العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ

عندما يوكل الأمر إلى غير أهله!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، كرمت المخابرات الأميركية عميلها الروسي وكان يشغل منصب وزير الخدمة المدنية في موسكو، فسأله ضابط في المخابرات الروسية: أنا كنت مسئولاً عن مراقبتك لم أجد لك علاقة مع المخابرات الأميركية، ولا تواصلاً، ولا مراسلة، فماذا عملت لها؟ قال: كنت أعيّن كل خريج في غير تخصصه وفي غير مجاله، وأشجع على ترقية الأغبياء إلى الأعلى، مع دعاية إعلامية لهم، وأحول دون صعود الكفاءات باختراع نقص الشروط، حتى بقي في رأس الدولة الطاعنون في السن والأغبياء الجدد فأصيب الاتحاد السوفياتي بالإفلاس الفكري وسقط! عندما يوكل الأمر إلى غير أهله يكون الانهيار وشيكاً وحتميّاً! إن صدق الخبر!

أليس ما حدث في الاتّحاد السوفياتي يحدث في دولنا العربية؟! ألا نتّعظ مما حدث لهم؟! والأكثر مرارة هل نحتاج إلى نظرية المؤامرة بأنّ الولايات المتّحدة الأميركية تريد تدميرنا أم نحن من دمرنا أنفسنا بسبب سياسات البعض من أمثال هذا الوزير؟!

للأسف نموذج وزير الخدمة المدنية الروسي كثر في دولنا، إذ يقوم البعض على ترقية الأغبياء فقط لنسبهم ومالهم وصيت أهلهم، ويبتعدون عن توظيف الكفاءات، ممّا جعل الكفاءات تتراجع الى الخلف.

ليس هذا فقط، فالملاحظ أنّ الكفاءة إمّا أن تغادر الدولة أو تحاول المشي مع التيّار، فالإحباط والشعور بالظلم هو أساس الدمار، فشخص له خبرة 30 عاماً في تخصّص معيّن، ثم يأتي ابن الـ 25 عاماً من دون خبرة ولا معرفة ويكون رئيسه في العمل! هذه هي الطامّة الكبرى! وهذا تصرّف غير مقبول وله تداعيات في المستقبل!

كم موظَّفاً في الدولة يا تُرى يعاني من وجود مسئول حديث العهد بالمسئولية والتخصّص، ويتفلسف عليه ولكأنّه يعرف العمل وهو لا يعرف شيئاً أبداً؟! كم كفاءة خسرتها الدولة بسبب عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟! كم مبدعاً قرّر الخروج من دولته أو التراجع في عمله؟!

هذه الكفاءات تبني الدولة، ومصير الدولة في يدها، فلا يجب أن تتنازل الدولة عن مستوى الكفاءات التي تضعها في الإدارة، لأنّ هذا الضعف يبدأ من الداخل وليس الخارج، عندما تتم ترقية من هم ليسوا أهلاً لذلك، وتضييق الخناق على من يُعطي الدولة وينتج ويزيد من التقدّم.

نحاول أن نتوسّط لمن لديه الكفاءة من الشباب، أولئك الذين لم يأخذوها بالساهل، ولكن هؤلاء لا حظّ لهم، لأنّ الوساطة للكسالى والمهملين وذوي النفوذ، ونعجز ونحن نحاول إدخال الكفاءات، في زمن يرفض الكفاءة ويقرّب الكسلان المهمل!

كلّ شيء في الدول العربية بالمقلوب، ويصدق المتنبّي عندما قال:

وذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الجهالة ينعمُ

هل يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم؟! هل تنتج حكومة الذين يعلمون أم حكومة الذين لا يعلمون؟! دعونا نقرّب الكفاءات لمدّة 4 سنوات، ولنعطِ الفرصة لمن يحاول تقدّم الدولة، وسنجد بأنّ هذه الـ 4 سنوات ستتقدّم فيها الدولة 20 سنة بلا مبالغة!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 41 | 3:21 م

      البيروقراطية والفساد والواسطة هي الدعامات التي تقوم عليها الدول النامية والمتاخرة
      (عبدالعزيز الجار).

    • زائر 36 | 7:27 ص

      ان كانت هناك جائزة لمقال العام في البحرين فهذا هو
      احسنت يا مريم

    • زائر 34 | 7:14 ص

      طبعا التعليم في البحرين انتهى اغلب الكفاءات تقاعدت من الضيم والقهر لان ناس تدربهم بعد سنه تصير مسؤولة او مسؤول عليك لا بسبب الكفاءه انما الطائفيه البغيضه والكراهيه لانك بحراني
      راح تشوفون مستوى الخريجين بعد كم سنه لان الكادر اللي بقى عليه السلام كادر غير مؤهل هذا مو انا اللي اقول روحوا المدراس راح تشوفون العجب العجاب سياسة تطفيش الكوادر . المعلم ليس له احترام الجهاز المسؤول في المدارس يبغي يستلم راتب وهو قاعد يامر وينهي والتعب على المدرس الغلبان اللي ما يستطيع يوفق بني التدريس ومتطلبات الجوده

    • زائر 33 | 6:58 ص

      انا حاصلة على شهادة ماجستير ولله الحمد بسبب مثابرتي في الدراسة
      المفروض أكون مسؤولة وليس مجرد موظفة وأنا الآن عاطلة عن العمل
      المشتكى لله

    • زائر 32 | 6:54 ص

      للاسف هذا الواقع

    • زائر 42 زائر 32 | 9:43 ص

      انا تقاعده من القهر لأن المدير الجديد جاء بعد أحداث 2011 فاقبلني بعدم الترقية التي أقر هو إمام لجنة التظلم في الوزارة باستحقاقها ولم يقم بترقية حتى بعد التوصية وكنت مستوي لشروط الترقية وقررت عندها ترك الوظيفة التي احببتها وخلصت فيها على مدى 33 سنة وشكرا للمدير الذي قام بتطفيشنا وكان هو أحد أغبى الموظفين في الإدارة.

    • زائر 31 | 6:15 ص

      مثل هذه المقلات يجب ان توصل الى ديوان الخدمة المدنية لما ألت اليه الأمور من تدهور كبير في الكثير من الوزارات و على علم مباشرة من ديوان الخدمة المدنية ....الطامة الكبرى الان ان الاجنبي الغبي الذي يفترض ان يكون صاحب كفاءة و على مستوى عالي من الدراية و الخبرة يتم ترقيته على كفاءات وطنية مخلصه لعملها و لوطنها و على علم و من جميع المسؤولين ...للأسف كمواطن احن و احب هذه الأرض التي ولد فيها اجدادي و اجداد اجدادي ارى بأن رواتب و ميزانية الدولة تصرف على موظفين أجانب يرسولونها لبلدانهم مباشره .

    • زائر 29 | 4:25 ص

      نعم احد الاسباب استقالة المعلمين هذا العام وانا واحد منهم

    • زائر 30 زائر 29 | 4:50 ص

      وأنا أيضا معلم استقلت هذا العام لهذه الأسباب الله يكون في العون

    • زائر 35 زائر 29 | 7:20 ص

      معلمين حديثي التعيين بعد سنوات بسيطة يترقون لمناصب والمعلمين الخبرة وذو الكفاءة يراقبون في عملهم ويضغطون عليهم

    • زائر 28 | 4:05 ص

      مقال رائع يضرب في الصميم ..قلت ما نعجز او نخاف من قوله خشية العقاب

    • زائر 27 | 3:48 ص

      لو كنا نتعظ لرأينا الدول العربية تصنع أقمارها الصناعية بأيدي وعقول أبنائها وتطلقها من أراضيها إلى الفضاء .. ولكن هيهات هيهات أن يوكل الأمر إلى أهله وقواعد الاستعمار تنتشر فى البلاد العربية كالسرطان!!.

    • زائر 26 | 3:47 ص

      متقاعد والحمد الي الله
      من واقع خبرتي فقد عملت في وزارتين خدميه وتبين لي ان اغلب المدراء والمئولين يرغبون في الموظف الغبي الذي لاينتج ايضا فيها سر

    • زائر 25 | 3:40 ص

      اصدقين اختى مريم اشتغلت 25 سنه وتقاعدت ولم احصل فى حياتى اى ترقيه لا حافز ولا درجه والى مايعرف كوعه من بوعه يصل الى اعلى المراتب واذا خرج الشعب يطالب بالحق اتهم خائن للبلد المشتكى لله

    • زائر 24 | 3:17 ص

      نشتغل سنين و اخرتهه ولد الواسطه يقرر انه يبي يتوظف و يقررون يعطونه نفس المسمى الوظيفي للي مستلمين الشغله قبله بست سنوات ... و اهوه مايعرف يصف كلمتين و يقضي يومه يسولف ويضحك و رايح راد البيت و تاليهه وقت الترقيات له نصيب الاسد لان ابوه موصي عليه و رضاه مهم ... و باقي الموظفين مطلوب منهم الشغل بسكوت .... بعض المسؤلين ينسون ان الامانه كبيره و فلوس الشركه مو ملك خاص فيه يوزعه على اهله و عيال ربعه

    • زائر 37 زائر 24 | 7:35 ص

      المشكله الحوافز والمكافآت لهم ايضا بحجة تدني رواتبهم شي طبيعي راتب حديث التعيين اقل من ذو الخبره والسنوات

    • زائر 23 | 3:14 ص

      هذا يحدث في البحرين

    • زائر 21 | 2:36 ص

      بالفعل هذا المعمول به في بلداننا العربية وبالأخص في بلدنا البحرين عندما نستجلب الامم المتخلفة ونرفعها ونعطيها حقوق المواطن لهذا السبب نتوقع انهيار وافلاس لدولنا والله المعين

    • زائر 20 | 2:33 ص

      لو الامر مقتصر على تدمير العقول واقصائها لهانت المشكلة , لكن يعمدون الى تدمير خيرات ومصادر اللبد الطبيعية ونهب ثرواتها وبيعها للاجنبي .

    • زائر 19 | 2:06 ص

      روعه

    • زائر 18 | 2:03 ص

      الفقرة الاولي من مقالك مذكور في كتاب اصول السياسة للخاجة نظام الملك الوزير الأعظم للدولة السلجوقية و مؤسس المدارس النظامية في بلخ وبغداد و حلب و الذي بقي في منصبه لمدة ٣٢ عاما. هكذا الوضع دائما. حتي في القطاع الخاص ، صاحب المؤسسة لا يرغب في توظيف المفكر و المبدع. بل يفضّل من يمدحه، ينافقه و يعظمه. نقص في التفكير البشري و اللاوعي المغروس في المخ.

    • زائر 15 | 1:12 ص

      صباح الخير

      تسلم اناملك يا بنت الحد موظف في إحدى الشركات الكبيرة جدأ ولها ثقل ... جاء بمتدرب جديد لاعلمه العمل والطرق المطوله والجاده أن لا يختصر عمله على الإطلاق لأن خطير جداً جداً والمفاجه الكبرى بعد اختفاء لمده أشهر أصبح هو الذي يقيد العمل وانا من ينجزه

    • زائر 14 | 1:00 ص

      السيناريو مقتبس من فيلم اجنبي عن قصة حقيقية اسمه salt وحقق ارادات عالية بس للاسف واقعنا ليس له ايدي خارجية او امريكية بل ايدي عنصرية وطائفية بحتة

    • زائر 13 | 12:52 ص

      اوافقك 100%

    • زائر 12 | 12:47 ص

      تؤذنين في خرابة . بلداننا لا يستمعون لناصح ولا لحكيم ولا لخبير وانما يودعونهم السجون خاصّة اذا اصرّوا على مطالب اصلاح البلد

    • زائر 10 | 12:30 ص

      البشرية ترتقي بمواهبها وما أعطاها الله من عقول راقية تستطيع التطوّر.
      حين تدفن هذه المواهب والعقول والقدرات فإنما تدفن الأوطان وتدفن الانسانية، وكيف تدفن هذه العقول والطاقات؟
      انما تدفن بطريقة وضعها في غير موضعها الذي تستحقّه
      وهذا ما يحصل في وطننا وأوطاننا العربية

    • زائر 7 | 11:48 م

      لقد اسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 6 | 11:44 م

      مايحدث الآن يرجع بنا إلى عصور الظلام وصور صكوك الغفران. ....يستغلون الوضع للأسف الشديد للتخلف

    • زائر 5 | 11:08 م

      استاذة خليها علي الله
      لا يصلح العطار ما افسده الدهر

    • زائر 4 | 10:49 م

      آه يلخدمة المدنية وماتصنعين بنا المشتكى الى الله

    • زائر 3 | 10:48 م

      اخت مريم ألا تعلمي بأن الأنظمة العربية تخاف من الكفاءات العلمية ﻷنهم يعتقدون بأنهم سيكونون سببا في تقويض حكمهم!!!

    • زائر 2 | 10:25 م

      صدق من قال

      قضينة عمرنا في خدمة بريد البحرين ٣٥ سنة ملف نظيف بدون غياب لا يوجد اجازات مرضية ثلاث وظائف نقوم بها وعاصرنا عدد كبير من المسؤلين الدين ترقو علي ظهرنا هم يتلاعبو بكل شي ولهم الترقيات والحوافزوجونة اليوم من يريد ان يصعد السلم الوظيفي باسرع من البرق نحمد الله اننا خرجنا بكرامتناوعمرننامن هذة الادارة التي لم تفكر في لحضة هذا الموظف مميز في اداة للعمل والحضور وتحمل

اقرأ ايضاً