعقِد كتابته بيده مما يُصعِب هضمها للكثير من القراء أو لاحتوائها على التفاصيل والمراجع غير الضرورية في سياق الكتابة والتي تم حشرها لفرد العضلات أو للتأكيد بضخامة معلوماته، أو أن تكون شديدة التخصص ولا تناسب موقعها في جريدة عامة مثلاً!

ويُسيئ الكاتب بالتالي لنفسه بأن يُصبح ثقيلاً في الكتابة، ما ينعكس مع الوقت على شخصه بثقالة الظل، أما المقالة السيئة والتي تكون سخيفة أو بائسة في الكثير من الأحيان فهي التي يكتبها البعض لأنفسهم وبمواضيع في منتهى السذاجة وهم محدودو الخبرات عموماً غير عابئين باختيار الأنسب وهم في الغالب يكونون من غير المثقفين أو ربما دون التدريب أو الوعي الكافي لممارسة الكتابة للصحف، وقد يكونون ضحايا وظيفية وفي موقعٍ خاطئ يُلزمهم الكتابه في شئونٍ غير متمكنين منها أو لا يبذلون جهداً لإتقانها!

أما المقالة الجيدة والتي توصف بالقوة والتمييز والتي يتهافت العديد على قراءتها فكتَّابها من يُبدعون في اختياراتهم للمواضيع َوتأتي تعبيراتهم صريحة وموجهة! ويستلهمون الكلام من مَلكاتهم ذات الحدس العالي والقدرات على احتياجات الشارع والثقافة العامة وهم قارئون نهمون ومُنظِرون على درجة عالية من الاستيعاب والوعي وللوصول إلى الحدث، اعتماداً على رهافة وعيهم ومصداقيتهم، والتي تؤدي بدورها إلى كشف المستور للعيان لتحسين الأوضاع الحياتية من السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والدينية! كما يسافر العديد منهم إلى المناطق الخطرة في العالم لرصد الحدث ولتحقيق أهدافهم وللتزود بالحقائق.

كما إنه من بين هؤلاء الكتاب من يواصل الكتابة تحت كل الظروف الحرجة والمعوقات لحرية الكتابة والرقابة القاسية والأسقف المتدنية للتحليق وهم المضطرون للتعبير عما يُقلقهم مهما كانت الظروف وهم الذين يُقاتلون بالقلم مهما كانت القيود قاسية والحِصار متمكناً.

وهؤلاء هم من يتحركون بين الأسطر صعوداً ونزولاً وينقشون الحروف الغامضة للتعبير عمّا يرمزون لأنهم يتقمصون المهنة فنياً ويحرقون أنفسهم في سبيل أهدافهم ومبادئهم أينما كانوا، هؤلاء المبدعون لا يحتاجون سوى أن نُلقي عليهم التحية بين الحين والآخر وأن نشكرهم لجهودهم في إصلاح وتنويرالعالم، في أزمنة السخط، لهؤلاء نرفع لهم التحية عالياً، وهم من كتبوا وسيكتبون لتوعيتنا دائماً، وأرجو ألا تكون شهادتي مجروحة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:35 ص

      الاهتمام واحترام الكتاب

      ان يكون الكاتب مميزاً يعطيه الصلاحيه في ان تكون له المكانه الاجتماعيه فو يكتب للآخرين وحبذا لو نسمع عن الاهتمتمام بهم باي شكلٍ من الاشكال لتشجيعهم واعطلؤهم الطلقه الايجابيه للتواصل وان لايهملوا وهذا يعتمد على الجرائد. وان تخصص بعضاً من الهتمام بهم كي لايفقدوا الحماس والتواصل للكتابه ودمتم

    • زائر 6 | 1:25 ص

      الرقابهةهي المصيبه

      ولكن الحذف يقتل الكاتب ويقول الكتاب ان الرقابه تقتطع كثيراً من المقالات مما يفقدها رونقها

    • زائر 5 | 12:59 ص

      كتابه اسبوعيه

      الكتاب اللذين يكتبون اسبوعياًً يجب على مااعتقد ان يُشار لهم برمز او اية طريقه اخرى بذلك كي لانعتقد انم مقصرون كما ذكر احد المعلقين وكذلك ان نقدم للجميع بعض الشكر كما ذكرت ِ

    • زائر 4 | 12:59 ص

      الكاتب محمد عبدالله كاتب موسوعي .. أخاله يقرأ 30 ساعة في اليوم!! حبذا لو أصدر كتابا جمع فيه مقالاته .. فهو مرجع لا يكاد يتكرر.
      سكرا لكم جميعاً

    • زائر 3 | 12:47 ص

      لاادري كيف يقول المعلق مقال جيد ودون ان يذكرك وبانك انت من الكتاب الجيدين جداً والمتنوعه في اختيار المواضيع الجريئه والمالملفته

    • زائر 2 | 12:23 ص

      شكرا أستاذه مقال قيم لكن

      الخلل عندكم أنتم الكتاب أو كتاب الأعمدة إن صح التعبير مقصرين ، تطلون علينا من فتره إلى فتره زمنيه طويله ، والوسط . . أعطونا الكاتب الممتاز المحنك كالاستاذ هاني الفردان ويعقوب سيادي ومحمد عبدالله وقاسم حسين.

    • زائر 1 | 11:23 م

      شكرا على المقال

      لدي سؤال يخص صحيفة الوسط قبل فترة ليست بالقصيرة كانت الصحيفة تجري مسابقة شهرية لأفضل مقال ولكنها قطعتها، على الرغم من أن الموضوعات التي كانت تكتب نجد فيه التصنيف الذي سلف في مقالك.فلماذا قطعتها؟
      فحبذا لو تعيد الصحيفة مثل هذه المسابقات وبصورة تطويرية أكثر حتى نكتشف كتاب يصلحون للكتابة في مثل صحيفتكم الغراء.

اقرأ ايضاً