العدد 4996 - الأربعاء 11 مايو 2016م الموافق 04 شعبان 1437هـ

هذه قيمة العلم عندنا

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت صحيفة «القبس» الكويتية قبل يومين، خبراً مدوّياً عمّن أسمته «إمبراطور الشهادات المزورة» الذي اعترف أمام محكمة الجنايات، بأنه استخرج 600 شهادة، وربح من ورائها 3 ملايين دينار.

المتهم كويتي الجنسية وليس وافداً أجنبياً، من مواليد 1984، اعترف للقاضي أن قيمة الشهادة الواحدة تبلغ 4500 دينار، وتدفع بالأقساط، ليس مراعاةً لظروف المتهالكين على الشهادات المزيفة فهم مستعدون للدفع أكثر، وإنّما لأن إصدارها من إحدى الدول الشقيقة يستغرق 3 سنوات! كما كشف أنه كان يتعامل مع شخص خارج الكويت لتنفيذ هذه العملية، وأن المواطنين كانوا يأتون لمكتبه ويتعاقد معهم لاستخراج هذه الشهادات! فهناك عقلية مريضة وتفكيرٌ سقيمٌ عندنا، بأن كل شيء يمكن شراؤه بالمال.

صياغة الخبر توحي ببعض الشكوك، حيث يقول إن «بعض» الذين استخرجوا هذه الشهادات المزوّرة استطاعوا إكمال دراساتهم الجامعية، ما يفتح الباب أمام استثناء أشخاص.

حالياً، هناك أكثر من 200 مواطن يواجهون تهمة التزوير في قضايا متفرقة أمام النيابة العامة الكويتية، ما يعني أن هناك 400 آخرين حتى الآن خارج المساءلة، التي قد تطالهم لاحقاً. ووجود 600 شهادة جامعية مزوّرة، هي حصيلة عمل شخص واحد، يدعو للسؤال عن العدد الإجمالي، فيما لو وُجد شخصٌ ثانٍ أو ثالث أو رابع، مادمنا مجتمعاً قشرياً، ينظر للعلم باستهانة واستخفاف، ويزحف نحو الحصول على الشهادة ليتخذها سلّماً للمنصب والحصول على راتب أعلى، بغضّ النظر عن الكفاءة والقدرات، فضلاً عن الأمانة والإخلاص.

أثر هذه الجريمة لا يقتصر على فساد ذمة «إمبراطور الشهادات الوهمية»، أو فساد ذمم من يشترونها، وإنما يعمّ المجتمع والوطن كله، حيث يعمل هؤلاء «المزيّفون» في أعمالٍ غير مؤهّلين علمياً للقيام بها، سواء كان في مجال الطب أو الهندسة أو التربية والتعليم أو الصحافة والإعلام (هناك أشخاص ينشرون مقالاتٍ بأسمائهم يكتبها لهم آخرون مقابل مبالغ مخجلة)، أو الإدارة والتخطيط... إلخ.

الطبيب المزيّف لن ينجح في علاج مريض حتماً، ونذكر كيف تم الإعلان العام الماضي، عن اكتشاف «ثلاثة آلاف» طبيب وممرض وصيدلاني مزوّر في بلدٍ آخر. بل إن الأمر يستعصي على التصديق، حين تعلن الجهات المختصة اكتشاف أطباء مزوّرين، كانوا يعملون سبّاكين وعمالاً وكهربائيين. ولا يحتاج المرء لسعة خيال حتى يتبين له حجم الكوارث الصحية التي تسبّب بها هؤلاء «الدجّالون» على صحة هذا الشعب، وكم عدد الأرواح التي أزهقت على أيديهم طوال عقود.

الكوارث التي تلحق بالصحة العامة بسبب الأطباء المندسين، ستوازيها كوارث أخرى في المباني والطرقات وتخطيط الشوارع وكثرة الحوادث بسبب وجود مهندسين معماريين ومدنيين مندسين. والكارثة ستكون أكبر في مجال التربية والتعليم، حين يتم إبعاد الكفاءات الوطنية، التي تخرّج كل الكفاءات والمهن ويتوقف عليها مستقبل وتنمية البلاد.

إمبراطور الشهادات المزورة الكويتي، مازال شاباً، فعمره لا يزيد على 32 عاماً، ومع ذلك تسبّب في كل هذا الضرر المادي والمعنوي بالكويت الشقيقة، ما صدر بحق «الإمبراطور المزيف» من أحكام متفرقة بالسجن بلغ مجموعها حتى الآن 7 سنوات، إلا أن الوقاحة بلغت ببعض من طلبوا الشهادات المزوّرة إلى رفع قضايا ضده، لأنه لم ينجح في إيصالها إليهم على طريقة الـ «take away».

هذه هي منزلة العلم عندنا، فلماذا نستغرب من وجودنا في ذيل قائمة شعوب الأرض، ولم تنجح جامعة عربية واحدة في احتلال حتى المركز الأخير في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4996 - الأربعاء 11 مايو 2016م الموافق 04 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 5:02 م

      ... استاذ قاسم حسين

      يابن الاجواد خل يصدقون شهادتنا لها سبعة شهور ادعو لنا تطلع من يدهم بالسلامه باقي شهر وتكمل التاسع (ويجي وليدي) مخاض سبع سنين يشوفون الان هالخبر ويبهذلونا بكبرهم مدلعين المواطنين الله يهداك جان أجلت ...لبعد ولادة شهادتي عفو ( تصديق شهادتي ) بالسلامه دعواتكم /تحيتي وربي يفرجها عالامه العربيه حتي العلم لعبت بحسبته وزورت وخربت هالامه كل شي

    • زائر 32 | 1:48 م

      من المريح أن تتضاهر أنك لا تعرف أي شيئ أحيانا!
      ستشعر بالراحه النفسية لأنك تتضاهر الصدق!
      ستشعر بالطمأنينة بذلك حينما تفعله بحسن النية ولكن أحذر فهناك كاذبون في هذة الدنيا يتضاهرون بذلك حينما تصطادهم في كذبهم!

    • زائر 30 | 9:19 ص

      اختلف مع الكاتب

      هل يعقل شخص يمتهن ويزور كل هالاعداد وتمر علي دولة الكويت بسهوله ؟ معناه فساد عندهم بالتربيه والتعليم او غير مؤهله وزارتهم اذا مااكتشفت هالشي العدد كبير وخيالي يحتاج لتيار كهربي لأقتنع معناه الحكومه بكبره تحتاج محاكمه لو عشره عشرين شخص ممكن لكن هذا الرقم خيالي من إعداد التزوير لايعقل مبالغ كثير

    • زائر 31 زائر 30 | 11:36 ص

      اختلف معاه حلو وبارد بس الكاتب قاسم ينقل عن صحيفة كويتية ومعروفة وليس من تأليفه أو خياله، وهناك شخص مقبوض عليه وقدموه للمحاكمة وحكموه 7 سنوات.

    • زائر 33 زائر 30 | 2:47 م

      تصحيح للي علق

      اعتقد القصد من الخبر مو الكاتب نفسه يالف هذا قصده دائما النيه الحسنه قدمو علي سوء الضن نعم العدد كبير وكان الله بالعون للتربيه بالكويت واكيد شخص واصل لهذا قدر يزور كل هالاعداد

    • زائر 29 | 8:51 ص

      من البديهيات لا خير في ما لا بقاء له !
      يُقال: "ما خف وزنه وغلى ثمنه".. فكما دعى نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وعلى ذريته المصطفين ألأخيارالمنتجبين ألأبرار إلى العلم وقال:" إطلب العلم من المهد إلى اللحد"، قال أيضا: "خيار أمتي العلماء". أما اليوم فلا يقال عن الوجهاء أي وجه المجتمع إلّا أصحاب الأموال الطائلة الني سيتركها في البنك ويرحل عنها وغيرهم كما يقال عنهم أبو لهب الجدد في ظل الإقتصاد الحر والتجارة الحرة والمسميات العديدة. فهل سيحمل معه مليون ذنب أو/ أم مليون ...

    • زائر 27 | 6:06 ص

      اسمحوا لي يمكن ما يعجبكم كلامي بس هذا اللي اشعر به .. عندي شهادة جامعية .. وأغلب اللي درسته يمكن مادة وحدة اللي استفدت منها في عملي والباقي ضياع فلوس وعمر على ما يسمى بالشهاد الجامعية .. خصوصا ما اراه في القطاع العام في الوظائف العادية كمدخل معلومات وموظف يطبع ورقة وواحد شغلته يجيك نظام وواحد شغلته يراجع .. وبعص الوظائف التخصصية في الآيي تي مثلا تحتاج شهادة احترافية لتتقن العمل المطلوب بينما الشهادة الجامعية تضييع وقت وفلوس

    • زائر 28 زائر 27 | 8:40 ص

      نعم

    • زائر 25 | 3:58 ص

      الملحق الثقافي

      كل بلد لها ملحق ثقافي يهتم بالطلاب والجامعه وهو حلقة وصل بين الجامعه والتربيه والطالب لكل طالب ملف ورقم جامعي وتدخل بملف من الألف للياء كل المواد والمنهج والساعات اللي حضرها ونجح فيها وتجاوزها وبناء عليه يتم التدقيق والتحري والملحقيه علي علم بكل خطوات الطلبه انا خريج دراسات بريطانيا ولهذا تطمنو ممكن الأجنبي صح بس البحريني يستحيل صعبه الملحق يحضر احدهم لما تناقش رساله او مشروع تخرج مابالك مالك خبر عندهم اطمنو واستريحو صعبه جدا تزور شهادة وتدخل فيها الكويت يمكن منسمين عندهم

    • زائر 24 | 3:17 ص

      رد على زائر6

      أشوف بعد الأزمة ماشاءالله على الأذكياء . شوف شنهو رد دكاترة الجامعات المبتعث لها أنصاف الطلبة الفاشلين تفاجائهم من المستوى المتدني والكسل. لأنهم متعودين يشوفون المبتعثين البحارنه غير من جد واجتهاد وتفوق في السبعينات والثمانينات والتسعينات يا ذكي

    • زائر 22 | 3:06 ص

      واحنا في البحرين يجيبون الهندي الي ما يفهم شيء بس حاط في ال سي في مالته ان عنده شهادات وخبرات ووظفونة والبحريني الصادق المسكين يشتغل تحت يدة وخلص شغله عنه. وهذا السيناريو يتكرر بشكل غير طبيعي اسئلوا من يعملون في القطاع الخاص وستنذهلون.

    • زائر 21 | 2:30 ص

      الفساد مرض معدي وما لحق بباقي مفاصل الدولة لن يكون مكان او مفصل بمنأى عنها

    • زائر 20 | 2:26 ص

      وين نلاقيها نحن الشعوب : فساد مسؤولين أدّى الى فساد الوضع بأكمله حتى اصبح الإنسان لا يأمن على حياته لكي يذهب لطبيب يعالجه ، أموال الشعوب يتلاعب بها والآن جاء الدور على صحة الانسان وحياته فماذا بقي نأمن عليه

    • زائر 18 | 2:05 ص

      الحل بسيط : اذا كان طبيبا فمن حق المريض أن يتعرّف على الخلفية العلمية والخبراتية لهذا الطبيب وليس من حق الطبيب أن يرفض . أما كيف تتعرّف على الشهادة إن كانت أصلية أم مزورة فعليك مراسلة الجامعة والتأكد منها ، فكل طالب له رقم وسجل .

    • زائر 15 | 1:15 ص

      الأجانب ممكن

      البحريني المستحيل بعينه بسويها لانه عارف مصيره شو بجيه بعدين مو كل شهادة ممكن تُمارس المهنه فيها العلوم والهندسة والطب والقانون الخ هناك تخصصات يستحيل او يصعب يمارس حد من غير دراسه فعليه

    • زائر 23 زائر 15 | 3:16 ص

      يا خوك هناك آلاف في بلد شقيق مجاور كانوا اجانب يعملون أطباء وصيادلة وبعدين اكتشفوهم عمال وكهربائية. ليش تستغرب؟ وليش مستحيل؟

    • زائر 26 زائر 15 | 4:34 ص

      ايش مستحيل

      لان ياخوك كيف بعالج مريض ان كنت طبيب مزور بشخص الحاله ويعطي إدويه شلون ؟ وشلون بصمم خريطه وبحط جميع مايلزم للمبني كمثال او جسور او طرق أشياء كثيره صعبه نزور لان مستحيل القدره عالممارسه المهنيه بننفضح هذا المستحيل اقصده

    • زائر 14 | 1:15 ص

      لو سمح لك ان تعمل بحث استقصائي في اعداد الوافدين الذين يوظفون في الحكومة لتصل الى نتيجة مخيفة وتعرف بأن الرجل غير المناسب في المكان الغير المناسب.

    • زائر 13 | 1:14 ص

      اعوذ بالله

      الحين بتنتقل عدوة التهم هنا مو خو كل من هب ودب توجه بالاتهام قال لكم بالكويت يعني استريحو البحريني مكروف مايسويها ومابيسويها الا شخص في اي بي مو شخص مكفختنه الدنيا قال لكم الشهاده. 4500يعني لأحد يتهور ويبتدي يشغل قرون الاستشعار ويسلط لسانه عالناس ثانيا وزارة التربيه هنا مو مقصره مخونه العالم كلها وشهادات رفضتها ونفذت غصب عنها بالقضاء يعني مو كل بلد نجي نبربر بتجاربه ببلدنا صحصحو

    • زائر 12 | 1:11 ص

      فعلا انا مرة اخذت ولدي الى مركز سند الصحي ودخلت على طبيب مصري تعجبت من كلامه لما قال لي شنو اسوي له ؟؟
      ولدي كان طايح وتورمت خاصرته خفت عليه لانه كان يتالم وبشدة
      ردت فعل الدكتور واسلوبه يبين انه دبلكيت

    • زائر 10 | 12:51 ص

      ماذا عن ذوي الشهادات العلمية المعتمدة الغير مزورة
      هل تعلم عدد أطباء ومهندسين واختصاصات دقيقة بحرينيين في الخارج
      مؤسف أن عباقرة البحرين يخدمون بلاد أخرى
      السبب. .....معروف

    • زائر 9 | 12:40 ص

      من أين يأتي هذا الفساد وما هي أسبابه وما هو علاجه.
      أوّل اسباب الفساد هي ضعف الأجهزة الرسمية في مكافحة الفساد وكما يقال من أمن العقوبة أساء الأدب.
      الأكثر من ذلك الفساد الذي ينخر في الاجهزة الرسمية وخاصة علية القوم من هناك تبدأ المشكلة فالحصانة التي يحصل عليها البعض بسبب وظيفته ومنصبه ومكانته هذه وغيرها ضمن اهم الاسباب

    • زائر 5 | 12:16 ص

      صبحك الله الله بلخير

      كل هذة كوم و الدكتورة الفخرية التي تمنح من هنا و هناك كوم

    • زائر 4 | 11:58 م

      يجب التصديق والتدقيق

      ياليت يتم تصديق والفحص على الشهادات خصوصا على الأسيويين لأنك تتفاجئ بانه مايفهم شي في التخصص اللي فيه وهؤلاء وجودهم خطر في الشركات وغيرها من المؤسسات اذا كان يقول مهندس كهرباء لاني شفت بنفسي في الشركه اثنين بغوا يموتون سبب جهل هذا الشخص وغيرها من بلاوي

    • زائر 3 | 10:26 م

      الادهي والامر

      المصيبه والكارثه الحقيقه ليست الشهادات المزوره فقط بل ابتعاث ناس مجموع عﻻماتهم الثانويه بالكاد تصل الي 60% وعند رجوعهم يتسلموا المناصب

    • زائر 6 زائر 3 | 12:23 ص

      صدقت هذا ما كان يحدث في الثمانينات و التسعينات عندما كان بعض من يحصلون على البعثات يحصلون عليها بشكل طائفي بحت

    • زائر 17 زائر 6 | 1:55 ص

      في الثمانينات وقبلها كان كل من يرغب بالدراسة ولديه معدل مرتفع يحصل على بعثة ولكن البعض كان يفضل أي شغلة مريحة وما يهتم بالدراسة لذلك حصل المجتهدون على نتائج اجتهادهم ومثابرتهم ولم يكن لديهم واسطة ولا يحزنون. هذه هي الحقيقة ولا تغالطون أنفسكم بهذا الهرار .

    • زائر 2 | 9:52 م

      كل من جاء وجلب يدعي الطب جلب زوجته وبالواسطة دخل زوجته صيدلاتية أو مدرسة أبتدائي وتقانة ومواطنة والخريجون والخريجاالأكاديميون عاطلين خمس وسبع سنوات ولةببات حاقدة تلعب لعبتها .

    • زائر 1 | 9:49 م

      وهل بالإمكان التعرف علي اصحاب الشهادات المزورة في البحرين؟. عند تأسيس............ و عند فحص كثير من شهادات الاجانب الذين كانوا يعملون لعشرات السنين تحت موظف وظيفي و بعنوان مهندس، اكتشفنا بأنهم لا يحملون شهادات.

    • زائر 8 زائر 1 | 12:33 ص

      عجيب أمرنا في الخليج خصوصا... يتركون أبنائهم ممن درسوا و تخصصوا و تخرجوا في الجامعات عندنا و يجلبون من هب و دب من اصقاع الدنيا ليقودوا هذه البلدان للمجهول في شتىٰ المجالات ... و لنا شواهد في الكثير من الجهات سواء في القطاع العام او الخاص ... و الله المستعان

اقرأ ايضاً