العدد 4933 - الأربعاء 09 مارس 2016م الموافق 30 جمادى الأولى 1437هـ

المرأة البحرينية في اليوم الدولي للمرأة... ماذا أعطيناها؟!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في اليوم (الثامن من شهر مارس / آذار) يحتفل العالم في كل عام باليوم الدولي للمرأة، وفيه يحتفل عالميًّا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفي بعض الدول في العالم تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.

بدأ الاحتفال بهذا اليوم بعد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عقد في باريس العام 1945، والبعض قالوا إن الاحتفال بهذه المناسبة بدأ العام 1932.

على كل حال، ما أردنا قوله في هذا الموضوع، إن العالم الإنساني والإسلامي أعطيا للمرأة مكانة خاصة في أدبياتهما واخلاقياتهما، فمن حاول انتهاك حقوق المرأة فإنه يرتكب خطأ كبيرا في حق نصف المجتمع.

لا أحد ينكر أن المرأة البحرينية في السنوات الأخيرة خاصة أثبتت بوجودها الفاعل واللافت أنها حاضرة بشكل واسع في مختلف المجالات العلمية والأدبية والثقافية والسياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الكثير من المواقع تنافس بوجودها الفاعل وعملها المتقن وإخلاصها وتفانيها وجود الرجل، وفي بعض المواقع نجدها تتفوق على الرجل بعددها وإمكانياتها ونشاطها وأدائها المتميز، ولو تحدثنا بواقعية بعيدًا عن كل المؤثرات النفسية والعاطفية التي تؤثر بصورة مباشرة في تعاملنا مع المرأة، وحاولنا مناقشة الموضوع بكل موضوعية، سنجد في كل زاوية من زوايا الوطن نرى المرأة الحاضرة بوضوح.

نراها في المجالات الطبية، والتربوية والتعلمية، والهندسية، والإدراية، والتكنولوجية والتجارية والمصرفية والقانونية والحقوقية والإعلامية والصحافية، ونراها أديبة وشاعرة ومؤلفة وكاتبة ومتحدثة باللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة فائقة، ونراها تملأ ساحات الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية التطوعية، ولا أحد يستطيع تجاوزها أو تجاهلها أو التغافل عن تميزها ومبادراتها الطيبة، لم تعد المرأة في عصرنا الحاضر تلك المرأة المتلقية السلبية، بل أصبحت تلعب أدوارا فعالة ونشيطة في حركة المجتمع التطويرية والتغييرية في مختلف المجالات، وفي حالات أخرى تكون محفزا حقيقيا للرجل لكي يتقدم في مواقع عديدة.

ولقد ثبت بالتجارب أنها تمثل النصف النشط في المجتمع، وأنها صانعة الأجيال بكل جدارة، وصدق من قال: إن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فكثير من النساء كن سببا رئيسيا في رقي أزواجهن وظيفيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا وأخلاقيا ودينيا وسلوكيا، ولهذا لم يبالغ من قال عنها إنها تمثل نصف المجتمع، فهي حقا في بعض المجتمعات تمثل جل المجتمع بثباتها ووعيها وإدراكها ومثابرتها ورقيها وطول بالها وصبرها وعفتها وأدبها وحسن ظنها بالله وبالآخرين، وتعقلها وإيجابيتها في تعاملها الإنساني وعملها الدؤوب في رفعة مجتمعها، فلهذا لا أحد في بلدنا الغالي يستطيع تجاهل وجودها الفاعل في كل المجالات والميادين.

لقد فرضت وجودها بعطاءاتها المتميزة في مساحات واسعة في البلاد، فمن حقِّها أن تحصل على كل استحقاقاتها العلمية والمهنية والاقتصادية والسياسية، وأن تأخذ مكانها الذي يليق بقدراتها وإمكانياتها العلمية، ومن حقّها أن تكون لها مراكزها الخاصة، في المجالات المعرفية والثقافية والرياضية وغيرها، ومن حقها أن تعطى رعاية كاملة، لتنمية مهاراتها وقدراتها العلمية والعملية، وبالتأكيد أن إهمالها وتجاهلها في التوظيف والترقيات لن يكون في صالح الوطن، ليس من المعقول أن نجد الكثيرات من النساء الحاصلات على مؤهلات جامعية يجلسن في بيوتهن سنوات طويلة بلا عمل يليق بهن، أليس من حقها خدمة وطنها في كل المجالات؟ الدراسات الاجتماعية أثبتت أن تعليم المرأة وتمكينها يساهمان في تطوير المجتمعات بشكل كبير، كما يساهم تعليم المرأة وحصولها على عمل لائق لقدراتها في توسيع أفق رؤيتها الخاصة بتنظيم الأسرة.

فالمرأة المتعلمة والعاملة تنزع إلى أن تتمتع بحرية أكبر لتتمكن من ممارسة فعالياتها، فحرمان المرأة من حقها في التعليم والعمل، والتعامل معها بدونية لاعتبارات بعيدة عن الشرع والقانون له انعكاسات سلبية كبيرة على مستقبل البلاد، فالرجل الذي يجد نفسه محاطاً برعاية المرأة بكل الاتجاهات في السراء والضراء، ويرى المرأة الأم والجدة والزوجة والأخت والعمة والخالة حاضرات في كل المواقف المفرحة والمحزنة، لا يمكن أن يظلمها أو ينتهك حقوقها أو يحرمها من استحقاقاتها الطبيعية، لا شك أن المرأة المحافظة على عفتها تكون أكثر تأثيرا في المجتمع من غيرها، فالإسلام الذي أعطى للمرأة المكانة الرفيعة وجعل قبولها ورفضها أساساً في إجراء عقود الزواج من عدمه، يريد أن يبين لنا أهمية وجودها الإنساني، وأنها المرتكز الأساسي في بناء المجتمعات الإنسانية، فالمقدر لوجودها الفاعل يجد نفسه أمام كيان إنساني متميز بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان راقية، ووجدنا نساء كثيرات يستحققن أن نقف إجلالا وإكبارا لهن، لعظم الخدمات التي يقدمنها لمجتمعهن، فلهذا من حقنا أن نفخر بالمرأة البحرينية في كل المحافل الإنسانية والاجتماعية، لقد تركت بصمات إيجابية واضحة في كل المجالات، وأعطت لمجتمعها الحيوية والنشاط بوجودها الفاعل في كل زوايا المجتمع.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4933 - الأربعاء 09 مارس 2016م الموافق 30 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:05 ص

      لكل أم جدت وأجتهدت في تربية أبناءها وقدرت أن تراهم في مكان مرموق لها الشكر حتى لولم تكن متعلمة لك كل الحب والتقدير على ما اعطيتي وعلمتي لترى بعينيك ما جنت يداك ..
      رحم الله أمي ام سالم اسكنها الله فسيح جناته هي والده ... كاتب هذا المقال الاستاذ سلمان سالم سلمت أناملك على هذا التعبير وللامام ... سلمان حفظك الله ورعاك.

    • زائر 6 | 12:40 ص

      رحم الله أمي

      عاملات كادحات طوال العمر ، لم ينتظرن كلمة شكر ولا تقدير ، الان بعد فقدهن نوجه لهن التحايا بكلمات رغم جمالها الا أنها لا توفي حقهن.

    • زائر 5 | 12:37 ص

      المرأة لا تنتظر التحايا ، بل الاحترام

      مجتمعنا الشرقي للاسف لا زال يعاني من بعض ترسبات الجاهلية في التعامل مع المرأة رغم أن الاسلام أعتقها من كل هذا ، لا زالت الاعراف في بعض الامور تطغى على الاحكام الشرعية ، المجتمع يحتاج لمزيد من التوعية

    • زائر 4 | 12:35 ص

      لا ننسى المرأة المناضلة

      نوجه تحية لكل امرأة مضطهدة غُيّبَ عنها أولادها أو زوجها أو أبوها خلف القضبان أو قُتل ظلما ولم ينتصف له قضاء عادل

    • زائر 3 | 12:32 ص

      كل عام تعاد نفس القصة

      في كل عام نكتفي بإعادة نفس القصة والتحايا للمرأة دون أن ننظر إلى واقعها المعاش اليوم ، اليوم كم امرأة تعاني من التمييز في التوظيف والترقية وحتى التعليم والبعثات و و و .
      أتمنى أن يركز على هذه النقطة ، وشكرا

    • زائر 2 | 12:30 ص

      هي صانعة الأجيال

      تحية للمرأة الأم والزوجة والبنت والأخت والجدة ، تحية لهذا العطاء الكبير.
      سلم قلمك أستاذ

    • زائر 1 | 11:45 م

      الصراحه

      ماعطيتونها الااا المر والشقاء

    • زائر 7 زائر 1 | 12:40 ص

      من تعني؟

      من؟

اقرأ ايضاً