العدد 5064 - الإثنين 18 يوليو 2016م الموافق 13 شوال 1437هـ

الدفاع عن «القلعة الأخيرة»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لقد أظهر الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، أن هناك ملايين من الأتراك تحبّه، وترى فيه خليفةً عثمانيّاً جديداً، وملايين أخرى تكرهه، وترى فيه مشروع دكتاتور ناجزاً.

الموقف ذاته، يتردّد بصدى أكبر في محيط تركيا العربي، فهناك ملايين دعت ليلة الانقلاب إلى أردوغان بالسلامة والنصر، وملايين أخرى دعت إلى سقوطه، وخصوصاً في تلك الدول التي تأثرت سلباً بسياساته، وعلى رأسها العراق وسورية، حيث تدخل عسكريّاً في أراضيهما.

هذا التناقض الذي تفرضه الأهواء والتحيّزات والتحزّبات، برز في أوضح تجلياته في موقف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، وهو كيانٌ تأسّس في العام 2004، وكان يشمل علماء من السنّة والشيعة والأباضية، وكان يطمح إلى تمثيل المسلمين جميعاً، لكنه انتهى بعد أحداث الربيع العربي إلى مؤسسةٍ مغلقة.

في موقفه من أحداث تركيا، أفتى رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي، بحرمة الانقلاب على حكومة أردوغان، واعتبر ذلك من «الكبائر» وخروجاً على «الحاكم الشرعي»، ووجّه رسالةً إلى أردوغان اعتبره فيها يمثل «الحقّ في مواجهة الباطل». وهو موقفٌ تجرى مقارنته في الشارع العربي بفتاوى بالجهاد ضد حاكم سورية، وقتل حاكم ليبيا معمر القذافي، ودعوة حلف الأطلسي (الناتو) للتدخل ضد بلدان معيّنة.

هذا الموقف سيتوقف عنده التاريخ طويلاً، فهناك من يبدي استعداده للتحالف مع أي جهة من أجل تحقيق مكاسب سياسية وانتصارات. وهي قضيةٌ تجعل الداعين اليها لا يتميّزون ميكافيليّاً عن الاتجاهات التي حكمت الساحة العربية خلال نصف قرن.

طبعاً، لأردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) أن يقيم العلاقات مع من يريد حتى لو كانت «إسرائيل»، ويقطع العلاقات مع من يريد حتى لو كانت مصر؛ ترجيحاً لمصالح بلاده تركيا، لكن ليس من حقّ أحد، حتى لو كان أقدم «تنظيم إسلامي» بالمنطقة، أن يفرضه كميزانٍ للحقّ، أو خليفةً للمسلمين.

اليوم، يستنفر البعض كل طاقاته الإعلامية للدفاع عن «القلعة الأخيرة» في مشروعٍ انطلق بعد أعقاب ثورات الربيع العربي التي ركب الكثيرون موجتها، وحرّفوا بوصلتها، واستبدلوا شعارات الشعوب الحرة المطالبة بالحرية والكرامة والخبز، بشعارات أخرى لفرض رؤيتهم غير المتفق عليها، في منطقةٍ تعجُّ بالتيارات والأحزاب والأقليات، ودفع بعض الساحات إلى العسكرة وطريق الدم... وصولاً الى الدفاع عن القلعة الأخير عبر مواقف متناقضة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5064 - الإثنين 18 يوليو 2016م الموافق 13 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 4:06 م

      أردوغان الآن مشغول بداخل التركي ،فسوف يكون شغله الشاغل ،فسوف يكمل مشواره التخريبي .
      ما بني على باطل لايدوم وهذه الأيام تداول .
      اتوقع ما يدوم في منصبه كرئيس دوله خلال هذه السنه.

    • زائر 45 | 11:08 ص

      ياليت بس المغردين لم يستعجلون الله يهديهم اللي صفق واللي هلل واللي اطلق النار وفي الاخير قالو مسرحية

    • زائر 41 | 8:07 ص

      ما ضرني ودفاع الله يعصمني ..
      من بات يهدمني، فالله يبنيني ..
      -
      ابن ابي حصينة

    • زائر 34 | 5:35 ص

      في مجال الاستخفاف بالعقول: لا يعادل مقولة ان أوردغان هو الذي افتعل الانقلاب الا مقولة ان امريكا حريصة على نشر الحرية والديموقراطية في العالم.

    • زائر 33 | 5:34 ص

      حرر الفرنسيون بلادهم من المحتل الألماني فأول ماقامت به المقاومة: أعدمت بالميدان ٩ آلاف فرنسي خائن.
      واعتقلت 120 ألف فرنسي لتعاونهم مع العدو.

    • زائر 36 زائر 33 | 5:44 ص

      وبالتالي المطلوب إعدام كل من يعارض اردوغان بعد اليوم
      صح؟

    • زائر 32 | 5:30 ص

      عندما انتصر ديجول في نهاية الحرب العالمية الثانية
      خلصت فرنسا روحها المعذبة باعدام ما يقرب من عشرة آلف انقلابي خائن

    • زائر 30 | 5:15 ص

      ارفع رابعة يا أردوغان وغيض العبيد وأسيادهم، لله درك يا نصير المظلومين

    • زائر 37 زائر 30 | 5:46 ص

      وغيض أسرائيل التي طبعت معها العلاقات
      ولتتذكر اسرائيل ما قاله محمد مرسي لرئيسها بيريز: صديقي العزيم!

    • زائر 29 | 4:30 ص

      في معركة الجمل جاء أحدهم وقال للإمام علي (ع) وهو كان في حرب مع مجموعة من الرموز الإسلامية ، كيف ترديني أن أعتقد أن الحق معك وفي الطرف الآخر فلان وفلان وفلانة، فقال له أمير المؤمنين : لا يُقاس الحق بالرجال إعرف الحق تعرف أهله، من سيعرف الحق وأين المظلومية وما هي قضيته في الحياة سيعرف أن يضع أردوغان وغير أردوغان، وليس إذا أردوغان صالح اسرائيل قال صلح الحديبية واذا عادها قال غزوة خيبر، لن أقول الحق مع الدولة الفلانية ولا الحزب الفلاني فكلٌ يعمل على شاكلته، ومن أحب قوما حشره الله معهم

    • زائر 43 زائر 29 | 9:36 ص

      الله عليك , صح لسانك وأناملك .

    • زائر 20 | 1:34 ص

      كلٌ يغني على ليلاه

    • زائر 17 | 12:41 ص

      يا استاذ قاسم الملايين التي تكره اردوغان ليس لانه كما يعتقدون انه سيصبح بل لانه لديه مشروع اسلامي وصاحب المشروع الاسلامي مكروه حتى من بعض الدول الاسلامية مع الاسف . يا استاذ قاسم سملي دولة اسلامية تريد ان تطبق الاسلام كما نزل على سيد المرسلين سيدنا (محمد) صللى الله عليه وسلم. اما سورية والعراق ليس المثل الذي يضرب به .ولك شكري وتقديري

    • زائر 26 زائر 17 | 4:17 ص

      ههههه مشروع إسلامي
      والدعارة في تركيا على قفا من يشيل والخمر في تركيا أكثر من البيبسي
      عاش أردوغان الإسلامي ههههههههههههههههههههههههههههههههه

    • زائر 16 | 12:39 ص

      للذين يقولون انه انقلاب وهمي هداكم الله وكشف الغمه عن عقولكم

    • زائر 28 زائر 16 | 4:25 ص

      انزين الانقلاب مو وهمي وحقيقي ، هذا يعني أن هناك أتراك لا يريدون أردوغان فلماذا تصورونه على أنه حبيب الشعب التركي، ما لكم وتركيا، هل هو حبكم لأردوغان فالحقوا به يا (إخوان) أم أنه حب شواطئه وفنادقه أم حب احتضانه للوحوش آكلي الأكباد ؟!!!!!

    • زائر 42 زائر 28 | 9:20 ص

      من قال أن كل الشعب التركي يرضي عن أردوغان ولكنه رئيس شرعي منتخب يؤيده أغلب شعبه.... أم أن الرئيس الشرعي من يحصل علي (99.9%) فقط !!!

    • زائر 12 | 11:41 م

      أنت متفرغ لنقد أردوغان و التصيد عليه في كل صغيرة و كبيرة ... أما الأحزاب و الجماعات التي تحكم لبنان و العراق و سوريا فهم يرتكبون الموبقات و أنت تمسح عليهم و تحسب كل كلمة.

    • زائر 27 زائر 12 | 4:22 ص

      شفت يا سيد...هاذي عينة من العقول العربية، تتكلم عن تركيا وأردوغان رأسا ينط لحزب الله وايران لكن لو تكلمت عن الهند هل سيتكلم عن اليابان مثلا ، لا طبعا ، كما قال الإمام الحسين ( شنشنةٌ أعرفها من أخزمِ ) وكما قال أمير المؤمنين علي (ع) ( وهمجٌ رُعاع )

    • زائر 11 | 11:36 م

      يا خليفة المسلمين.. أعد أموال المسلمين التي سرقها اتباع الإخوان من المشاريع الاستثمارية في مصر.. اتق الله في أموال المسلمين لو كنت مسلما!

    • زائر 9 | 10:34 م

      *

      أنا الشيء الوحيد الذي لم أفهمه لحد الآن لماذا كل هذا الحب لأردوغان من طرف بعض الشعوب العربية، ،، ماذا قدم للأمه العربيه؟ ماذا قدم للقضيه الفلسطينيه ؟ وعلى فكره الشعب الفلسطيني رقص لانتهاء بالانقلاب ونسى انه يعيش الإنقسام الأسوأ من إنقلاب تركيا .

    • زائر 23 زائر 9 | 2:10 ص

      قدم لهم خازوق
      قدم لهم التطبيع مع اسرائيل
      والفرق ان نفس الجماعة الخوانية قتلت السادات بسبب التطبيع
      وصفقت لاردوغان رغم التطبيع!

    • زائر 6 | 10:21 م

      ربما ليس مع بعض سياسات اردوغان و لكن ضد الانقلاب العسكري. فحكم مبارك كان افضل من الان لاستقرار المنطقة و العالم.

    • زائر 5 | 10:19 م

      تذكر كلامي ماهي الا ايام او أشهر سوف ينقلب السحر على الساحر المشهد كان بداية دام يعني نهاية دم انتقام من اوردغان سياسة اوردغان سياسة العماله الى اسرائيل يعني مصيره مثل أنور السادات

    • زائر 3 | 10:16 م

      سيد كلامك صحيح تركيا هي القلعه الأخيره ومطلوب رأسها فهي الوحيده القويه اقتصاديا والديموقراطية الوحيده المجاوره لثلاث دول فاشله ولكي تعرف ذلك انظر رد فعل أميركا والغرب..

    • زائر 46 زائر 3 | 12:17 م

      نعم

      صح لسنك
      أؤيد كلامك وبقوّة
      خصوصاً مجاورة تركيا لثلاث دكتاتوريات فاشله في كل شئ عدي خلق وتصدير الإرهاب والقتل والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة الإنسانيه والحضاره

    • زائر 2 | 10:05 م

      من وين يبت ان ملاين من الاترك يكرهون اردوغان؟!!. ليلة الانقلاب كانت انقلاب مب انتخابات.

    • زائر 10 زائر 2 | 11:35 م

      يعني يحبونه...بس حبوا ينقلبون عليه..!!! ????

    • زائر 1 | 9:37 م

      احنا من الناس اللي دعت ليلة الانقلاب إلى أردوغان بالسلامة والنصر
      والحمد لله الله لم يخيب دعانا

    • زائر 7 زائر 1 | 10:22 م

      ترى هل الانقلاب محد قام به غير اردغان نفسه تصفيت كل واحد غير موالي اليه من قضاة ظباط

    • زائر 15 زائر 1 | 12:36 ص

      قوائم الإضطهاد معدّة سلفاً !!

اقرأ ايضاً