العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ

التوتر ومرض السرطان

نبيل حسن تمام comments [at] alwasatnews.com

طبيب بحريني

نشرت مؤخراً صحيفة «الإندبندنت» مقالاً إلكترونياً في مطلع مارس/ آذار 2016، تناول تأثير التوتر والقلق النفسي على انتشار مرض السرطان لدى المصابين، حيث أشارت الدراسة إلى وجود ترابط مباشر لدى مرضى السرطان ومدى تدهور صحتهم وحالتهم عند التعرض إلى مستويات عالية من التوتر والقلق السيكولوجي، حيث تم نشر وعرض تفاصيل الدراسة في إحدى الدوريات العلمية «Nature Communications» وذلك باستخدام المجهر لمتابعة تلك الخلايا السرطانية في فئران التجارب والتي تم حقنها بمواد مشعة لتسهيل تتبعها وانتشارها.

تم إجراء تلك التجربة على فئران المختبر وبينت أن التوتر يخلق ويكون طرقاً سريعة لنقل الخلايا السرطانية لدى الفئران المصابة بمرض السرطان، حيث تنتقل تلك الخلايا السرطانية عبر الأوعية الليمفاوية من مصدرها إلى أماكن أخرى متفرقة في الجسد؛ ما يؤدي إلى انتشار مرض السرطان، وبينت أن التوتر والقلق النفسي والسيكولوجي يزيد من الأوعية الليمفاوية كماً وسعة ويكون طرقاً سريعة لنقل الخلايا السرطانية من مكانها الأصلي إلى عدة أماكن بعيدة بتلك الآلية.

من المعروف علمياً أن التوتر والقلق يحفز الجهاز العصبي السيمبثاوي وهو الجهاز المسئول عن تحفيز الجسد والحواس والمخ والأعصاب والهرمونات، وهذا بدوره يؤدي إلى تحفيز دوران السائل الليمفاوي المسئول عن المناعة في الجسد أيضاً، وبهذا فإن السيطرة على التوتر والقلق يؤدي إلى الحد والسيطرة على انتشار مرض السرطان، مما يؤدي إلى تحسن عام في وضع وصحة مريض السرطان.

تلك النتائج الأولية شكلت حافزا للبدء في إجراء تلك التجارب على البشر المصابين بمرض السرطان من أجل تأكيد أو نفي تلك المعلومة على الإنسان لأنه لغاية اللحظة لا توجد دراسات تبين أن التوتر والقلق له علاقة مباشرة بانتشار مرض السرطان في جسد الإنسان، رغم معرفتنا بالتأثيرات السلبية للتوتر والقلق على الصحة العامة للإنسان، وهذا يشمل المصابين والناجين من مرض السرطان حيث يؤدي التوتر والقلق النفسي والسيكولوجي المزمن إلى التدهور العام في الصحة وفي الحياة الروتينية للمصابين، وعلى النقيض من ذلك نرى الآخرين المصابين بالمرض ذاته في وضع صحي ونفسي أحسن ويعيشون حياتهم في وضع أفضل وذلك بسبب استيعاب الصدمة والوصول لحالة النضج النفسي والسيكولوجي ما بعد الصدمة «تم تناوله سابقاً في مقال نشر في الوسط»، وهؤلاء يستطيعون الانتصار على مرض السرطان.

لذا نود من جميع المصابين والناجين من مرض السرطان بتبني واتباع بعض تقنيات السيطرة على التوتر والقلق بجميع أنواعه مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء وممارسة التأمل وحضور بعض الاستشارات النفسية وزيادة الوعي العام حول مرض السرطان المصابين به، وممارسة النشاط البدني الدوري والحرص على تناول الغذاء المتوازن الصحي، هذا إلى جانب الدخول والمشاركة الفاعلة في مجموعات الدعم النفسي والسيكولوجي والاجتماعي سواء كانت مباشرة باللقاءات أو غير مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية.

إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"

العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:33 ص

      كامل والكمال لله

      الحقيقة المقال متكامل وواضح رغم قوة التركيز والاختصار. وفائدته لا تقتصر على المرضى فقط بل هي تتجاوزهم إلى العموم. بالتوفيق يا أبو هشام وأتمنى لو تتمكن في يوم من الأيام من جمع هذه المقالات الرائعة في كتاب يكون مرجعاً مفيداً ومهماً إن شاء الله.

    • زائر 2 | 3:03 ص

      مقال مفيد

      شكرا لك دكتورنا الفاضل على هذا المقال وتمنياتي للجميع بالصحة

    • زائر 1 | 2:52 ص

      احسنت دكتور مقال جميل ...استمر

اقرأ ايضاً