العدد 5132 - السبت 24 سبتمبر 2016م الموافق 22 ذي الحجة 1437هـ

البيئة التعليمية في المدارس... هل تحقق طموحات التعليم؟

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في يوم الخميس (2 سبتمبر/ أيلول 2016) تم تناقل صور لطلبة في إحدى المدارس الحكومية، بعضهم يكتبون على أرجلهم والبعض الآخر يكتبون على مقاعد الكراسي، على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتأكيد أن وزارة التربية والتعليم قد اطلعت عليها قبل غيرها، لأنها متابع جيد أولاً بأول لكل ما يكتب وينشر عنها في الصحافة المحلية أو في وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا في حد ذاته ميزة يشهد لها المتابعون للشأن التعليمي، فلهذا لم يكن أحد من أولياء أمور الطلبة يتصور أن يصل الحال في وزارة التربية أن تترك بعض أولادهم بلا طاولات دراسية حتى كتابة هذه السطور .

ولم يكن أحد منهم يتوقع أن الوزارة ستقوم بتوزيع كتب مستخدمة وتمارينها محلولة، كما لم يتوقعوا أن بعض أولادهم وبناتهم سيذهبون إلى المدارس في مثل هذه الأجواء الحارة ويرون أن مكيفات صفوفهم عاجزة بنسبة 70 في المئة عن تلطيف أجواء فصولهم الدراسية طوال اليوم الدراسي.

بعدما أثيرت مسألة الكتب المستخدمة بصورة واسعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة وإذاعة البحرين من خلال برنامج «صباح الخير يابحرين»، الذي يبث من الساعة السابعة حتى التاسعة صباحاً، من يوم الأحد إلى الخميس؛ قامت الوزارة مشكورةً بتوجيه إدارات المدارس بسحب الكتب المستخدمة غير الصالحة للإستعمال من الطلبة واستبدالها بكتب صالحة. وبطبيعة الحال لا يمكن للوزارة أن تقول أن الإدارات المدرسية قامت بتوزيع الكتب المدرسية المستخدمة من دون توجيه منها، وهي تعلم أن هذه الإدارات لم تتصرف خارج توجيه الوزارة. وهذه حقيقة واضحة للجميع، وهي أيضاً ميزة أخرى للوزارة في هذا الشأن المهم، فلهذا عندما تلقت التوجيهات الوزارية بسحب الكتب غير الصالحة واستبدالها بكتب صالحة لم تتردد في تنفيذها، فكل ما يحدث في المدارس من نواقص، سواء كان ذلك في عدد المعلمين والمعلمات أو في الكتب المدرسية أو عدد الطاولات والكراسي، أو صيانة المدارس وخاصة مكيفات الهواء، أو مستوى الخدمات المدرسية وحتى مستوى الوجبات التي تقدم للطلبة والطالبات... كل هذه النواقص التي تعاني منها الكثير من المدارس لا تتحملها الإدارات المدرسية، إذا ما رفعت إلى الوزارة تقاريرها السنوية المفصلة عنها .

فالوزارة التي يجب عليها توفير كل الاحتياجات والمستلزمات الدراسية لجميع المدارس الحكومية، قبل عودة الإداريين والمعلمين والطلبة إلى مدارسهم. ويرى الكثيرون أن هذه النواقص تتكرّر كل عام دراسي، وقبل إعلان التقشف بسنوات بعيدة، وما يحدث في المدارس من نواقص ليس له علاقة بحالة التقشف التي تتذرع بها الوزارة هذا العام. ونعتقد أن الميزانية التي ترصد للتعليم جيدة، وبإمكانها توفير كل ما تحتاجه المدارس، من كوادر تعليمية وكتب مدرسية جديدة وخدمات عالية الجودة وحتى مصاعد للمدارس ذات الطوابق المتعددة، وتجهيز مراكز مصادر للتعليم في كل مدارس البحرين بأحدث التقنيات والأجهزة الإلكترونية والمصادر التعليمية الحديثة التي تساعد المعلم والطالب معاً. والدليل أن الوزارة تتقدّم بخطتها ومشاريعها وبرامجها التربوية إلى وزارة المالية، لرصد الميزانية المناسبة لتلبية احتياجاتها التربوية والتعليمية، وفي كل مرة تسترجع مبالغ كبيرة من ميزانيتها لخزينة الدولة، وتقول عنها فائض من الميزانية المخصصة لها .

لن نناقش هذه الحالة التي تكرّرت كثيراً من الوزارة، لأننا لو حاولنا مناقشتها في هذا الوقت، سندخل في الكثير من التساؤلات، المتعلقة بالخطط التي تقدّمها للمالية وتطلب لتنفيذها ميزانية محددة، وهذا يجرنا إلى تساؤل آخر: هل نفذت كل المشاريع والبرامج التي قدمتها للمالية، والتي على إثرها خصصت لها ميزانية معينة أم أنها أخفقت في تنفيذها، أو نفذتها ولكن لم تحقق النتائج المرجوة؟ فالكثيرون يرون أن حال المدارس لا يتماشى حقيقةً مع طموحات رؤية 2030، فكل البلدان التي تقدمت وقطعت أشواطاً كبيرة في مختلف المجالات والتخصصات لم تكن تستطيع التقدم خطوة واحدة نحو الأمام إلا باهتمامها بالتعليم. فلهذا حرصت على اختيار الكوادر المتخصصة في التربية والتعليم، لرسم الخطط الاستراتيجية المواكبة لمتطلبات العصر الحاضر، ولتنمية وتطوير التعليم في كل مفاصله وزواياه. واستطاعت بذلك أن تكون مراكز مهمة ورائدة في التعليم والمجالات الطبية والعلمية والتكنولوجية المتخصصة، التي تتميز بجودة عالية، وأن تكون رافداً علمياً بارزاً لكل من يريد أن يتعلم في العالم تعلماً حقيقياً .

البحرين لديها القدرة أن تكون في مصاف الدول التي يشار لها بالبنان في المجالات التعليمية والعلمية، فلديها كل الإمكانيات المادية والبشرية التي لا تقل عن إمكانيات تلك الدول التي اتخذت من التعليم وسيلةً للدخول إلى عالم التطور من أوسع أبوابه، فالإنسان البحريني بعقليته المتفتحة وإدراكه لأهمية التعليم، وحبه وإخلاصه لوطنه وتفانيه الذي ليس له حدود في تقديم أفضل الخدمات لأبناء بلده، قادر على تحقيق طفرات نوعية واسعة في كل المجالات، إذا ما سنحت له الفرصة المتكافئة الكاملة. ولا نبالغ إذا قلنا إن شبابنا وشاباتنا، ورجالنا ونساءنا، على امتداد جغرافية البحرين، يمتلكون القدرة العالية على رفع راية وطنهم عالياً في كل الميادين .

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5132 - السبت 24 سبتمبر 2016م الموافق 22 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:20 ص

      يعني

      راح يردون عليك
      لا تعب روحك ما بردون عليك .

    • زائر 4 | 2:25 ص

      اذا الوزارة عندها فائض ليش تطالب المدارس بتقليل الميزانية وليش الاجهزة التعليمية بالمدارس مو متوفرة اجهزة مثل الحواسيب الثابتة والمحمولة واجهزة عرض الوسائط منذ اكثر من عشر سنوات ولازالت تستخدم والاجهزة العطلانة لا يتم توفير بديل عنها تتضطر

    • زائر 3 | 12:49 ص

      اي بيئة تعلمية اي بطيخ .. شفت او سمعت ( عن مدرسة نظام فصل من مصر الحبيبة ؟؟ ) وهل من المعقول ان مدرسة تخرج على التقاعد وليس لها بديل ؟؟ اذهب الى مدرسة أم القرى في النويدرات وشوف بناتنا الصغار كيف يعانون من هذا الوضع ، مدرسة من جمهورية مصر الشقيقة لمعلم نظام فصل والتي لم نسمع من قبل ان هناك مستقدمين للتدريس لنظام الفصل من الخارج ، المدرسة سترد والوزارة سترد بأن كل شيء تمام ولا يوجد من يشتكي او يتذمر ، لتحسين صورة المدرسة عند الوزارة الوزارة تتفشخر عند الحكومة ، هذا وضع البيئة التعليمية .

    • زائر 2 | 10:57 م

      ما في قسم بالوزارة يشتغل بفعالية غير قسم التحقيق
      طول السنة ما نسمع الا تهديد ووعيد من هالوزارة كأن بينهم وبين الموظفين عداوة وثأر

اقرأ ايضاً