العدد 5092 - الإثنين 15 أغسطس 2016م الموافق 12 ذي القعدة 1437هـ

كيف نقبل على الأسرة البحرينية؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أسرة بحرينية أباً عن جد، ربُّ الأسرة كان في يوم من الأيام يخدم البحرين ويحفر الصخر ليخرج الذهب الأسود لأبنائها، ورحمه الله لم يحسب حساب الأيام السوداء، ولم يعرف أنّها غدّارة، وحمل على عاتقه برّه لأمّه وأخته التي لم تتزوّج، وعانى شقاء الأيّام والليالي، ومات من دون بيت العمر، وترك الهمَّ لأهله، زوجته وبناته وأبنائه.

اقرأوا هذه القصّة جيداً، لعلّها تكون درساً تتعلّمونه في حياتكم، قصّة بيت العمر وإن كنتم لا تفكّرون فيه، فلقد عاش هذا الرجل مع أُمّه وأُخته، وعندما ماتت الأم بنت الأخت بيتاً وقد كانت ميسورة الحال، وكانت مدرّسة أجيال لمدّة لا تقل عن 52 سنة، قضت عمرها وأفنته في خدمة العلم والتعليم، وحملت على عاتقها هي الأخرى تربية أبناء أخيها، ولم تمِل أو تكُل أو تتردّد يوماً في تربية هؤلاء الأبناء، ولكن، ولكن شاء القدر أن تموت وهي في نهاية الستّين، ولم تفكّر في أبناء الأخ بأن سيدور الزمن عليهم، بسبب حسن النيّة بأنّ الأبناء وزوجة الأخ لن يُخرجوا من بيتها أبداً، فبيتها هو بيتهم الذي عاشوا فيه طوال عمرهم.

38 سنة قضوها في هذا البيت، 38 سنة عاشوا بين هذه الجدران، 38 سنة بحُلوها ومُرّها، 38 سنة حفظوا كل شرخ فيه، 38 سنة عاشوا مع جيرانهم وأحبابهم، واليوم يأتي عليهم الوقت ليخرجوهم من هذا البيت الى اللامعلوم!

لا نلوم الورثة، وأهل البيت هم أيضاً لا يلومونهم، فهذا شرع الله ولا رادَّ لشرع الله، لكن لننظر الى الوضع المتأزّم الموجود، زوجة الأخ لا تعمل وكبرت في السن ولا تنطبق عليها شروط الإسكان، وابنتها الكبرى مطلّقة ولديها ابنة وتعيش معها في البيت، وموضوعها في المحاكم منذ 11 عاماً حول النفقة إلى يومنا هذا، وتعيش مع أمّها في البيت ذاته، وابنها يعمل في وظيفة بسيطة، وهو الآخر تعدّى السن القانونية لطلب الإسكان ولديه أسرة يعولها ويسكن مع والدته أيضاً، وابنتها الصغرى لا تعمل وطلب الإسكان باسمها، ولكن تعلمون الظروف الإسكانية حاليًّا، وأخٌ عاطل عن العمل ولا يستطيع التوجّه لتقديم طلب إسكان!

في ظل هذه الظروف وبعد وفاة العمّة التي لمّت الشمل في يوم من الأيّام، ماذا تستطيع هذه الأسرة القيام به وعلى وجه السرعة؟! فالمشترون يتهافتون على البيت واحداً تلو الآخر، والجميع يريد حقّه ولا حق لأحد عليهم، ولكن الى أين الذهاب ومن سيدفع الثمن؟!

من سيدفع ثمن ألم الأسرة مرّة أخرى؟! في وقت يعاني منه الجميع ضنك الحال! من سيستطيع، على سبيل المثال، شراء المنزل لهم، هذا المنزل الذي عاشوا فيه 38 سنة؟! الأيادي البيضاء كثيرة ولكن من سيصل اليهم أوّلا! هل هناك استثناء لهذه الأسرة للحصول على منزل أو شقة إسكان باسمهم، تسترهم من سوء الحياة وغصّتها؟! كيف نقبل على الأسرة البحرينية الأصيلة التي شقيت من أجل إعلاء اسم البحرين أن تعيش في الشارع؟!

والد الجميع والدي سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، هذه الأسرة تناشدك أنت بالذّات، والدي خليفة هذه الأسرة ليس لها والد غيرك يحل معضلتها، وعند الشدائد نعلم أنّ لها خليفة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5092 - الإثنين 15 أغسطس 2016م الموافق 12 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً