العدد 5056 - الأحد 10 يوليو 2016م الموافق 05 شوال 1437هـ

ماذا بعد استهداف الحرم النبوي؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

السؤال الذي بات مطروحاً الآن: ماذا بعد محاولة الاعتداء الآثم على الحرم النبوي الشريف؟

الحدث كان صدمةً كبيرةً للعالم الإسلامي، حيث وصل الإرهاب إلى أقدس بقاع المسلمين، وقد كشفت الداخلية السعودية أن منفذ الهجوم الآثم سعودي الجنسية، يبلغ من العمر 26 عاماً، ولديه سوابق مخدرات، حسبما نقل موقع «العربية» يوم الجمعة، والذي عرض «سيناريو» الجريمة، حين تقدّم الجاني عبر أرضٍ فضاء تستخدم كمواقف للسيارات باتجاه المسجد النبوي، أثناء أداء صلاة المغرب، وحين اعترضه رجال الأمن قام بتفجير حزام ناسف كان يرتديه، ما نتج عنه استشهاد أربعة جنود، ذكرهم بيان الداخلية بالاسم والصورة.

رجال الأمن كانوا من قوات الطوارئ، وقد أوضحوا للانتحاري أن البوابات الأمامية للخروج فقط، وطلبوا منه أن يصلّي معهم ويشاركهم وجبة الإفطار، لكنه انطلق مسرعاً تجاه مخارج الحرم، فصدّه ثلاثة رجال أمن، ففجّر فيهم نفسه، ولشدة الانفجار لم يُعثر على أشلائهم، لكنهم رحمهم الله أنقذوا أرواح مئاتٍ من المصلين، من مختلف الجنسيات، كان المنفّذ يطمح بإزهاق أرواحهم بصورةٍ جماعيةٍ ليوقع مذبحةً في هذا المكان الآمن المليء بالروحانية وعبق النبوة.

إلى جانب الاعتداء على حرم النبي (ص)، وقع هجومان آخران في اليوم نفسه، أحدهما في جدّة، غرب المملكة أيضاً، والآخر في شرقها، باستهداف مسجدٍ بالقطيف. وقد كشفت الداخلية هوية منفّذيه، وهم ثلاثة أشخاص في العشرينات من أعمارهم، اثنان منهم أخوَان، كما تبيّن من فحص العينات المرفوعة من مخلفات الانفجارين، وجود آثار مادة «النيتروجلسرين» المتفجرة، وهي مماثلة للمادة التي ضبطت آثارها بحادث انفجار جدة. وعلى خلفية هذه الجرائم الإرهابية، بالمدينة المنورة ومحافظتي جدة والقطيف، تم إلقاء القبض على 19 متهماً، 7 سعوديين و12 باكستانياً، حسب بيان الداخلية.

وقوع مثل هذه الأعمال الانتحارية، في يوم واحد، وفي بلد واحد في حجم السعودية، فضلاً عمّا وقع من تفجيرات في العراق وتركيا وبنغلاديش... إلخ، يدلّ على وجود قاعدةٍ آخذةٍ بالتوسع واستقطاب مزيدٍ من الأشخاص الانتحاريين، ترفدها بنيةٌ فكريةٌ وفقهيةٌ تبرّر مثل هذه الأعمال وتغطّيها شرعياً. وقد أظهر مقطع فيديو انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، أحدهم وهو يناقش أحد الزوّار بقوله إن الكعبة بناها الكفّار، وحضرتُهُ يفكّر بهدمها. واللافت أن محدّثه ردّ عليه بحجةٍ بليغةٍ، حين قال بأن الكعبة بناها النبي إبراهيم (ع) وليس المشركون. والمؤسف أننا بتنا نناقش أبسط البديهيات، التي وردت في القرآن الكريم: «وإذ يرفع إبراهيمُ القواعدَ من البيت وإسماعيلُ ربّنا تقبّل منا إنك أنت السميعُ العليم. ربّنا واجعلنا مسلمَيْن لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكَنا وتب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم». (البقرة، 127/128).

هذا ما يقوله القرآن الكريم، بلسان عربي مبين، ليأتي في آخر الزمان، شخصٌ متطفلٌ، لا يجيد النطق بالعربية، ليعلّم المسلمين أصول دينهم، وليصحّح ما يراه ضلالاً وقعوا فيه طوال 14 قرناً، بطوافهم حول بيت الله، الذي يعتبره بيتاً للمشركين!

اليوم انتهكت الحركة التكفيرية حرمة المسجد النبوي الشريف، فما الذي يمنعها من القيام بأعمال إجرامية أكبر، ضد الملايين من ضيوف الرحمن في موسم الحج القريب، مادام هذا الفكر المنحرف المعشعش يصرّ على إخراج المسلمين من دينهم واعتبارهم كفاراً ومشركين؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5056 - الأحد 10 يوليو 2016م الموافق 05 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 11:23 ص

      الخطوة القادمة هي الحجة بكل تأكيد.
      فهل ننتظرر مجزرة جديدة هذا العام أم انه يجب اخذ الاحتياطات قبل وقوع الفاس في الراس.

    • زائر 36 | 9:00 ص

      الي يقول ان داعش مو اول من ادخل المتفجرات في الحرم شنو يقصد يعني الأمر عنده طبيعي تفجير الحرم النبوي ؟!!
      او يعرف ناس مثلا ادخلو المتفجرات وعنده علاقة بتلك الجماعات الإرهابية ؟؟؟

    • زائر 34 | 7:53 ص

      نصيحة الى عوائل السعوديه انتبهوا الى اولادكم

      الدواعش لقد ابتدعو دين الشر لقتل الابرياء وهدم مساجد الله انتبهوا وراقبوهم فى كل الوقت لكى تحافظو على بلدكم

    • زائر 33 | 4:56 ص

      اي تفجير ارهابي يستهدف ابرياء هو عمل مشين ومدان وهو مصداق للقول السائد بان الارهاب لا دين له وأضيف لا شرف له فما تفجير الحرم النبوي الا اثبات لذلك فحرمة المسلم اعظم من الكعبة وعليه فإن كل الاعمال الارهابية في كل الارض مدانة

    • زائر 35 زائر 33 | 8:15 ص

      اي عمل يستهدف الأرواح
      هو عمل إرهابي واجرامي

    • زائر 32 | 4:36 ص

      زائر 15 و11 وأشباههم..... واصلوا الدفاع عن داعش حتى تصل للكعبة المشرفة وتفجير بيت الله الحرام.
      واصلوا.

    • زائر 31 | 4:20 ص

      ماذا بقي من حرمة لدى المسلمين بعد ايتهداف المسجد النبوي؟ ألا يخجل بعض المعلقين من محاولات تحريف الموضوع بإثارة قضايا مختلفة للتضليل والتستر على هذه الجريمة الكبرى؟ قليل من الحياء والخوف من ربكم.

    • زائر 15 | 1:04 ص

      يعني يا استاذ قاسم بس الاعتداء على الحرم النبوي هو اعتداء غاشم اي انتو من الاعتداءات البشعة التي يقوم بها الحشد الشعبي العراقي ضد اهالي الفلوجة والانبار بحجة تحريرهم من داعش في الوقت الذي هم فيه يريدون تحريرها من اهلها ليحلوا بدلهم .شاهد قتلى داعش وقتلى الحشد الشعبي وقارن كلاهما اجرم من الثاني كلاخما صنيعة امريكية و........

    • زائر 23 زائر 15 | 2:38 ص

      شنو هالحجي المسخرة يعني جيشين يتقاتلون تتوقع شلون بيكون الوضع اولاد الفلوجة والانبار اذا ما تدري هم الي استنجدوا بالحكومة والحشد لان ضاقوا الويل من داعش فشي طبيعي ان في خلال القصف يكون فيه ضحايا من جميع الاطراف في ناس تضحك مخها موقف ما تعرف حتى شنو تكتب كانها تكتب هلوسات يا دافع البلا ترى داعش هتكت الاعراض وسفكت الدماء وكانوا عايشين في ضيم وضيق مو عايشين السعادة الي داعش قصت عليهم وقالت بتوفرها ليهم روح بابا احفظ درسك عدل قال ويش الحشد الشعبي غباء مستفحل

    • زائر 28 زائر 15 | 3:53 ص

      الامور واضحة و انتم تريدون التعمية عليها بطرح هذه الامور

    • زائر 29 زائر 15 | 4:04 ص

      هذا قبر ومقام سيد الأنبياء ولا يقارن به أي مكان ىخر غير اكلعبة. فإذا لم تكن عندك غيرة على هذا املكان املقدس فاعلم ان تفكيرك تفكير داعشي.

    • زائر 14 | 12:43 ص

      صمت العالم عن العراق وبعدها سوريا

      كانت العالم ومازالت تتفرج على ما يجري من تفجيرات وارهاب لداعش واخواتها في سوريا والعراق ولبنان ويتعذرون بأنها حرب طائفيه والبعض اعتبرها جهاد وجهز الغزاة والآن وصلت النار لبيوتنا بل لمسجد حبيبنا وقائدنا سيد الكائنات رسول الله ولا احد يختلف ان من بفجر هناك هو من فجر هنا وكفى استخفافا بالعقول

    • زائر 12 | 12:30 ص

      على امهاتهم ايضا تقع المسؤوليه

      شتان بين من تربي ولدها على حب الاوطان والدفاع عنها بالصدور العاريه وقبضات اليد وبين من تربي ابناءها على كره الاخرين وبغض من يختلف معهم وتدعوه لقتالهم وتسمم عقول ابناءها بعقيدة مغلوطه نتيجتها ما يحدث على الارض يعني ياجماعه ربو اولادكم صح وعلموهم على المحبة والسلام

    • زائر 11 | 12:25 ص

      استباقا لسيل التعليقات النمطية التي أستطيع التنبؤ أنها ستكون عن المناهج الدراسية و أئئمة التكفير الخ.
      احب أن أذكركم بأن قادة القاعدة عندما غزت أمريكا أفغانستان هربوا إلى إيران هم و عوائلهم و قاموا بتوقيع (تفاهم زاهدان) - عدم استهداف إيران أو استخدام أراضيها لشن هجمات خارج إيران مقابل السماح لهم بالإقامة أو المرور عبر إيران إلى دول الجوار (باكستان و أفغانستان و العراق) ... لا يوجد أحد لم يتعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية يوما ما بما فيهم الأمريكان و حلفاؤهم العرب عند الغزو الروسي لأفغانستان.

    • زائر 17 زائر 11 | 1:20 ص

      نعم نعم...تعليق فعلا نمطي....فر السكان على شي آخر...علشان ما يكثر الكلام عن الحبيب الأول....

    • زائر 9 | 12:14 ص

      و الله إني لأشفق على حالكم، تظنون أنكم ستهزمون داعش بمقال هنا و كاركتير هناك و برنامج هناك!
      داعش يا سادة تهزم بالجنود المحاربة، هؤلاء جيش أسس له دولة و ليس العكس.
      هناك في الموصل معقل التنظيم و الرقة كذلك ... الأمر يبدو أن من يفترض منهم محاربة داعش هم جبناء أصلا، ماذا تفعل حكومة بغداد و حكومة دمشق؟ يحاربون في حلب الفصائل المعارضة بكل ميلشيات الأرض و يتركون الموصل و الرقة! لماذا؟ لأنهم يريدون لداعش البقاء، لأن بقاءها من بقائهم ... إرهاب داعش يعطي وجودهم الشرعية للبقاء.

    • زائر 30 زائر 9 | 4:07 ص

      انتظر جايينكم في الموصل والرقة. اصبر قليلاً. لا تستعجل. راح يسوونهم طحين. لا تستعجل .

    • زائر 7 | 12:01 ص

      قطبي الإجرام داعش و روسيا على وشك الإصطدام. لم أكن أتصور أن روسيا أكثر إجراما من إسرائيل و أمريكا إلا بعد أن رأيت بأم عيني ما فعتله طائراتهم في حلب .. قصف المدنيين عمدا لكي يضج الأهالي و يطردوا المعارضة من أحيائهم.
      الجميل، أن روسيا كانت تجامل الغرب و تضرب داعش (بنسبة 20%) ثم تضرب المعارضة السورية بنسبة 80% ... منها تتقي شر داعش، و منها أيضا تضع العالم بين خيارين أحلاهما مر إما داعش أو بشار الأسد ... و لكن العقربة داعش لا تنسى أي إساءة و فعلتها حقا و أسقطت مروحية روسية و قتلت طاقمها.

    • زائر 6 | 11:57 م

      و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون. داعش يتركز وجودها في منطقتين رئيسيتين (الموصل في العراق و الرقة في سوريا) ... من يريد محاربة داعش يتفضل لا يذهب يقتل في خلق الله في حلب ... هناك عراقيين رايحين يقتلون أهل حلب بحجة محاربة داعش (و الموصل على مرمى حجر منهم في العراق).
      داعش أثبتت قوتها، لا يمكن هزيمتها بشيطنتها و لا بفبركة الأخبار عنها، هذا الميدان يا حميدان تفضلوا على الرقة و الموصل ... أما تتركوهم و تقولوا يا حرام بشار الأسد لازم يبقى لأن داعش موجودة فهذه اللعبة لن تمر.

    • زائر 19 زائر 6 | 1:47 ص

      شفيك انت صاحي والا شنو داعش موجودة في حلب والعراقيين الي تتكلم عنهم يحاربون هناك بس مساندة للجيش السوري والجيش السوري والنعم فيه والعراقيين قدها وقدود وعدهم كبير وكلهم فدائيين وبيحاربون في الموصل وغيرها وبيهزمون داعش والنواصب فما له داعي تتفرفر وتخربط بالحجي داعش لو تركت في سوريا جان ما تم احد ما نحرته لا تقصون على نفسكم وترى طال الزمن والا ثصر داعش بتاخذ سوريا وبشار بيخلي الحكم لان هذا في احاديث ...واذا صار هالشي بتعرفون شلون كنتون عايشين وان الجيش السوري حماكم من داعش القاتلة

    • زائر 5 | 11:26 م

      أما آن الآوان أن يشدد على وعاظ .. الذين يشتمون ويسبون المسلمين ليل نهار والتحريض على قتلهم أما آن الآوان أن تستبدل مناهج التكفير بأخرى تربوية تبني الوطن وتحافظ على مقدراته وتحافظ على قدسية وحرمة الإنسان بما هو إنسان واحترام مقدسات المسلمين

    • زائر 4 | 10:55 م

      ثلاثتهم من المملكة العربية السعودية والغلط حشوعقولهم بالأفكار المغلوطة مما يجعلهم إرهابيين فهم ليسوا صناعة غربية .

    • زائر 3 | 10:46 م

      للعلم فقط داعش ليست اول من انتهكت حرمة المسجد النبوي ارجع لتاريخ قبل كم سنة وشوف من حمل المتفجرات والأسلحة داخل المسجد الحرام

    • زائر 2 | 10:31 م

      1

      وازيدك (مقولة الإرهاب لا دين له ) اكذوبه صدقها البهائم ؛الإرهاب مصدره النواصب لعنهم الله.

    • زائر 1 | 9:48 م

      داعش ليست صنيعة دول الغرب بقدر ماهي صنيعة الافكار المغلوطة الموجودة بكتب المسلمين .. اذا ليس الغرب وحدة من صنع داعش ودعم الفكر المتطرف بل المنحرفون عقائديا

    • زائر 16 زائر 1 | 1:19 ص

      حب الفتن .. يريدو تدمير الامة الاسلامه ولاكان الله معنا

اقرأ ايضاً