العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ

أوباما والسجناء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتل خبر إصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً رئاسياً بالعفو عن السجناء، المرتبة الثالثة بين الأخبار الأكثر قراءةً أمس على موقع الـ «بي بي سي».

الولايات المتحدة تتكوّن من 50 ولاية، ويزيد تعدادها على 320 مليون نسمة، وقد شمل العفو الرئاسي 214 سجيناً، 67 منهم محكومون بالسجن مدى الحياة. وسيتم إطلاق سراحهم في بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وبذلك سيكون مجموع عدد المفرج عنهم بعفو رئاسي خلال فترتي ولايته 562 شخصاً، وهو ما يفوق عدد المشمولين بقرارات العفو الرئاسي التي أصدرها آخر 9 رؤساء قبله.

الخبر يقول أيضاً، إن أغلب المشمولين بالقرار من المدانين بجرائم غير عنيفة جسدياً، ومنهم من أُدين بتجارة أو تعاطي المخدرات كالكوكايين والميثامفيتامين، وبعضهم أدين بسبب حيازة أسلحةٍ من دون ترخيص أثناء عمليات توزيع المخدرات. وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن القرار يوضح «إيمان الرئيس بأن الولايات المتحدة هي بلد الفرصة الثانية».

يختلف الكثيرون حول سياسة أوباما، وسيُذكر عهده بأنه الفترة التي شهدت تراجع القوة الأميركية على مستوى العالم، ولم يكن ذلك غريباً، فالرجل انتخبه الأميركيون لإخراجهم من مأزق الحروب التي افتعلها سلفه جورج بوش. ولن ننسى له نحن في الشرق الأوسط، دور إدارته السلبي في بروز تنظيم «داعش» الدموي، وتسليطه على شعوب ودول المنطقة لتفتيتها وتمزيقها، استكمالاً لسياسة «الفوضى الخلاقة» التي وضعتها كونداليزا رايس.

الخبر يقول أيضاً، إن المختصين يرون أن قرار الإفراج عن هذا الرقم الكبير من السجناء في التاريخ الأميركي، إنّما يعكس اقتناع أوباما بالتصريحات التي أطلقها خلال فترتي ولايته بأن البلاد «بحاجة لتخفيف حدة القوانين التي تعاقب بالسجن»، وربما كان يحاول بتسريع قرارات العفو، الضغط على الكونغرس لمناقشة قوانين عقوبات جديدة أقل وطأةً من القوانين الحالية.

أوباما محامٍ، درس القانون ودرسه في الجامعات الأميركية، والمحامي حين يكون ذا نزعة إنسانية، يكون أقرب لقيم التسامح وتخفيف القيود، فالسجن مؤسسةٌ عقابيةٌ تدمّر أرواح البشر، وتنتهك حقوقهم وتعرقل نموهم، حين تحد من تطلعاتهم وتقمع حرياتهم الطبيعية. وهو أسوأ عقابٍ اخترعه الإنسان لعقاب أخيه الإنسان، وخصوصاً حين يكون سجناً بسبب مواقف سياسية أو يرتبط بالحرية والتعبير عن الرأي.

في الصفحة الخاصة باليوم العالمي لنلسون مانديلا، على موقع الأمم المتحدة، تتصدر الفقرة التالية: «يُقال إن المرء لا يعرف أمةً من الأمم إلا إذا دخل سجونها. فالحكم على الأمم لا ينبغي أن يرتكز على معاملتها لمواطنيها، ولكن على معاملتها لمن في المستويات الدنيا». وعادةً ما يُفرض على السجناء، وخصوصاً السياسيين وأصحاب الرأي، أن يعيشوا حتى دون هذه المستويات الدنيا.

قرار إطلاق سراح 214 سجيناً، سيُسجّل نقطةً مضيئةً في تاريخ أوباما الملتبس، حيث اعتبره المراقبون أضخم عفو رئاسي منفرد في آخر 100 عام في الولايات المتحدة.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5081 - الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 01 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 5:14 ص

      فعلا الرئيس الحالي ، من أكثر الرؤساء الأمريكيين ميلا للسلام ، فلم نشهد في عهده اي حروب كبيره في المنطقه ، وهذا يحسب له.

    • زائر 16 | 4:39 ص

      قال الحبيب المصطفى
      الظلم ظلمات يوم القيامة

    • زائر 8 | 2:09 ص

      لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى

      يقول الشاعر :
      لو كل ... عوا القمته حجرا
      لاصبح الصخر مثقال بدينار
      جمعة طيبة حسنة مباركة .

    • زائر 3 | 12:04 ص

      عاد اوباما هو صاحب القرار بس في حكومات تنتظر الإملاءت.

    • زائر 2 | 11:22 م

      اعتقد في انتخابات 2004 الله يرحمه عبدالرحمن النعيمي وقف في ساحة في المحرق بالقرب من نادي الخليج وقال وقفت في لندن وسط حشد من المعارضين لكثير من الدول العربية وقلت لهم احنا نفتخر ان احنا في البحرين صفرنا السجون من المساجين السياسيين وكل ذلك بامر من الملك حمد واعتقد مب صعبة تصفر السجون مرة ثانية ولنفتح صفحة جديدة والوطن يستاهل

    • زائر 5 زائر 2 | 12:58 ص

      ..لا يلدغ العاقل من جحر مرتين

    • زائر 7 زائر 2 | 1:25 ص

      الى الاسف المشكلة ان غالبية من تم اخراجهم من السجون نفسهم من قام بالاعمال التخريبية والارهابية مرة ثانية

    • زائر 12 زائر 2 | 3:21 ص

      اقولها الله يفرجون عن السجناء السياسيون .. ان شاء الله قريب الفرج بحق يوم الجمعة .. .

    • زائر 1 | 10:47 م

      لعل وعسى من على راسه ريشه يفهم او يعى.

اقرأ ايضاً