العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ

كويتيو «داعش» وصكّ العبودية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خبران مترابطان نشر أحدهما الخميس قبل الماضي عن وثيقة تاريخية تباع بمبلغ يقارب ثلاثة ملايين دولار، والآخر نشر أمس السبت، عن وجود عشرات الكويتيين في مناصب متقدّمة في تنظيم «داعش».

الوثيقة المعروضة للبيع في مزاد في 25 مايو/ أيار الجاري، تتضمن نص التعديل الثالث عشر في الدستور الأميركي الذي وقّعه الرئيس أبراهام لينكولن، ويلغي بموجبه العبودية في الولايات المتحدة. وقد وقع لنكولن الوثيقة في الأول من فبراير/ شباط 1865، قبل أسابيع فقط من اغتياله في 14 أبريل/ نيسان من ذلك العام. وجاء في نص التعديل الثالث عشر: «تحرّم العبودية والخدمة الإكراهية، فيما عدا العقاب على جرمٍ حُكم على مقترفه بذلك بحسب الأصول، في الولايات المتحدة وفي أي مكان خاضع لسلطاتها».

تجارة الرقيق كانت مزدهرةً في الولايات المتحدة، وقد قامت بدايات نهضتها على استغلال الزنوج الذين كان يجري الإغارة على قراهم على الساحل الغربي في أفريقيا، وأسْرهم وترحيلهم في سفن شحنٍ كبيرة، أشبه بسفن شحن الماشية، مقيّدين بالسلاسل والأغلال. وحين يصلون بعد شهر أو أكثر، يجري بيعهم على السواحل الأميركية كأيدي عاملة زراعية في الحقول والمزارع الكبيرة. واستمرت هذه التجارة المزدهرة حتى منتصف القرن التاسع عشر.

كانت عصابات اللصوص التي تغير على المناطق الأفريقية تحرص على أسر الرجال والشبان، مع عددٍ أقل من النساء والفتيات. فالملاك الذين يستغلون النساء الأسيرات جنسياً، يستفيدون من الأطفال الذين يلدنهم من خلال هذه العلاقات، حيث ينشأون ويكبرون لينضمّوا إلى طوابير «العبيد» (مع التحفظ على هذا المصطلح الخاطئ والصحيح هو «المستَعبَدون»). كما يسمح الملاك أحياناً بزواج الأسرى من الأسيرات، ويلتحق أولادهم بالطابور الطويل تلقائياً.

ظلت هذه التجارة القذرة رائجةً لأكثر من ثلاثة قرون، حيث تم انتزاع 25 مليون أفريقي من أرضهم، ومات ثلثهم في طريقهم إلى العالم الجديد وألقي بجثثهم في مياه المحيط الأطلسي. وحتى حينما تم إلغاؤها منتصف القرن التاسع عشر، ظلّت آثارها في النفوس مئة سنة أخرى، واحتاج اقتلاع هذه العنصرية، إلى بروز جيلٍ من المناضلين الإنسانيين الذين قادوا حركة الحقوق المدنية، وعلى رأسها القس مارتن لوثركنغ، الذي بدأ نضاله في أحد قلاع العنصرية بالجنوب الأميركي.

لوثركنغ هو صاحب الخطبة الشهيرة «لديّ حلم»، التي ألهمت الملايين على طريق مكافحة العنصرية وإسقاط التمييز. وقد قتل بالرصاص في عمر الـ39، لكن ظلت قضيته حاضرةً حتى تمّ إلغاء قوانين التمييز رسمياً، والسماح للسود بالانتخاب والترشح، وفتح الباب لوصولهم إلى مختلف الوزارات، من داخلية وخارجية ودفاع وأمن قومي، انتهاءً بمنصب الرئيس.

إنهم يصنعون تاريخهم ويغيّرون مساراته، أحببنا ذلك أم كرهنا، وافقنا أو عارضنا سياساتهم، فهم قادة العالم هذه الأيام، وسيظلون مؤثرين على بقية مناطق العالم لسنين قادمة. أما نحن فنبدأ من حيث نقطة العار التي بدأ بها الآخرون، ففي دولة خليجية مثل الكويت الشقيق، كانت مصدر إشعاع فكري لأكثر من خمسين عاماً، تتحدث التقارير الصحافية عن عشرات الكويتيين الذين يقاتلون في صفوف «داعش»، في العراق والشام، ويوجد «موكّلون سريون» لأخذ «البيعة» من الراغبين بمبايعة خليفة المسلمين الجديد أبوبكر البغدادي (واسمه الأصلي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي).

الكويت التي عاشت أفضل وأطول تجربة ديمقراطية، ومستوى اقتصادي، وحرية صحافة، على مستوى الخليج، يكشف التقرير الذي نشرته صحيفة «الرأي» الكويتية أمس، أن الكويتيين الذين التحقوا بدولة البغدادي، لم يكونوا جنوداً عاديين، بل وصل بعضهم إلى مناصب عليا، كمنصب «الوالي» أو «المسئول الشرعي» و«المسئول الإعلامي»، وصدق من قال: ومن يشتري ذا علةٍ بصحيحِ؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 10:29 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله
      احنا انحارب من احنا انحارب بعض ونقتل بعض الي متي
      ترى كلنا جيران واهل واصحاب
      الله يقاتل الجهل ويهدي الجميع

    • زائر 37 | 9:50 ص

      مقال رائع

    • زائر 36 | 9:24 ص

      وهل شاهدت صور المعممين وهم يقاتلون مع الحشد الشعبي

    • زائر 39 زائر 36 | 10:44 ص

      ههههه انته تتابع الأخبار ولا بس رديت جذي بس لجل تشوف ردك مكتوب!!!هههه

    • زائر 40 زائر 36 | 3:13 م

      نعم شفناهم يحاربون داعش التي افتى فيها بضلالها سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ووصفهم فيها بالفئة الضالة.

    • زائر 34 | 6:08 ص

      لقد نجحت امريكا وابريطانيا من اجل اليهوود وصنعت الدواعش بفلوس عربيه للاستيلاء على الشرق الاوسط >>>

    • زائر 33 | 5:59 ص

      تنظيم داعش في طريقه إلى الهزيمة ولكن الوضع في الفلوجة ما بعد تحريرها سيكون إختبار للحكومة العراقية:
      ١-يجب كسب ثقة أهل الفلوجة وعدم تهميشهم مثل ما حصل في عهد المالكي
      ٢-يجب إعمار المدينة وعدم إهمالها بعد أن تضررت من الحرب
      ٣-وأهم شيء يجب منع داعش من رجوع إليها وتكليف أبناء الفلوجة لحماية المدينة

    • زائر 31 | 5:31 ص

      الكل يعلم من انشأ هذه التنظيمات الارهابية و سيظل ينتج غيرها و غيرها بينما نحن غاريقين في التحليل و التفكير العميقين و نحاول ان نغض الطرف عن الفيل الذي في ابغرفة.
      انه السيد اكس الخفي الذي يتحكم بكل الدول الغربية و على راسها امرييكا و باقي الدول الخاضعة لسيطرتها حول العالم.
      الهدف هو تدمير المنطقة و اقامة الدولة من النهر الى النهر.
      و الكل سيكون خاضع لها و لاسمها.
      ا>>>>>

    • زائر 30 | 4:23 ص

      تركوا عنكم شيعي وسني اليوم داعش ما يرحم حتى اابنائه لان تم دفنهم وهم احياء بحجة انهم لا يريدون الحرب

    • زائر 29 | 4:10 ص

      داعش في سوريا واليمن وليبيا والعراق وافريقيا وهناك ازدواجية اعلامية وامريكية تجاههم ففي مكان ما نحاربهم واخر نقف معهم انهم - داعش- ورقة في يد امريكا وبعض الحكام بهم يقاتلون وفي وقت اخر هم اعداء لداعش وهناك دول هي داعش في حقيقتها وتتستر بمحاربة داعش

    • زائر 25 | 2:45 ص

      أنظر لبعض التعليقات الداعشية الهوى موجودة هنا ايضا تدافع وتحاول التلبيس على الناس محاولة يائسة وبائسة بعد أن اصبحت الامور واضحة كالشمس

    • زائر 24 | 2:43 ص

      ما هي الأسباب هل فطنة المخابرات الغربية؟
      أم هو والنقص في عقولنا نحن كملسمين لكي نصبح اداة طيّعة في ايديهم لننفذ مخططاتهم؟
      ام هي الأفكار والمذاهب التكفيرية وزراعتها في المنطقة ؟

    • زائر 23 | 2:10 ص

      لأن داعش صنيعة استخبارات دول كبرى وهذه الاستخبارات لديها خبراء في مجال اختراق العقول والضحك على بسطاء الناس وتعرف من أين تؤكل الكتف لذلك هم عرفوا كيف يضحكوا ويجنّدوا هؤلاء وأمثالهم وشرائهم

    • زائر 22 | 2:02 ص

      داعش شركة: فكرة الشركة امريكية بريطانية مخابراتية استغلت بعض المذاهب المتطرفة وبالطبع التمويل ..بتعاون تركي . ذلك هو واقع داعش شجرة الشرور التي زرعوها وسقوها ودعموها ثم عادت تضرب في كل مكان لأن شجرة الشجر ذات اغصان ترتدّ حتى على من صنعها والجميع سيذوق ويلاتها حتما

    • زائر 19 | 1:46 ص

      الذي احتضن وصنع الدواعش هذا مصيره التشريد والقتل والدمار

    • زائر 18 | 1:44 ص

      اليوم الذي يقصف الفلوجة بالطائرات امريكا....

    • زائر 26 زائر 18 | 2:47 ص

      تعليق رقم 18 احد الباكين على داعش وانما يحاول تحوير الموضوع (قصف الامريكان للفلوجة) على من تضحكون

    • زائر 17 | 1:42 ص

      سوف ينتهي داعش كما انتهت القاعده ولو هم وجهان لعملة واحدة بتمويل واحد
      وهدف واحد

    • زائر 16 | 1:41 ص

      انا ضد كل ارهابي قذر

    • زائر 15 | 1:40 ص

      الحشد الشعبي وعشائر الفلوجة حتماً سيهزم التكفيرين

    • زائر 12 | 12:53 ص

      الحشد الشعبي يلتزم بوثيقة شرعية بواجبات الحرب الحشد الشعبي حمى العراق من السقوط في ايدي الدواعش والبعث الحشد الشعبي سيحرر أبناء الفلوجة من طغيان داعش وداعميهم من دول الجوار الحشد الشعبي لا يملك درة من طائفية وحقد الطرف الآخر المتواجد في الفلوجة وهو الارهابيين العابرين للدول من القتلة الذين يستوجب اعدامهم ونقول هاهي الطاولة تنقلب على رؤوس الجميع من داعمي داعش شكرا لكم ايها الشرفاء من أبناء الحشد الشعبي

    • زائر 10 | 12:47 ص

      ظلم داعش وقساوة داعش دراية
      والكلام عن الحشد الشعبي مجرد رواية

    • زائر 5 | 12:01 ص

      واحنه عندنا مفتي داعش كمان

    • زائر 11 زائر 5 | 12:49 ص

      صج وحنا عندنا مفتي داعش وقد تقرأ تعليقاتهم يستميتون في الدفاع عن داعش .

    • زائر 4 | 11:46 م

      دائما يا استاذ قاسم في مواضيعك تتكلم فقط عن داعش وعن اجرام داعش وهذه حقيقة ولكنك لم تتطرق يوما ما الى مايفعله الحشد الشعبي العراقي في الفلوجة من قتل وتدمير وتشريد اهالي الفلوجة بحجة محاربة داعش وهم اكثر قساوة من داعش واهالي الفلوجة لو خيرتهم بين االاثنين لاختاروا داعش لانهم اقل خطورة على اهالي الفلوجة رغم اجرامهم وشكرا

    • زائر 6 زائر 4 | 12:21 ص

      صباح الخير
      اثبت بالخبر الصحيح وليس بالاقوال انظر الى صور صحيحه وغير ملفقه ترا الحقيقة بعدها .

    • زائر 8 زائر 4 | 12:33 ص

      شكلك عايش في المريخ.

    • زائر 13 زائر 4 | 12:56 ص

      الحشد الشعبي لم يدخل الفلوجة بعد لكن سؤال لكم يا من تنوحون على الفلوجة و غيرها الستم من يلعن داعش و يتهمها بالصفوية و انها صنيعة ايران؟ لكن عندما يشن الهجوم عليها تتكشف وجوهكم الحقيقية في دعم هذا التنظيم المتخلف تحت حجج واهية و خرافية لا تستند لدليل ملموس. اهالي الفلوجة و الرقة و الموصل هم اكثر المتضررين من اجرام داعش اما من يثرثر و يبث احقادة في وسائل التواصل تباكياً على اهالي هذه المدن فهو يدعم الدواعش عن قصد او جهل.

    • زائر 32 زائر 13 | 5:36 ص

      Dislike
      حق المقاومة و صد العدوان هو احد الحقوق المشروعة.
      و انتبه الى كلامك يا هذا.
      و هناك الكثير منكتاب الردود المدفوعي الاجر فليعرف كل شخص حجمه و عما يتكلم.

    • زائر 14 زائر 4 | 1:38 ص

      لا تتكلم ودافع بالنيابة عن داعش والتكفيرين صنيعت اسرائيل

    • زائر 21 زائر 4 | 1:53 ص

      داعش لو خلصت من العراق راح تطب عندكم وتسبي نساءكم وتقتل رجالكم.
      متى تستفيقون؟ تركوا عنكم هالعصبية الطائفية الجاهلية.

    • زائر 27 زائر 4 | 3:06 ص

      صدق غباء الفلوجة اساسا عايشة الذل والهوان ولو اتابع الاخبار عدل جان شفت ان الحشد الشعبي عند قصف اي مكان تطالب المدنيين بالخروج من هناك ووثانيا عن حياة الي تتكلم عنها حياة اغتصاب وسبي النساء الي عايشين فيها اهالي الفلوجة حياة الاكرامة يحمدون ربهم ان الحشد الشعبي بيحرر ديرتهم عقب ما سلموها بيد داعش الي عاثت في رضهم الفساد وفي اعراضهم غريب امركم اطالعون من خرم ابرة نزعة القتل اظن تعرفون من الي يملكها بس تقصون على نفسكم القادم اعظم دام في نفس عقولكم عايشة ويانه

    • زائر 28 زائر 4 | 3:17 ص

      اهلا وسهلا

    • زائر 3 | 11:32 م

      و ماذا نستنتج من هذا الواقع؟ دولة رائدة في الديموقراطية في المنطقة. توفر الخدمات بالمجان لمواطنيها الي درجة تضرب بها الأمثال. في هذه الدولة يتغيرون أبناؤها الي قطيع. لماذا؟ ما هي الأسباب؟ هل هناك من يبحث بإسلوب علمي و يخبرنا؟

    • زائر 1 | 10:07 م

      جل الدواعش من الخليج .

    • زائر 20 زائر 1 | 1:50 ص

      نعم لأن الإعراب هم أشد كفرا ونفاقا

اقرأ ايضاً