العدد 5094 - الأربعاء 17 أغسطس 2016م الموافق 14 ذي القعدة 1437هـ

هندسة بيتنا البحريني

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل هناك من يبدأ ببناء بيته من دون هندسة أو مهندس حتى يستفيد من كل شبر في أرضه؟ من النّادر البدء في بناء بيت العمر من دون هندسة وخبراء ومستشارين، فما بالكم ببيتنا البحريني!

يبدأ البيت بالخرائط والاجتماعات مع المهندس المعني، وتطلب الأسرة بعض التغييرات في بعض الأحيان، حتى يكون البيت كما هو مخطّط له في الأذهان، ويبدأ المهندس بإضافة التعديلات حتّى تقبل الأسرة، وبالتّالي يبدأ العمل.

اذا كان أساس البيت غير صحيح أو خرابا أو مغشوشا، ماذا يحدث في البيت وفي جدرانه؟ وعليه يقوم رب الأسرة بالتعاون مع مقاول حسن السمعة من أجل الحصول على أساس متين، وكذلك بيتنا البحريني دوما يحتاج الى مقاولين لديهم هذه الصفة، لكي لا يغشّوا في الأساس.

بعد بناء البيت تبدأ الأسرة بشراء الإضاءة والأصباغ والمطبخ والأثاث وغيرها، وغالبا ما تحاول شراء أفضل الأشياء من أجل البيت الجديد، ولا يرغبون في الأشياء الضعيفة أو المغشوشة، حتّى ينعمون براحة، وأيضا حتّى تبقى الأشياء مدّة طويلة، وهذا هو الحال في بيتنا البحريني، فإن قامت وزارة ما على سبيل المثال باستخدام المواد المغشوشة نعلم بأنّها لن تدوم وستؤدّي الى فضيحة كبيرة، أما اذا تمّ استخدام المواد الممتازة والمعروفة فإنّها ستبقى دهرا طويلا.

بعد الشراء تقوم الأسرة بهندسة الأثاث والأغراض بالشكل الذي تراه صحيحا، وهنا مربط الفرس، فالأسرة البحرينية من القيادة حتى أصغر طفل، تحتاج الى هندسة البيت البحريني بالطريقة الصحيحة، سواء على مستوى الأماكن أو على مستوى الأعمال أو على مستوى الحالة الاقتصادية أو على مستوى العلاقات الاجتماعية.

بعد مضي 20 عاما على بيت العمر، أو أقل من هذه الفترة، تبدأ الأسرة بالتخطيط لاعادة بناء البيت أو صبغه أو شراء أثاث جديد أو إحداث بعض التغيير أو زيادة البناء، وبيتنا البحريني بحاجة ماسّة هذه الأيام لإحداث بعض التغييرات والتعديلات، حتى تتناسب مع الظروف الخليجية والاقليمية والدولية، فهناك أشياء في البيت البحريني تجلب الطاقة السلبية ولابد من انتزاعها انتزاعا، وهناك أشياء لابد من زيادتها حتى تزيد الطاقة الايجابية، وهناك أشياء قديمة جدّا ولكن وجودها مهم في بيتنا الداخلي.

ما أروع التغيير والتجديد وخصوصا في البيوت القديمة! فما بالكم ببيت مضى عليه العمر كلّه، ونعشق كل زاوية فيه، هو بالتّأكيد سيلبس ثيابا جديدة، وحتّى نفسيات أهل البيت ستتغيّر وستهدأ، فالغضب سيقل والسعادة ستزيد.

هندسة بيتنا البحريني تحتاجنا جميعا، ولا نلقيها على مجموعة بعينها، بل على قادة رأي وقادة تنفيذيين وقادة تشريعيين؛ لأنّ البحرين غالية على نفوسنا، ونعلم بأنّه أتى الوقت المناسب من أجل الهندسة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5094 - الأربعاء 17 أغسطس 2016م الموافق 14 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • الرازي | 8:25 ص

      مقال جميل وعميق وفي الصميم، سلمت تلك الأنامل..

    • زائر 6 | 1:14 ص

      عزيزتنا مريم ، في بيتنا البحريني ( مهدسيه ) ومن يستشارون ليسوا مهندسين حقيقيين بل مدعي الهندسة لذلك النتاج اعمدة غير صالحة للمنزل ولذلك ترين كل فترة يحتاج الى خطة طوارئ عنيفة تكون وبال على الجميع يتساقط على اثرها زوايا واماكن من البيت لأن المهندسين المقربين من اصحاب القرار في البيت لا يعطون النصيحة الجيدة في انشاء البيت المتين وذلك ليضمنو الحصول على المناقصات كل مرة يسقط جانب من هذا البيت وذلك بفضل استشارتهخم الخادعة ، مع العلم بأن هناك مهندسين شرفاء وامناء ولكن لا يؤخذ باستشارتهم ولا خرائطهم .

    • زائر 5 | 12:50 ص

      المنظر الخارجي يوحي للناظر انه بيت واحد لاكن في الداخل فعلياً مقسم الي عدة أقسام والعائلة قسمة إلى عدة مكونات تفصلها جدران اسمنتية تعزل من في البيت هكذا أراد من أمر المهندس ووقع على تصميمه حتى لايلتقيا من بداخله ولأن شعبنا طيب خارج البيت يلتقيا أثناء مزاولة نشاطهم اليومي لاكن من وضع نفسه يقود هذه المكونات لا في الداخل ولا في الخارج يلتقيا ومن الإهمال أصبح خطر على جميع ساكنيه وأصبح ترميمه خسارة فلوس فقط لأن الأساس خراب وأصبح الواجب إعادة تصميمه وبناء من جديد بحيث لأيفصل العائلة الواحدة لأي سبب

    • زائر 4 | 12:03 ص

      من تجربتي يا سيىدتي: 3
      أما الواجهة يريدونها مميزه بأعمدة خارجة عن الحجم الطبيعي فقط للتباهي . يريدون صالة طعام للعائلة و هم يأكلون علي السفرة. لم يسمحوا لنا بتطوير البيت البحريني. بيت يتمتع بالدفأ والحنان و يجمع العائلة كلها. كل ذلك لعدم وجود ثقافة عدم الدرك وتقبل رأي الإستشاري أو الدراسة للتعلم. حتي عندما وضعت دورة لتعليم العوائل بما يجب أن يتعلموه قبل انتخاب المهندس و أخذ القرار في التصميم لم يتقدم للدورة الا ثلاثة أزواج. لا يعلمون و لا يريدون التعلم. لذلك لم يتطور البيت البحريني.

    • زائر 3 | 11:56 م

      من تجربتي يا سيدتي : 2
      يصرحون بأن مهندسهم كان غبيا و لم يتعلم الهندسة. جميع ما قدمناه ولسنوات خاصة عند تصميم البيوت لم تكن مرضية و لا مطورة بسبب عدم قبول الإستشارة الهندسية و الإعتراف بأن المهندس وبسبب تجاربه هو الأخبر بأمر التصميم. الدليل علي ذلك التصميم الشبه الموحد لأعظم البيوت. تدخلين الي صالة كبيرة وأمامك سلم يبدأ من الوسط أو سلمين علي جانبين وكأنك فى قاعة اوبرا فيننا حجرة الضيوف علي اليمين و خلفها الطعام و علي اليسار حجرة العائلة و المطبخ. أما الواجهة الخارجية فيرغبون أن تكون وحيدة و ...

    • زائر 2 | 11:49 م

      من تجربتي لعقود يا سيدتي: 1
      عندما يأتي الشخص و يطلب من المهندس تصميم بيته ، فإن لديه أفكاره المسبقة و كذلك زوجته و لربما أولاده إن كانوا في عمر يسمح لهم. تتدخل أيضاأم الزوج و الزوج و يجبرون المهندس علي رسم و ليس تصميم ما يرغبون به. مع العلم بأنهم لا يفقهون شيئا في التصميم و ليس لديهم أية خبرة في البناء. عندما ينصحهم المهندس يكتشف بأنه يضيع وقته هباء و لا ينفع الكلام. ينفذ ما يرغبون علي رغم تحذيرهم بأن فكرتهم غير صحيحة. عندما ينتهي البناء و يكتشف اصحاب البيت بأن الناتج لا يصلح يصرحون بأن مهندسهم

    • زائر 7 زائر 2 | 3:42 ص

      من تجربتي يا سيدتي يستحق ان يكون هو المقال التالي

اقرأ ايضاً