العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

فقدان طفل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فقدت البحرين خلال اليومين الماضيين طفلين، أحدهما من بني جمرة والآخر من الحد، ولعلّ هاتين الحادثتين قرّبتانا ولو لأيام معدودات، فالحادثتان مأساويتان، ولا شك بأنّ فقدان طفل، فلذة كبد أحدهم ليس بالأمر الهيّن، لأهل الطفل بالطّبع، ولكن حتّى للباقين.

مَن منّا فرح بموت طفل بني جمرة؟! هل هناك سنّي واحد قال يستاهل هذا الصفوي ابن الصفوي؟! لا والله! وعلى الجانب الآخر، مَن منّا فرح بموت طفل من الحد؟! هل هناك شيعيّ واحد قال يستاهل هذا الناصبي ابن الناصبي؟! لا والله! وماذا يدل هذا إلاّ أننا عندما نعيش المآسي، فإننا جميعاً نستشعرها وتضيق بها صدورنا، مهما كبرت الفرقة وعظمت الهوّة.

ولعلّنا جميعاً سمعنا عن قصص وفاة الأطفال سواء بحادث مرور أو اختناقا داخل سيّارة، نعم هو قضاء الله وقدره، وقدره وقضائه أعظم من أي قدرة، ولكن تبقى النفوس حزينة لفقدان طيور الجنّة، فالطفل بريء وأبيض من الداخل، لم تشوّهه بعد أمور الحياة النجسة، سواء في الطائفية أو في التقسيم أو في التمصلح أو حب الذات على الوطن.

يا لها من مصيبة تجمعنا في ألم مشترك، ولكن هل سنشهد أيّاماً أخرى نعيشها في فرح مشترك؟! فلقد عشنا سنوات إلى اليوم ألماً بعد ألم، ونحتاج فعلاً إلى يوم حلو جميل، يدخل علينا الفرح من كل جانب، لكل أسرة بحرينية أو مقيمة في البحرين، فأهل البحرين فعلاً عطشى لهذه الأيام.

قرأنا في مواقع التواصل الاجتماعي مدى الألم الذي يعتري النّاس بعد موت هذين الطيرين، كما قرأنا بعض النّاس تحاول لوم وليّ الأمر، ولكن هناك من توجّه إلى تشديد العقوبات من قبل وزارة الداخلية متمثّلة في الإدارة العامّة للمرور، من أجل سلامة الأطفال.

على سبيل المثال سلامة الأطفال أثناء قيادة السيّارة، فإلى الآن نشهد بعض الآباء يضعون أبناءهم في الكرسي الأمامي من دون الحزام، أو يضعونهم في حضنهم ويسوقون السيّارة، وهذه خطورة كبيرة جدّاً، ولو طبّقنا قانون الولايات المتّحدة الأميركية في عدم قيادة السيارة من دون كرسي خلفي آمن للطفل، لأنقذنا الكثير من الأرواح.

أيضاً سلامة الأطفال في برك السباحة، فنحن نحصد كل سنة عدّة أطفال في برك السباحة، والأسباب متعدّدة، ولكن لو تمّ تطبيق وجود حارس متمكّن من الإنقاذ في كل مسبح، سنحمي أبناءنا من خطر الغرق.

الله يصبّر والديّ طفل بني جمرة والحد، وليمسح الله على قلوبهم، فمصابهم جلل عظيم، ولندعو لهم بأن يلطف الله بحالهم، والله العالم بشدّة الألم الذي يواجهونه حاليّاً وإلى يوم الممات، ففقد الأحبّة تمر عليه الأيام، ولكن لا يذهب هذا الفقد إلاّ عندما نكون تحت التراب.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 9:11 م

      تالمنا لفقد الاثنين
      .... فالمصاب واحد
      فعلا صدفة غريبة

    • زائر 23 | 6:02 م

      الى زائره ١٥
      وانتين شدراش ان مايهتموت في ولااادهم حرام عليكم هالتجريح اطلبوا من الله يمسح عليهم وبلاا هالكلام السطحي اهلهم في مصيبه وانتين جايه تزيدين عليهم
      ارتقوا بكلامكم وخلوا الناس بحالها،،

    • زائر 25 زائر 23 | 10:28 م

      مصائب قوم عند قوم

      الله يصبر اهلهم والفراق مر المداق

    • زائر 21 | 7:35 ص

      واحسرتاه عليكما

      مااصعبه من يوم مر على أهل البحرين لقد تألمنا وبكينا ..الله يربط على قلوب اهليهما واصبرهم يااارب.. مااجملهما ياالله... ولكن هما ليسا من أهل الدنيا بل هما طيران بريئان من طيور الجنةهذا درس ﻻعادة اللحمة الوطنية

    • زائر 20 | 7:06 ص

      الله يلهم امهاتهم الصبر والسلوان

    • زائر 19 | 7:05 ص

      سبحان الله كل طفل اجمل من الثاني الله يرحمهم

    • زائر 18 | 7:04 ص

      اللهم ارحمهم وصبر اهلهم

    • زائر 15 | 6:32 ص

      اولا الله يرحمهم ثانيا انى اعاتب اهلهم كيف تهملون اولادكم وهم فى هاده السن ولاتدرون عنهم انه يوم كانو اولادى صغار مستحيل اخليهم فى الشارع بس اذا خرجت معاهم واراقبهم فى كل وقت لانهم امانه من عند الله ولين ما كبرو وارتحت ياناس اولادكم امانه فى عنقكم فحافضوا عليهم ترى ناس متحسرين على الاولاد سامحونى على هاده الكلام

    • زائر 14 | 5:16 ص

      الله يرحمهم جميع والله يصبر اهلهم

    • زائر 13 | 4:37 ص

      استاذة مريم أزمة البحرين مو أزمة سنة و شيعة.. أزمة البحرين هناك مطالب شعبية عادلة.. هذا و انتي بنت واعية.. ما بعرف شلون تعتقدي انه أزمة البحرين أزمة سنة و شيعة..

      الله يلهم قلوب الفاقدين الصبر و السلوان.

    • زائر 10 | 2:50 ص

      الانسانيه اهم من العنصريه والطائفيه هذا مبدئي لان الاسلام يامر بالرحمه والمساوات

    • زائر 9 | 2:13 ص

      كم تالمت وانا اقرا الخبر لحادثةالطفل الجمرى ثم حادثة الطفل الحداوي ولا نحب ان نفقد اطفالا وهم فى نعومةاناملهم يلعبون بها ولاكن هذا قدر اللة وقدرة وعظم اللة اجوركم يا اهل الحد ويا اهل بنى جمرةبصابهم الجلل واللة يصبر اهليهم ويمسح على قلوبهم

    • زائر 8 | 1:39 ص

      اختي الكريمة .. المطالب واضحه وضوح الشمس وليس لها علاقة بالطائفية. لا داعي لحرف البوصلة.

    • زائر 11 زائر 8 | 4:14 ص

      صدقت اخويي الكل يعرف وين الخطا اما حرف الحقائق وبث امور ما له معنى ما تخدم الساحة الله كريم

    • زائر 7 | 1:21 ص

      الله يرحم الحوريان ويصبر أهلهم ويعظم اجرهم

    • زائر 6 | 12:33 ص

      كلامش ذرر يا مريم ..
      كفيتي ووفيتي عن لسان كل بحريني شريف ...
      اااه ثم اااه احنا عورنا قلبنا وتألمنا جدا من سماع الخبر
      كيف حال اهلهمم .. يا الله يالطيف .. اجبر قلوبهم و امسح عليها يارب العالمين ..
      رحمهم الله طيور في الجنه اختارهم المولى عز وجل

    • زائر 5 | 11:10 م

      عظم الله اهالي بني جمرة والحد

    • زائر 4 | 11:05 م

      لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم إنا لله وإنا إليه لراجعون

    • زائر 3 | 11:02 م

      فقدت البحرين طيرين من طيور الجنة فارس وفراس اللهم ارحمهم

    • زائر 2 | 10:59 م

      سبحان الله دخلت منتدى لطائفتيين اقول سبحان الله هل فارس وفراس الاطفال الابرياء جعلو قلوبنا تتوحد في الدعاء الكل قاعد يدعى لاهل الاطفال ان الله يصبرهم لا احد قال هذا شيعي وهذا سني نقولها بصراحة الم يحن الوقت لنتوحد ونفتح صفحة جديدة ليسعد اطفال البحرين ويعيشون مع بعض

    • زائر 12 زائر 2 | 4:16 ص

      تحلمون دام الطائفية موجودة ما بيصير والدليل ان دكتورة ريما طرشت تعزية لوفاة الطفل الحداوي رد عليها شخص ما نبغي تعزيتكم وتعاطفكم يا الخونة غباء مستفحل

    • زائر 17 زائر 12 | 7:03 ص

      من هذا الشخص اللي رد عليها وياليت نبتعد عن ما يعكر الجو ونبحث عن ما يصفى الجو لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ماترى الاشاعات كثيره ومن يتصيد في الماء العكر كثيرين وما اعتقد في بحريني اصلي راح يرد هذا الرد

    • زائر 1 | 10:52 م

      مانقول غير عظم الله اجر اهل الاطقال والله يصبرهم يارب وكان الله في عونهم

اقرأ ايضاً