العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ

أعطوني ولو لحم حمار!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لو سمعنا هذه الجملة في أحد البلدان الفقيرة أو دول العالم الثالث لما استغربنا، ولو كنّا لا نعلم ما تصنعه المملكة العربية السعودية للمواطن السعودي لتعجّبنا واستنكرنا، ولكن قيام مواطنة سعودية بصوت حزين ومؤلم تستنجد النّاس فتقول: (أعطوني ولو لحم حمار!) هذا ما لا يصدّقه العقل ولا يقبله القلب.

الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ومن قبله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبقيّة ملوك السعودية وصولاً إلى (بن سعود)، لم نجدهم قط ينسون أبناء المملكة، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو متوسّطي الحال، ولكن حال هذه المرأة السعودية جلل ويستدعي التدخّل لإنهاء معاناتها فوراً.

وها هي في مواقع التواصل الاجتماعي تناشد الملك من غير أن تذكر إسمه حتّى ينتشلها من المعاناة التي تعانيها كلّ يوم، فعندما يطلب الإنسان لحم حمار فإنّه يقول أنا لا أحصل على أولويات الحياة وهي الأكل، ولا ندري سبب وصول هذه المرأة إلى هذا الحال، ولكن نعلم بأنّ الحكومة السعودية لا تقبل ولا ترضى بهذه المعاناة على أرضها الطاهرة.

امرأة سعودية تحشرج صوتها ووصل الى الجميع بألم وحزن شديد، جعلت كثيراً من النّاس يبكون، هي لم توصل هذا الصوت نفاقاً ولا رياءً ولا طلباً في بيت العمر، بل أوصلته بمعاناة حقيقية تطلب الزاد الذي هو من الغرائز الرئيسية لبني البشر!

هل هناك مثل هذه المرأة السعودية تطلب لحم حمار؟! ليس في السعودية فقط بل في الخليج؟! نعتقد بأنّ هناك كثيراً من النّاس يقع تحت خط الفقر، وهنا يجب أن تقوم الصناديق الخيرية بتوفير اللقمة الطيّبة والبحث عمّن يحتاج فعلاً، لا أن تزيد أرصدتها في البنوك وتعطي القائمين عليها رواتب خيالية، والنّاس الذين هم أساس فتح هذه الصناديق بعيدون كل البعد عن الخير والزاد!

لا نلقي اللوم على الملوك ولكن نلقي اللوم على من لا يوصل المعاناة للملوك، لأنّ من يوصل المعاناة هو إنسان زان بإنسانيته وعرف معنى المعاناة التي يعانيها البعض واستشعرها حتى باتت كأنّها معاناته، فلا تبخلوا بإيصال المعاناة للملوك، لأنّكم تزيدونهم من الخير ولا تقصروه.

قد لا يعلم الملك ما يحدث لكل مواطن لأنّ المسئولية كبيرة ومتشعّبة، ومع مواقع التواصل الاجتماعي أصبح سهلاً إيصال المعلومة، فلماذا يبخل البعض زيادة الخير على البعض الآخر؟! ولماذا لا نحاول السعي في الخير لإيصال صوت المعاناة قبل صوت المدح والبهرجة، فإيصال صوت المعاناة وحل الأزمات يدل على الخير والدال على الخير كفاعلة، أما إيصال صوت المدح والرياء لن يوصل إلَّا الى الدمار الشامل.

نعلم بأنّ سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لن يهدأ حتى تحصل المرأة على حقّها، ولن يتوقّف الى أن ترجع لها كرامتها، فلحم الحمير ليس لها وهي في أرض الخير والبركة والنبوّة الطاهرة، وكرامتها من كرامة الشعب السعودي الكبير، وليحفظ الله المملكة العربية السعودية من شر الفقر والقهر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 1:38 ص

      كل عام وأنتم بخير. اللهم في هذا اليوم يوم عرفة إن كان هناك فقيرا فأغنه ولا حائرا فإهده ولا جائعا فأطعمه. اللهم أحفظ أولياء أمورنا وأرزقهم البطانة الصالحة اللهم أصلح أحوال أمة الأسلام وأخزي كل من يريد تفريق وزرع الفتن في أمتنا اللهم رد كيدهم في نحرهم ولا تقم لهم قائمة. كن معنا يا الله ولا تكن علينا ليس لنا معين إلا أنت وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.

    • زائر 29 | 8:59 ص

      الاعتراف بالخطأ هو أساس لإصلاح المجتمع

    • زائر 25 | 6:24 ص

      من يمكن ٥ سنوات رحنا المدينة المنورة ورحنا جبل احد من ورة و شفت بيت بصراحة يوم شفته استغربت من حالته ان احنا في السعودية كان جدار البيت متهالك و في اجزاء من الجدار مكسرة و محطوط بدلها حطب و بابهم كان مفتوح و يبينون الغرف كلم ما فيهم باب و البيت قديم كلش

    • زائر 20 | 2:20 ص

      اللحم أصلاً ليس من أساسيات الحياه .لصراحه انا ماشفت الفيديو ،بس أشلون تطلب لحم اعتقد انه فيه شئ من المبالقه والقصد.في كل دول العالم هناك من يعاني كن الفقر .

    • زائر 18 | 1:56 ص

      الصناديق الخيريه تعطي جماعتها
      وحده ويايي خالها في صندوق خيري بأني طابق كامل لولد أخته
      والفلوس ما تنعطي المحتاج
      اني ولا أوثق في أي صندوق خيري
      هالفلوس وينه اتروح

    • زائر 21 زائر 18 | 3:08 ص

      ان بعض الظن اثم

      لاتدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس باي ارض تموت

    • زائر 27 زائر 21 | 8:53 ص

      ان بعض الظن إثم
      والله شوف الأوضاع وعقب قوووول
      غالبية الصناديق الخيريه تعطي جماعتها إلا ما ندر
      صدقت ما صدقت كيفك
      لا تقعدون تقولون شروط ومادري ويه
      اني وحده الحصالات اللي أجمع فيهم اسلمها بأيدي للي يحتاجونها
      يقولون لينا شرعامايجوز والبوق بعد ما يجوز

    • زائر 17 | 1:55 ص

      والله اني سمعت برنامج إذاعي إماراتي كل لمتصلين يتكلمون عن انهم مديونيين وينتظرون بيت إسكان وغير اللي يناشدون العلاج
      الحال في دول الخليج نفس الشي ما يفرق
      والسعوديه حتى قبول بالجامعه مايحصلون غير العطالة والفساد ونفسه في الكويت

    • زائر 14 | 1:44 ص

      ناس لاتجد لقمتها وناس لاتحصى ثروتها ....

    • زائر 13 | 1:16 ص

      للعلم فقط، مازالت هناك عائلات في البحرين لا تستطيع حتى دخول مطاعم .... أو غيرها من مطاعم الوجبات السريعة الرخيصة ! هل فهمتم ما يعني ذلك؟؟!

    • زائر 26 زائر 13 | 7:06 ص

      ما بنموت اذا ما اكلنا وجبات سريعه
      جان شفت مجمع الر.. جيف الناس متلاصقه فيه بسبة تخفيضات الأكل ماظل أحد بالبحرين ما راح
      وبعدين الوجبات السريعه من زيانتها

    • زائر 11 | 12:39 ص

      تصيبني الدهشه و الحيره بل و النرفزه عندما يقع بصري اثناء قرأتي للجرائد الغربيه و العربيه و المحلية ايصا على ارقام مليارات صفقات الاسلحه التي تبرمها دول الخليج مع الدول الغربيه و اتساءل في داخلي و اقول, اليس الشعوب الخليجيه اولى بهذه الرزم من الأموال ?? ولد النبيه صالح

    • زائر 10 | 12:06 ص

      زائر

      يأخت مريم ما تعانيه هذه المراءة السعوديه يعانيه الكثير من الناس ليس هناك فقط هذا تقصير من المسؤلين أين وزارة التنميه الاجتماعيه هذا واحد
      الشئ الآخر أن الصناديق الخيرية أصبحت مكبله بقوانين لها اول وليس لها آخر كل يوم يسن قانون جديد وليت في صالح للناس قانون جمع المال علي سبيل المثال بعد معاناة طويلة مع الوزاره تحصل عليه وبعد ذلك تتفاجئ الجمعيه بعدم قدرتها على فتح حساب أو استلام دفاتر الشيكات

    • زائر 9 | 11:40 م

      الف مبروك
      نبارك لك حصول مدينتك ومسقط رأسك مدينة الحد الأبية بطولة كأس السوبر

    • زائر 8 | 11:13 م

      سطوووم

      أتمنى لها من كل قلبي ولاكني ايضنا ضعيف الحال القروض تأكل راتبي بأكمله واعيل أسره ولا أستطيع التنفس بسبب هاذه الضغوط أتمنى من الأيادي البيضاء المساعده

    • زائر 7 | 10:55 م

      لو تم تجهيز بيت هذه المرأة وغيرها من الجياع اللاتي قد لم يصرخوا بالجوع لما وصل بهن الحال ان يرفعن الصوت.. من يجهز بيت الجياع فله اجر المجاهدين الغازين،،

    • زائر 6 | 10:44 م

      متعجبة مريم

      يعني احنا في البحرين شنو راتب ٢٥٠ د شنو ياكل او يعيش تلاقين الشباب اليوم اللحم لا يذكر عندهم

    • زائر 12 زائر 6 | 1:10 ص

      لو ةانت على الرواتب الزهيدة لربما سكت معضم الشعب و لكن مع شح الموارد التي لاتكفي الا ابناء الشعب يستجلب الاغراب و الاجانب و توفر لهم مزايا و رواتب افضل من اهل البلد مع تهميش ابناء البلد و ابعادهم عن الوظائف بل ابعاد كافليهم و تغييبهم و رفض اعانة عوائلهم بل محاسبة من يعين اى عائلة من اللاتي اصابتها نكبات ازمة البلد ( لايرحمون و لا يتركون رحمة الله للعباد من خلال اخرين) ثم يدعون وجود تحريض.
      ان الله مساءلنا و مساءلكم غذا عن كل نفس تعيش ضنك العيش مع القدرة على مساعدتها فكيف بمنع مساعدتها؟

    • زائر 5 | 10:38 م

      الله يستر

      وان شاء الله اتحصل هالمراة من يلبي استغاثتها ""ترى واقعنا ليس ببعيد عن هذه المرأة إذا استمر الحال على ماهو عليه ""قطع الإعانات الشهرية من الشؤون الاجتماعية لبعض الأسر المحتاجة دون مبرر ولا سابق إنذار ""وعند المراجعة يحسسونك قاعد أطر من عدهم ""

اقرأ ايضاً