العدد 4993 - الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ

أيها الطلبة والطالبات الأعزاء... لا تقبلوا بغير التفوق

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

بعد أيام معدودة تبدأ امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، للعام 2015 / 2016، لتلاميذ المرحلة الابتدائية، ولطلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية، ولطلبة المرحلة الجامعية، فنحن في الفترة التي تسبق الامتحانات النهائية، وهذه الأيام تكون استثنائية في مذاكرة الطلبة دروسهم، حيث يتوقف فيها اللعب والتسلية ويوضع حد لاستخدام كل وسائل الترفيه والإنترنت ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتقلل بسببها الزيارات الاجتماعية والعائلية بنسبة كبيرة، ويكثر في هذه الفترة تواجد أولياء الأمور والأمهات في البيت بشكل لافت، لمتابعة أبنائهم من الأولاد والبنات عن كثب، وتلبية احتياجاتهم الدراسية والنفسية والمعنوية والغذائية والمادية أولاً بأول، وتوفير الأجواء المناسبة للاستيعاب والتركيز في المذاكرة، وإبعاد التوترات النفسية وكل ما من شأنه تعكير الأجواء الدراسية عنهم بقدر المستطاع، ووضع خطة كاملة للمذاكرة، وإشاعة الاطمئنان النفسي بينهم، وتذليل كل العقبات والصعوبات والتحديات التي تصادفهم أثناء مذاكرتهم دروسهم، وبث فيهم روح التفاؤل والأمل بتحقيق أعلى معدلات النجاح والتفوق، وعدم إرهابهم وتخويفهم من الامتحانات.

في هذه الفترة نجد الكثير من الآباء والأمهات يقومون بتغيير نظام حياتهم رأساً على عقب، لكي يشعروا أبناءهم بأهمية المذاكرة قولاً وفعلاً، قبل فترة ليست بالقصيرة عن موعد إجراء الامتحانات، ويحسسوهم بقيمتهم الإنسانية والعلمية دائماً، ويبينوا لهم القيمة الحقيقية للعلم والمتعلم في الدين الإسلامي وعند جميع العقلاء في العالم، ويحرصوا على ألا يرددوا على أسماعهم عبارات التثبيط والتحبيط، ويمتنعوا عن مقارنة أبنائهم بأقرانهم من الطلبة، سواء أكانوا أقرانهم من الأقرباء أم من غيرهم، ولا ينعتوهم بنعوت سلبية وغير مناسبة بتاتاً، لكي لا تكون سبباً في تراجعهم في المذاكرة واستيعاب الدروس، ويحرضوهم دائماً على التغلب على الامتحانات مهما تكن صعبة، ويذكروهم بقدراتهم وإمكانياتهم الذهنية التي تستوعب كل المواد الدراسية بكل جدارة، فعلى جميع طلبتنا وطالباتنا الأعزاء في كل محافظات البلاد في جميع المراحل التعليمية ألا يذاكروا ويجهدوا أنفسهم ويسهروا الليالي من أجل الحصول على النجاح فحسب، وإنما عليهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم ويجتهدوا من أجل الوصول إلى التفوق والتميز.

فالمعدلات التراكمية العالية في المرحلة الثانوية خاصة، لها الدور الكبير في تحديد المستقبل التعليمي لكل طالب وطالبة، فلا تجعلوا أيها الأحبة العدد المهول للعاطلين الجامعيين ولا معاناتهم وقسوة الحياة عليهم، مبرراً لعدم جديتكم في المذاكرة ونيل المعدلات التراكمية العليا، فالإنسان العاقل الواعي يتعلم وينال الشهادات الجامعية والعليا، ليثبت قيمته الإنسانية والعلمية، وليقول للرأي العام المحلي والخارجي ولكل المهتمين بالتعليم في البلاد إنه قادر على تحمل المسئولية، وإنه عازم على تقديم أفضل الخدمات إلى بلده الحبيب وإلى مجتمعه، وإنه الأولى من كل أحد بشغل الوظائف التخصصية وغيرها من المجالات الأخرى.

فليعلموا جيداً أن العلم يؤتى إليه ولا يأتي إلى أحد من الناس، مهما يكن مستواه الاقتصادي والاجتماعي، عزته ومكانته ونقصد العلم، تمنعانه من الذهاب إلى من لا يطلبه بجد واجتهاد ولم يكترث بقيمته الحقيقية، الطالب العاقل لا يسمح لنفسه أن يمارس الغش والتغشيش في الامتحانات، حتى ولوكانت الأحوال في قاعة الامتحان مؤاتية لتبادل الغش بين الطلبة؛ لأنه يعلم أن نجاحه بالغش سينعكس سلباً على مستقبله الدراسي، فكل ما نتمناه أن تضع كل مؤسسات المجتمع المدني لنفسها خطة واضحة لصناعة الطالب المتفوق في مناطقها، ولم تكتف بتكريمهم فحسب، وإن كان التكريم في حد ذاته عادة حسنة تشكر عليها، لا شك أن للتكريم قيمة معنوية كبيرة لا يستهان بها، ولكن صناعة المتفوقين في كل مدينة أو قرية له قيمة تعليمية ونفسية ومعنوية أكبر من كل شيء، فتنافس المؤسسات الأهلية في هذا الاتجاه يترك اثرا رائعا في البلاد، ويوجد فرصاً كثيرة وتخصصات متنوعة للطلبة والطالبات، لمواصلة التفوق وتحقيق طموحاتهم الدراسية بمختلف الطرق والوسائل المشروعة.

فالمتفوقون هم الأكثر حظًّا من غيرهم في مواصلة دراستهم الجامعية، فمعدلاتهم التراكمية العالية تشفع لهم في كل الجامعات العربية والأوروبية المعترف بها عالميا، وأن قبولهم في الجامعات أسهل وأيسر من الطلبة غير المتفوقين، على رغم كل المنغصات والتحديات الكثيرة التي يواجهها طلبة الثانوية وطلبة الجامعة بعد التخرج، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها؛ لأنها واضحة للطلبة والطالبات وأولياء أمورهم من خلال التجربة العملية.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4993 - الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 11:36 م

      اعلان النفير العام جيد ولكن

      تماما كما تفضلت استاذ ولكن الافضل لو كان الاهتمام طيلة ايام السنه وخصوصا المذاكره والتحضير فهي تسهل كثيرا عمليه المراجعه النهائيه للامتحان ولاتدخل الطالب في حالة ارباك خصوصا لو تعرض لظرف طارئ كالمرض او حالة وفاه لاقاربه لاسمح الله في وقت الامتحانات

    • زائر 2 | 11:33 م

      احسنت استاذي

      ادعو الله التفوق دائما لاولادنا وبناتنا الطلبه لان التفوق بذاته متعه وميزه وشعور لا يوصف وكم تأسفت على سنوات دراستي التي مضت دون اهتمام ولامبالاه وهيهات ان يعود الزمان

    • زائر 4 زائر 2 | 2:49 ص

      شكرا

      شكرا لك استاذ .
      العلم العلم العلم بل التفوق التفوق التفوق .

    • زائر 1 | 11:13 م

      الله يوفقهم يارب

      ويجعل تعبتهم مخلوفه

اقرأ ايضاً