العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ

ولربَّ ضارّة نافعة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

وقع أخي بسبب ماء كان موجوداً على أرضية (الحوش)، وتعرّض لعدّة كسور في يده اليمنى، فاضطررنا لنقله الى المستشفى، وهناك قام الأطبّاء والممرّضون في مستشفى الملك حمد بعمل اللازم ولم يقصّروا في واجبهم، وأخبرنا الطبيب بأنّه يحتاج الى عملية دقيقة، وبعد 5 ساعات ونصف من الانتظار نجحت العملية والحمدلله.

أثناء العملية كنّا جميعنا حوله كأي أسرة يعاني أحد أبنائها من مرض، نبكي تارة ونغضب على أنفسنا تارةً أخرى، ونفكّر كيف حدث هذا الأمر لأخي، وبعد نجاح العملية اجتمعنا حتى نقوم ببعض التغييرات اللازمة في البيت من أجل سلامتنا جميعاً. وكأي أسرة بحرينية متوسّطة الحال، دفع كلّ واحد منّا مبلغاً من المال وبدأ العمل.

بدأنا العمل في المجلس الخارجي، وهذا المجلس هو مجلس يلم المصلّين بعد صلاة الفجر، فيحضرون ويشربون القهوة وشاي الحليب والتمر، ولو تعلمون كيف كانت فرحة أمّي بتجديد المجلس الخارجي لهؤلاء الرجال، فهم كأبنائها تنتظرهم كلّ يوم، وتحزن عندما تفقد أحدهم، وتقول لنا دائماً بأنّهم بركة هذا البيت.

بعد المجلس الخارجي بدأنا بوضع أنابيب نحوّل فيها مياه المكيّفات إلى الزراعة، حتى لا يسقط أحد آخر، ومن ثمّ أحدثنا بعض التغييرات الأخرى، وكالعادة تبدأ الأسرة البحرينية بخطّة وتنتهي بعدّة خطط، وفي بيتنا بدأنا بخطّة وانتهينا بعدّة خطط.

فعلاً ولربّ ضارة نافعة، فلولا سقوط أخي الحبيب لما التفتنا الى الأمور الصغيرة والمهمّة للأمن والسلامة في المنزل، لأنّ مشاغل الحياة تشغلنا عنها، أزواجنا وأبناءنا وأموراً كثيرة لا حصر لها.

بعد التخطيط والتعديل وفرحة أمّي وإخوتي، رحت أتفكّر في حال البحرين، قد يكون ما حدث في البحرين أمراً ضارّاً ومؤلماً، ولكنّه قد يكون أمراً نافعاً أيضاً من أجل تصفية النفوس والعمل على المصالحة والحوار والتعايش بين جميع مكوّنات الوطن، وأيضاً قد يكون الضرر والألم الذي حصل هو بداية للوحدة واللحمة الوطنية التي لن يستطيع أحد تفكيكها في يوم من الأيام.

أيضاً تساءلت لو لم يحدث هذا الضرر في الوطن ولو لم نشعر بالألم، هل كنّا سنستشعر مدى قوّة الحب له؟! وهل كنّا سنهتم جميعنا من أجل راحته؟! في بعض الأحيان نحتاج الألم حتى نعلم القيمة التي لدينا في يدنا.

وطننا البحرين يعاني اليوم، ولكن بإذن الله سنتخطّى هذا الألم، وسنبدأ مرحلة جديدة، مرحلة فيها أمل وفيها خير وفيها استقرار، ومن منّا لا يريد هذه الأمور في وطنه؟! من لا يريد هذه الأمور هو الحاقد والمنافق والمطأفن والمتمصلح، لأنّه يقتات من دمار الوطن، ويستفيد بخبثه من تقسيمه وتفكيكه.

هناك أملٌ كبير، فما بعد الضرر والألم إلَّا خير، وليس هناك ألم مستمر، ولكن إن تصافت النفوس هناك خير مستمر، وليحفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها، ولينصرهم جميعاً على الحاقد والمنافق والمطأفن والمتمصلح، ولربّ ضارّة نافعة يا إخوتي. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:41 ص

      نعم ربما ضارة نافعة ولكن لمن يتعظ ولو إنتا نعامل على اننا مواطنين متساوين في الحقوق و الواجبات لما حدث اللي حدث ولذلك الغرب أفضل منا لأنهم يحكمون بالعدل والذي هو أساس الحكم في الاسلام وهو ما يضمن للحاكم رضى الناس عنه وحبه له و ينتهي دور المتمصلحين والفاسدين

    • زائر 17 | 8:30 ص

      شكرا لك على هذا المقال وغيره من مقالاتك السابقة
      وكلها خير وفي صالح الوطن وهذا يكفي. أمل أن
      تستمر على هذا ألنهج والله يعطيك العافية.
      مواطن محب لوطنه. .!

    • زائر 16 | 7:54 ص

      انا مواطن بسيط عادي فقير من العمل الى البيت لا يهمني المجلس النيابي ولا المعارضه ولا حقوق المعارضه .. شيء واحد يهمني موطني امي و ابي و ديرتي التي تربيتو على شاطئها و درستو في مدارسها حب الوطن من الايمان كما قال النبي ص اله و فقد الوطن مثل ليبيا و سوريا و العراق ماتو و بكو الدم بدل الدمع اصحو شوفو وين احن لا نريد لبنان ثانيه تكون البحرين تقول المنظمات العالميه من افشل الدول الطائفية التي لا يصلون و لا يتفقون على شيء لأن كل فريق هو حزب وصايا من دوله اجنبيه تحكم الدول في بلادهم

    • زائر 14 | 4:11 ص

      الله على أيام زمان جميع الشعب يحن اليهاويتمنى رجعتها انشاء الله كنا عائلة واحدة ومكون واحد وان اختلفة توجهاتنا السياسية ومعتقداتنا كنا نتشارك في كل شئ حتى في المناسبات الدينية والاجتماعية وحتى السياسية فلماذا أصبحنا مكونات لماذا نوافق على هذا ولماذا ننشاءها الم يحن الوقت لرجعتنا لمكون واحد هذا الأصل والأساس الم نكتفي من مأساة فرقتنا إلا يجتمعوا من أسسوا هذه المكونات وهم لا يزدا عن عدد الأصابع ويرجعوننا لمكون واحد نعمل سوية ونشترك في كل شئ كايام زمان والأهم أن نعمل في السياسة كمكون واحد

    • زائر 13 | 4:02 ص

      وطننا البحرين يعاني اليوم، والضرر كبير واستنزف الكثير من الروابط الاجتماعية والعواطف ولحمتها بجانب النزف المادي وخسارة الطاقات الوطنية الجبارة في مقابل الاغراب والالم كبير جدا يحتاج لصحوة من النشوة الفتاكة لجبر موضع الالم ...صحوة قبل حرق الاخضر ان كان موجودا بقاياه وخسارته

    • زائر 12 | 3:35 ص

      الوطن مر بهذا الالم ،ولكن مازلنا نعاني ربما اخطائنا في العلاج

    • زائر 11 | 3:02 ص

      جمعة مباركة والله يصلح الجميع

    • زائر 10 | 2:30 ص

      الله يحفظ عائلتك وجميع عوائل أبناء الحد المحترمين وجميع شعب البحرين الطيب نعم الحوار بين مكونات الشعب هو بداية الطريق الصحيح لحلحلة الازمة ولا أحد يرضى بأقصاء أي مكون وأي تغيير فيه خير للوطن وأبنائه يكون ببصمة جميع مكوناته عند اذا لا أحد يشكك داخليا أو خارجيا أن هذا المطالب لهيمنت هذا المكون أو ذاك

    • زائر 9 | 2:12 ص

      لولا تدخل الاخوة (زائر ٦ )

      لسقطت البحرين في احضان مخطط السيد اوباما وسفراءه في إشعال البلد بنار الفتنة الطائفية كما حدث في العراق ، حفظ الله البحرين وإخوتها وسلامة اخيك والله يحفظ والدتك ويحفظ البحرين

    • زائر 8 | 2:09 ص

      شكراً الاستادة مريم الشروقي المحترمة نعم تبدأ حلحلة أزمة الوطن باجتماع جميع مكوناته وهذا بداية الوحدة واللحمة الوطنية وتطرح فيها جميع مطالب المكونات وأي مطالب دنيوية وسياسية لا يصعب التوافق عليها ولايمكن أن تكون سبب لتفرقتنا وبعد التوافق انشاء الله ترفع هذه المطالب باسم جميع مكونات الشعب حتى يصير أي تغيير في مصلحة الوطن باسم الشعب كله وبهذا لا يقصى أي مكون سوى صغير أو كبير

    • زائر 6 | 12:16 ص

      لو ترك الحال لأهل البحرين لوحدهم دون تدخّل بعض الأقارب من الإخوة لربما حلّت المشكلة، ولكن بعد مضي خمس سنوات وها هي المشكلة تراوح مكانها لتدخّل من لا يرون في حوار ابناء الوطن مصلحة لهم ولا يرون في اعطاء طائفة من هذا الشعب بعض حقوقها أي داع.
      لذلك ستظل مشكلتنا رهينة لأطراف لا يرون لشعوبهم مكانا في المشاركة الشعبية حتى الآن وحتى تنضج القناعة لهذه الدول ان لا مناص من عملية المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل بلادهم ستظل بحريننا رهن قرارات التأزيم

    • زائر 15 زائر 6 | 7:16 ص

      للأسف كلامك غلط
      وانت شفت من لي وصلنا بهالحال
      منتهى التناقض انك تحلل لنفسك ماتحرمه على غيرك
      وان عارضتك سميتني عميل وخاين ولو ماني على هواك واسكن وياك بنفس القريه تجي تحرق بيتي

    • زائر 5 | 11:55 م

      مع الأسف المقال يشرح تفكيرنا في الترقيع بعني حصول المشكلة و ثم حلها بدلا من العمل حسب الأصول الصحيحة منذ البداية. اليوم كل شيئ علم بذاته. لا يتقن الجميع كل شيئ. كما ان الطلب من المتخصصين و طريقة الاستفادة منهم علم بذاته يسمي التخطيط. يمكن تلافي الكثير من المشاكل اللاحقة بالاستفادة من تجارب الآخرين. لكن الانانية في الثقافة العامة و التوسل بالاستهزاء و تحقير الآخرين لتصور الترفع و الارتقاء يمنعاننا من الحصول علي المعرفة و التي هي صفة الانسان و وسيلته للتطور.

    • زائر 4 | 11:50 م

      هذا المقال في غاية الاهميه وانت نيتك صادقه وكلنا نحب هذا الوطن ويتمنى له الخير غير أني أرى أن الشرخ كبير وليس ككسر أخاك شاه الله.انظر وتابع أخينا بعض المقالات والتعليقات عليهاوأرى العجب . ولا أقول إلا عسى الله أن يشفي بعض مرضى النفوس خاصتا لما يلقون ككل شيء على داعش لعن الله من أنشأها وعلى التكفيريين وأما هم فملائكة. شكرا على هذا المقال والله من وراء القصد.

    • زائر 3 | 10:57 م

      حفظ البحرين وشعبها الثابتين القدم على زحاليفها في الزمن الأول الذين عاشوا على أرضها من مآت السنين وتشهد آثارهم كمسجد الخميس غرب البلاد القديم وصناع النسيج ببني جمرة والسلال بباربار وعالي أهل الفخار وأهل الغوص من المنامة والمحرق والنعم بالوجوه السمحة.

    • زائر 1 | 9:50 م

      سطووم

      حمد الله على سلامت اخوك اختي مريم وعساكم دوم على الخير تجتمعون ربي يحفضكم

    • زائر 20 زائر 1 | 4:16 م

      هذا المجلس هو مجلس يلم المصلّين بعد صلاة الفجر، فيحضرون ويشربون القهوة وشاي الحليب والتمر، ولو تعلمون كيف كانت فرحة أمّي بتجديد المجلس الخارجي لهؤلاء الرجال، فهم كأبنائها تنتظرهم كلّ يوم، وتحزن عندما تفقد أحدهم، وتقول لنا دائماً بأنّهم بركة هذا البيت.
      ما شاء الله لا قوة إلا بالله
      الله يحفظ الوالدة يارب ويكتب لها الأجر، ويجمعكم مع بعض بالفردوس الأعلى اللهم آمين
      اخوك أبو محمد الشبيب من السعودية الخبر

اقرأ ايضاً