أعرب عاهل البلاد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن أمله أن تسمع الطفلة فاطمة نداءه الأبوي «عودي إلينا يا ابنتي فنحن جميعا في انتظارك».

وقال عظمته: إن على الأجهزة الرسمية والأهلية أن تولي مسألة الأسرة البحرينية جل اهتمامها، مقدرا الجهود المبذولة من قبل الجمعيات النسائية في البحث عن الطلفة فاطمة المفقودة.

وكان عاهل البلاد استقبل أمس أشقاء الطفلة المفقودة التي أخذت حيزا كبيرا من اهتمام الشارع البحريني في الأسابيع الماضية، واهتمت بها أكثر من جمعية نسائية وخيرية في البحث عنها، بعدما تحولت إلى رمز للأطفال المفقودين والهاربين من سوء معاملة ذويهم. وأصدرت إحدى الجمعيات ملصقات وزعت في أماكن التجمعات كتب عليها «لن يعود أحد إلى البيت إن لم تعد فاطمة».

ومن جانبه استجاب وزير المواصلات وزير الداخلية بالوكالة سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة للتوجيهات الملكية بتكثيف جهود الأجهزة الأمنية للعثور على الطفلة، وأمر بتوسيع نطاق البحث عن الطفلة المفقودة، مهيبا بالمواطنين والمقيمين التعاون والإبلاغ الفوري عن الطفلة في حال مشاهدتها.

قال: أطفال البحرين أغلى ما نملك

عاهل البلاد يوجه نداء أبويا إلى الطفلة المفقودة فاطمة كي تعود

وجه صاحب العظمة الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة نداء أبويا إلى الطفلة فاطمة قائلا: «أكرر ندائي الأبوي لفاطمة آملا أن تسمعني: عودي إلينا يا ابنتي فنحن جميعا في انتظارك».

وكان عاهل البلاد قد استقبل في قصر الصافرية أمس أشقاء وشقيقات الطفلة المفقودة فاطمة ومنيرة وعصام وأحمد وسميرة أبناء توفيق إبراهيم، ترافقهم مدير مديرية الشرطة النسائية بالوكالة العقيد عواطف الجشي.

واستمع عاهل البلاد المفدى من عائلة الطفلة المفقودة إلى تفاصيل موضوع اختفائها منذ بدايته، والظروف والملابسات التي صاحبت هذا الاختفاء، كما قدمت العقيد الجشي تقريرا إلى ملك البلاد عن كل الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن بالتعاون مع الجمعيات النسائية والمواطنين للعثور على الطفلة فاطمة، وعما قطعته هذه الجهود من مراحل متقدمة وجمع المعلومات والأدلة عن كل ظروف الاختفاء.

وأكد عاهل البلاد خلال حديثه مع أفراد عائلة الطفلة فاطمة أنه أصدر توجيهاته وإرشاداته إلى المسئولين في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بضرورة مضاعفة الجهود والعمل والتقصي للعثور على الطفلة المفقودة من خلال تكثيف حملات وإجراءات البحث عنها وإعادتها إلى أهلها. كما أكد ان هذه الظاهرة غريبة على عادات وتقاليد أهل البحرين العربية الأصيلة والذين يعيشون في نطاق الأسرة الواحدة المتحابة والمتعاونة بروح من التراحم والتكاتف والمحبة.

ومن جانبهم، عبّر أشقاء وشقيقات الطفلة فاطمة عن الشكر والتقدير لاهتمام ملك البلاد المفدى الشخصي بمتابعة موضوع اختفاء شقيقتهم مؤكدين أن هذا الاهتمام يعكس حرص العاهل المفدى حفظه الله على الاهتمام بأحوال المواطنين وتهيئة أفضل السبل أمامهم للعيش بسلام وطمأنينة في هذا العهد الزاهر الذي يعيشه الجميع في هذه المملكة تحت قيادة العاهل المفدى الحكيمة. وان توجيهات الملك إلى وزارة الداخلية بمواصلة البحث عن الطفلة تعكس الحرص على حماية المواطنين والمحافظة على أمنهم واستقرارهم وطمأنينتهم.

وقد وجه صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى النداء الآتي: «لأن أطفال البحرين أغلى ما نملك، فقد كدّرنا اختفاء الطفلة فاطمة، مثلما كدّر كل فرد من أفراد أسرتنا البحرينية الكبيرة، وإذا كانت فاطمة تستطيع أن تسمعني الآن فإني أقول لها: عودي إلينا يا ابنتي فنحن جميعا بانتظارك... والبحرين كلها - ملكا وشعبا - أهل لك آباء وأمهات، وأقول لأهلها وذويها وكل من له صلة بهذا الأمر الإنساني: دعونا نتعاون بكل ما نستطيع لتعود الطفلة فاطمة إلى دفء الأسرة، وحنان الأهل، وتستعيد حقها الطبيعي في طفولتها وبراءتها، وذلك ما نريد أن نضمنه ونصونه لأطفال البحرين كافة بتوفير الحماية القانونية والعملية لهم حيال المشكلات الأسرية المنتشرة في أكثر المجتمعات، والتي يمكن أن تهدد مستقبل أي منهم.

وهذه مسألة علينا كدولة ومجتمع ومؤسسات وموجهين، أن نوليها بالغ عنايتنا، وأن تكون ضمن أولوياتنا الوطنية في المدى المنظور، مقدرا الجهود المخلصة التي بذلتها الجهات الرسمية والنسائية الأهلية منذ اختفاء الطفلة فاطمة. وإلى أن نحقق متكاتفين مثل هذه الضمانات لأطفال البلاد، فإني أكرر ندائي الأبوي لفاطمة آملا أن تسمعني: عودي إلينا يا ابنتي فنحن جميعا بانتظارك».

هروب الأطفال يكشف عن غرائب الكبار؟

الوسط - نبيلة سليمان

اطفال يأكلون من القمامة لأن والدهم حرمهم من الطعام. طفلة عمرها ثلاث سنوات يعتدي عليها قريب من الدرجة الأولى. أخرى تحولت إلى مسخ آدمي من فنون تعذيب زوجات الأب، وطفل فقد آدميته لانتقام والدته منه عقابا له على صعوبة حمله وولادته. أبوان يعذبان طفلتهما لأنها ثمرة علاقة غير شرعية، طفل يطلب من المسئولين بمركز رعاية الاحداث انقاذه من الانحراف.

اعتداءات جنسية من أقرب الناس، قصص تعذيب اغرب من الخيال، تختلف سيناريوهات التعذيب ويبقى الإيذاء هو البطل في قصص هروب الاطفال.

حقائق من مستشفى السلمانية، ومن مركز رعاية الاحداث. قصة هروب فاطمة هى إحدى هذه القصص واشهرها ان لم تكن اشدها قسوة.

قصة فاطمة.

تقول مديرة مديرية الشرطة النسائية بالوكالة بوزارة الداخلية العقيد عواطف الجشي: فاطمة الطفلة المختفية، هي الابنة رقم 6 في أسرة مكونة من أربعة أولاد وخمس بنات، والدهم اتصف بسوء السلوك. انفصل عن والدتهم ولكنه رفض ان يطلقها فعاشت الأم مع صديق لها من دون زواج بعد ان اشترط عليها عدم اصطحاب أولادها، وأخذ الأب اصغر بناته ليعشن معه، فاطمة - 10 سنوات، وسميرة 6 سنوات - بينما عاش بقية أولاده في شقة منفصلة، وتولت الأخت الكبرى رعايتهم، وبعد زواجها انتقلت مع اخوانها إلى بيت الزوجية، إلا ان والدها أخذ منها فاطمة وسميرة ودفعهما إلى التسول وكان قد دفع باختيهما إلى الطريق نفسه من قبل.

وكان الأب يتردد دائما على الحانات، ويترك طفلتيه تتسولان في الشارع، وتعرف على آسيوية تعمل نادلة في إحدى الحانات، واخذها لتعيش مع طفلتيه، وبدأت تعذب الطفلتين والأب غارق في عبثه.

قررت فاطمة الهرب، وحاولت ان تأخذ سميرة معها ولكنها رفضت.

وأفادت صديقة الأب الآسيوية، ان إخوان واخوات فاطمة جاءوا ليسألوا عنها بعد ان عرفوا ان الاختين تعيشان في الرفاع مع صديقة الأب، ولم يجدوا سوى سميرة وزعمت صديقة الأب ان فاطمة خرجت مع والدها قبل ثلاثة أشهرمن ذلك التاريخ ولم تعد هي ووالدها التي ادعت انه كان في قطيعة معها.

واستعانت الشرطة النسائية بامرأة ذات علاقة بوالدة فاطمة ولها سوابق في التسول للبحث عن فاطمة، وبدأت تبحث عنها في كل مكان من دون جدوى، وكل البلاغات التي تلقتها الشرطة عن وجود فاطمة في أماكن مختلفة، اكتشف انها ليست لفاطمة ولكن لشبيهات بها.

نحن نؤكد لكل من يعرف مكان فاطمة أننا في حال عودة فاطمة لن نعيدها إلى أبيها، ولن نسمح لأي إنسان ان يؤذيها، وسنقدم لها كل العون والرعاية.

يأكلون من القمامة

«الوسط» علمت ايضا ان الشرطة عثرت مؤخرا على اطفال يأكلون من القمامة، وبعد التحريات اكتشفوا ان والدهم طلّق أمهم ثم أخذ الأطفال ليعيشوا معه بعد ان تزوج بأخرى، وبتحريض من زوجته أخذ يحرم أطفاله من الطعام في الوقت الذي كان يأكل هو وزوجته مختلف أنواع الأطعمة. هرب الأطفال الثلاثة إلى الشارع يبحثون في القمامة عن فتات الموائد، برر الأب تصرفه تجاه اطفاله بأن كرهه لوالدتهم جعله يقسو عليهم (عذر اقبح من ذنب).

قصة أخرى: زوج طلق زوجته وعمر طفلته ثلاثة أشهر، وتزوج عدة مرات وتفننت زوجات الأب في تعذيبها منذ ان كانت رضيعة. هربت من بيت أبيها عندما بلغت 13 عاما، وبعد ان القت الشرطة القبض عليها، والحقتها بمركز رعاية الأحداث كانت أشبه بالمسخ الآدمي، وتم علاجها في المركز وعاشت في المركز حتى بلغت 21 عاما، وعولجت نفسيا خلال هذه السنوات، وتعلمت مهنة الخياطة، ورفضت خروجها من المركز، ولأن قوانين المركز تمنع بقاء الفتيات بعد تجاوزهن هذا العمر اضطررنا ان نطلب استثناء من القاضي بتمديد فترة بقائها في المركز، ووافق القاضي، ثم اتصلنا بعمتها واقنعناها باستضافتها وهي اليوم تعيش حياة طبيعية وتنفق على نفسها من المهنة التي تعلمتها.

طفلة اخرى جاءت المركز وهي تعاني من حروق، وبعد التقصي والتحريات تبين ان أبويها يقومان بتعذيبها لأنها ثمرة علاقة غير شرعية بينهما، وكأنهما يعاقبانها على إثمهما، وبعد ان تزوجا وانجبا غيرها، أصبحت وحدها المعذبة في البيت.

فقد آدميته

تقول العقيد عواطف الجشي: «ومن أغرب الحالات التي جاءت إلى المركز - طفل عمره 13 عاما - تعرض لتعذيب شديد من والدته، كانت حالته مزرية لا يوجد مكان سليم في جسده، مشوه بالحروق وبعلامات لسكين، حتى رأسه لم تسلم من هذا العذاب، كل نصيبه من الطعام وجبة واحدة في اليوم على ان تكون من فتات مائدة الأسرة، وإذا لم يتبق شيء فلا ضرورة لأن يأكل، - ممنوع - بأمر والدته - ان ينام في البيت، ويكفيه (خيشة) على الأرض خارج البيت، والأب يرى كل هذا ولا يستطيع اتخاذ أي موقف لأنه ضعيف الشخصية. كل هذا التعذيب أفقد الطفل آدميته وجعل تصرفاته أشبه بتصرفات الحيوان حتى اننا لم نستطع إلحاقه بفصول دراسية ولذا بدأنا بعلاجه وبإعادة تأهيله، وعندما سألنا الأم عن أسباب تعذيبها لهذا الطفل خصوصا؟، بررت ذلك بصعوبة حمل هذا الطفل وولادته، الأمر الذي جعلها تكرهه وتعامله معاملة شاذة. حاولنا إعادة تأهيل الأم ولكنها كانت ترفض كل تعاون، ولم تسأل الأسرة أبدا عن هذا الطفل، ولم تزر المركز إلا عندما التحق به ابنها الأكبر الذي حرصت على زيارته والاهتمام به، أما الابن الأصغر فأصرت على رفضها له، وعندما خرج الابن الأكبر من المركز غيرت الأسرة عنوانها ولم نستطيع العثور عليها.

ومع الوقت استطعنا إعادة تأهيل هذا الطفل، وعاش في المركز حتى كبر وتعلم مهنة وخرج من المركز ليعمل، وهنا فقط حاولت الاسرة الاتصال به من اجل ان ينفق عليها، ولكنه رفضهم».

«طفل عاش بين عائلة منحرفة نتيجة للتفكك الأسري والتحق كل اخوانه بالمركز بعد ان قبض عليهم، ولأنه الطفل الأصغر فقد شعر بالخوف على نفسه ان يعاني مصير إخوانه، اتصل بنا ليسألنا هل يمكن ان أعيش في المركز حتى لا انحرف فالحقناه بالمركز بناء على طلبه وتمت رعايته».

وتختتم حديثها قائلة: «ليست كل الأسر يمكن إعادة تأهيلها، ونواجه صعوبات في تأهيل الأطفال في العام الأول، ولكننا نكرر المحاولات حتى ننجح».

الإيذاء.

مع استشارية طب الأطفال بمستشفى السلمانية ورئيسة لجنة حماية الطفل الدكتورة فضيلة المحروس أردنا معرفة أسباب هروب الاطفال، وكيف يتم معالجتها؟

قالت: «كل حالات هروب الاطفال التي رأيتها كان أهم أسبابها الإيذاء، سواء كان إيذاء ماديا أو نفسيا أو جنسيا. ومن أغرب حالات الاعتداءات الجنسية التي دخلت المستشفى، طفلة عمرها ثلاث سنوات بعد فحصها اكتشفنا إصابتها بالسيلان البني وهو مرض سببه الوحيد الاعتداء الجنسي، واتضح لنا ان المعتدي عليها هو قريب من الدرجة الأولى».

وتواصل حديثها: «ومن الأسباب الأخرى للهروب التفكك الأسري الذي ينتج عن الطلاق أو الانفصال، أو انشغال الأب واهمال الأم لأطفالها. الفقر، فعندما تكون الاسرة فقيرة وعدد أطفالها كبيرا ويطلق الزوج زوجته ويترك أطفاله مع أم فقيرة وجاهلة لا تستطيع الانفاق عليهم ربما تنحرف، ويخرج الطفل للعمل في الشارع ومن الطبيعي في هذه الحالة ان يهرب الأطفال، وغالبا ما تهرب الفتيات ما بين عمر 12 - 13 عاما ومن أهم أسباب هروب المراهقات عدم مراقبتهن من قبل الأسرة الأمر الذي قد يجعل بعض شباب المنطقة يستغلون ظروفهن ويجذبهن إلى عالم الدعارة، بينما يهرب الأولاد ما بين عمر 9 - 13 عاما، وهو العمر الذي يعرف فيه الطفل ماذا يعني الهروب من البيت»؟

وعلى الرغم من ان هروب الأطفال لا يعد ظاهرة في البحرين كما تؤكد الأرقام، ولكن ما يحدث يثير داخلنا الكثير من الأسئلة، إذا استطعنا حماية الأطفال من الغرباء، فكيف نحميهم من غير الأسوياء الذين قد يكونون أقرب الناس إليهم؟