العدد 4985 - السبت 30 أبريل 2016م الموافق 23 رجب 1437هـ

أضواء على رحلة مصر... حصاد إيجابي رائع

أحمد صباح السلوم

رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

على رغم أن زيارة الوفد البحريني الأخيرة بمعية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (حفظه الله) قد سبقتها بعض الظروف الاستثنائية في قاهرة المعز، ودعوات تابعناها عبر القنوات الفضائية المختلفة للتظاهر في ذكرى تحرير سيناء (25 إبريل/ نيسان) من كل عام، فإن الأمور مرت بسلام ولله الحمد، والزيارة فعليًّا قد فاقت التوقعات من حيث وفرة النتائج الإيجابية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى أصعدة شتى ومجالات مختلفة، يهمني منها بالطابع الشق الاقتصادي وخاصة ما يتعلق بالقطاع الذي أتخصص فيه وأحرص عليه وهو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

بداية... يجب أن أشير إلى أن الاختيارات للوفد الاقتصادي كانت بنسبة 95 في المئة ممتازة وأغلب من حضر كانت له علاقة وثيقة بطبيعة العمل و»البيزنس» في القاهرة، أو أنه ينوي جديًّا ذلك، ولم يأت للفسحة أو للمشاهدة كما يحدث في بعض الأحيان والسفرات، وهنا إشادة واجبة للقائمين على التنظيم والانتقاء، وبصمة واضحة للوزير النشيط زايد الزياني الذي قال لي قبل السفر بفترة «نريد ناس تشتغل وتكون جدية معنا في مصر، ما نريد أي أحد».

وهذا النهج لو استمر في المرحلة المقبلة سيكون للسفرات الرسمية والوفود الاقتصادية التي تخرج لتمثيل البحرين في الخارج شأن آخر، وستتحقق نتائج إيجابية عديدة من وراء هذه السفرات... وأعتقد أن هناك دورًا في هذا الصدد لرئيس مجلس التنمية الاقتصادية التنفيذي خالد الرميحي، وهو مسئول نشيط أيضًا نتمنى له كل التوفيق في المرحلة المقبلة، ولو دقق الرميحي في اختياراته المقبلة بالقاعدة نفسها ستكون النتائج أكثر إيجابية أيضاً من الوضع الراهن.

نقطة مهمة أحب أن أشير إليها في هذه الزيارة، وهي «الاهتمام» الواضح بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والنهج الذي اتبعه الوزير معنا طوال الرحلة من تحفيز وحرص على تقديمنا بالشكل الملائم للمستثمرين المصريين، وأعتقد أن هذا ليس سرا يذاع، فقد جهر الرجل بالقول على مرأى ومسمع من الجميع، ونادى على ممثلي المؤسسات الصغيرة ورواد الأعمال بالاسم في كلمته الرئيسية بمنتدى الأعمال البحريني المصري، لنقف واحداً تلو الآخر، لافتا إلينا انتباه الحضور جميعا، وهي رسالة لا تخطئها عين، على اهتمام الرجل بهذا القطاع، وهذا شأن نقدره تمام التقدير، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن البحرين قيادة وحكومة وشعباً؛ لأن هذا الاهتمام ليس نابعا من شخص الوزير فقط؛ لكنه نابع من اهتمام القيادة بأسرها، وما حرص جلالة الملك على ضم ممثلين لهذه المؤسسات في الوفد الرسمي مع أسماء عملاقة في عرف التجارة البحرينية إلا دلالة واضحة على هذا التوجه... ونحن إذ نرفع إلى جلالته الشكر والتقدير على هذه اللفتة الكريمة لا يسعنا إلا أن نعده بالمضي قدما في خدمة القطاع لما فيه خير هذا الوطن واقتصاده.

والوزير لديه ما يمكن أن نسميه «فلسفة خاصة» في التعامل مع شأن المؤسسات الصغيرة؛ لأنه تاجر ابن تاجر ويعلم متى يحتاج التاجر إلى الدعم والمساندة، فنجده يعلنها صراحة «الصغار أكثر احتياجاً للدعم والمساندة من كبار التجار، هؤلاء معروفون وصوتهم مسموع، أما الصغار فيحتاجون دائما إلى من يسمع مشاكلهم البسيطة ويحلها بأسرع وقت متاح».

نعم... يدرك الرجل أننا باحتياج لحل مشاكلنا ولو صغيرة أكثر من احتياجنا لأي شيء آخر؛ لأن مشكلتنا الصغيرة قد تقضي على عملنا كليًّا، أما مشكلة التاجر الكبير ولو كبيرة فسيستطيع التعامل معها.

الزيارة لمصر العزيزة على قلب كل بحريني كانت مثمرة من جميع الجوانب... اتفاقات كثيرة أبرمت خلالها وقد غطت الصحف البحرينية ووسائل الإعلام المختلفة هذه الأخبار فلا داعي لإعادتها مرة أخرى، لكن على الهامش كانت هناك جلسات جانبية كثيرة بين الكثير من المسئولين من جهة، وبينهم وبين التجار من جهة، وبين التجار والجانب المصري من جهة، وكانت جميعها فرصة لطرح الأفكار والتشاور بهدوء وانسجام في أجواء القاهرة الربيعية الجميلة، وعلى ضفاف نيلها الساحر فرص أخرى لتنقية الأجواء، ومدّ حبال الود واستعادة ذكريات الدراسة والعمل لعدد لا بأس به من أعضاء الوفد، وبالطبع هذه الأجواء تمثل فرصاً طيبة للعمل، واقتناص الفرص مع أصحاب الأعمال المصريين الذين حاطونا دائمًا بحسن الضيافة والاستقبال، وبالطبع كانت استضافة القيادة المصرية للوفد بالكامل في قمة الحفاوة والترحيب.

في المجمل، الزيارة كانت أكثر من رائعة، شديدة الإيجابية اقتصاديًّا، سيدة الأعمال النشيطة أفنان الزياني بذلت جهدا كبيرا في مجلس الأعمال المشترك، الباب المفتوح للجميع للاطلاع على نتائج الزيارة عبر ممثلي الغرفة ومجلس الأعمال المشترك، ونحن ندعوهم جميعاً، عملا بما تمت مناقشته في الجمعية العمومية الأخيرة، إلى كتابة تقرير مفصل عن الزيارة «إيجابيات وسلبيات» حتى يستفيد منها أبناء الأسرة التجارية جميعًا.

إقرأ أيضا لـ "أحمد صباح السلوم"

العدد 4985 - السبت 30 أبريل 2016م الموافق 23 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:24 ص

      شكرا لمقالك الجميل
      لكن نأمل منك ذكر بنود الاتفاقيات وجدولتها

اقرأ ايضاً