العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ

ابتهالاتٌ في العيد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في يوم الحج الأكبر، نبتهل إلى الله أن يجعله للمسلمين عيداً جامعاً، ولمحمد (ص) ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيداً، ولعموم المسلمين مناسبةً لالتقاء القلوب على قيم التسامح والمحبة والإخاء.

في هذا العيد المبارك، ندعو أن يعمّ السلام العالم كله، وخصوصاً بلادنا الإسلامية وبالأخص العربية، التي يرزح جزءٌ كبيرٌ منها تحت وطأة التدخلات الأجنبية وحركات العنف والإرهاب والتكفير المحلي، الذي استباح الدم الحرام، في الشهر الحرام، ليس في المناطق النائية، بل حتى في البلد الحرام ومدينة رسول الإسلام (ص).

في هذا العيد، ندعو أن يعود المسلمون إلى إسلامهم، وأصالتهم، وفكرهم الوسطى القويم، بعدما ابتلوا بالفكر المتشدّد، والدعوات الطائفية التي تفرّق الشعوب، وتمزّق الأوطان.

في هذا العيد، علينا أن نتذكّر جميعاً، قول الحقّ تعالى: «وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداءَ على الناسِ ويكون الرسولُ عليكم شهيداً»، (سورة البقرة، الآية 143). والوسطية هي الاعتدال بين الإفراط والتفريط، حسب آراء أشهر المفسرين. بينما جعل الشيخ أحمد مصطفى المراغي (وكذلك الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره «المنار»)، شرطاً للإتصاف بالعدالة والوسطية، اتّباع سيرة رسول الله (ص)، وهي السيرة التي نبتعد عنها نحن المسلمين اليوم، في سلوكنا ومعاملاتنا، وفي أخلاقنا وسياساتنا، حتى أصبحنا من أهون شعوب الأرض على وجه الأرض.

في هذا اليوم، ندعو الله أن يهدي هذه الأمة إلى سبل الرشد، ويأخذ بأيديها إلى تغليب لغة الصلح، ويعيدها إلى ظلال الأخوة والمحبة في الله، لتتطهر القلوب من أدران الأحقاد والكراهية التي حقنها بها المغرضون طوال العقود الأخيرة، حتى أصبح بأسنا بيننا شديداً، أشداء على بعضنا، رحماء على أعدائنا ومحتلي أراضينا ومغتصبي حقوقنا.

ما أحوجنا في هذا اليوم المبارك، إلى أن نستذكر خطب الرسول الأكرم (ص) في مثل هذه الأعياد المباركة، وتعاليمه العالية، التي حفظها لنا الزمان: «كل المسلم على المسلم حرام، ماله ودمه وعرضه»؛ «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره»؛ وأن نتذكر قوله (ص): «حسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم». فكيف بمن يصرّ على تحقير غيره من المسلمين والنبز في أعراضهم، والتشكيك في شرفهم، فضلاَ عن تكفيرهم ورميهم بالشرك والضلال، وادعاء امتلاك الحقيقة.

ما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى المنابع النقية لهذا الدين الحنيف، الذي بُعث به محمدٌّ (ص) رحمةً للعالمين، ليقوم الناس بالقسط، ويحكم بالعدل، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم منذ الجاهلية الأولى.

في يوم الحج الأكبر، وفي هذا العيد السعيد، نسأل الله أن يهدينا جميعاً سبل المحبة والسلام، وكل عام وأنتم بألف خير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:44 ص

      قال تعالى:
      (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا )
      وقال الرسول الأكرم:
      (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
      فهل يا ترى حال الأمة يختلف عنما حذر منه الخالق عزّ وجلّ وحذّر مني نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله؟
      أم أن الأمّة تسير خلاف القرآن وخلاف السنّة النبوية؟؟

    • زائر 4 | 1:08 ص

      ودي أعياد عليكم بس ما أشوف ليها معنى

    • زائر 3 | 1:04 ص

      اللهم اصلح حال المسلمين وجنبهم الحروب والفتن واحقن دماؤهم في العراق وسوريا واليمن.

    • زائر 2 | 12:50 ص

      الله يستجيب ابتهالاتك وابتهالات المخلصين.

اقرأ ايضاً