العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ

الخليج العربي ومحيطه الشرق أوسطي (3)

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

الجلسة الخامسة والأخيرة من مؤتمر الخليج العربي ومحيطه الشرق أوسطي الذي نظمه معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بجنوب انجلترا كانت بعنوان «التدخل الإقليمي في اليمن».

وقدمت في هذه الجلسة ورقة بشأن العلاقات اليمنية الخليجية خلال عقدي الستينيات والسبعينيات، وهما العقدان اللذان شهدا تحولات وأحداثاً مصيرية في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وكذلك أحداثاً عربية عكست نفسها على المنطقة وقد عرضت الورقة لواقع المنطقة من حيث كون إمارات الخليج وسلطنة عمان (باستثناء الكويت والسعودية) تحت الحماية البريطانية، وكون عدن مستعمرة بريطانية فيما مشيخات جنوب اليمن العربي محميات بريطانية، واليمن الشمالي أو المملكة المتوكلية اليمنية تحت حكم الإمامة الرجعي وقد شهد عقد الستينيات أحداثاً محورية ومنها قيام ثورة 26 سبتمبر/ أيلول العام 1962 في صنعاء وما تبعها من حرب أهلية بين الجمهوريين والملكيين، وتورط أطراف إقليمية وأطراف دولية في هذا الصراع، وما تبعها من ثورة وطنية في الجنوب في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1963، مما وسع من دائرة الصراع ليشمل اليمن كله، ويمتد توتره إلى العلاقات ما بين بريطانيا وحلفائها من ناحية، والاتحاد السوفياتي وحلفائه من ناحية أخرى، ليشق الصف العربي.

كما امتد الصراع إلى عُمان والتي انطلقت في جنوبها بظفار ثورة مسلحة تحولت هي الأخرى لبؤرة للصراع ثم جاءت هزيمة 5 يونيو/ حزيران 1967، لتحدث نتائج مدوية على الساحة العربية متصادفة مع انتصار الثورة في جنوب اليمن، والمشروع البريطاني في 1968 الانسحاب من شرق السويس بما في ذلك تهيئة المحميات الخليجية وسلطنة عمان للاستقلال، وتحول في ميزان القوى على حساب مصر مما استتبع تسوية هشة في صنعاء، وتكرس كيانين يمنيين راديكالي في الجنوب ومحافظ في الشمال، مما استتبعه من تراجع مشروع الوحدة وتدشين صراع شطري اليمني. أما عقد السبعينيات فقد شهد تكرس الكيانات الجديدة، دول الخليج وصعودها الاقتصادي، وتكرس كيان السلطنة والقضاء على الثورة المسلحة في عمان وانكفاء اليمن الديمقراطي ومشاريعه الثورية، بل ومعاناته من انقسامات محلية وعلاقات متوترة مع الشمال، كما عرضت الورقة إلى العلاقات المتوترة والمتقلبة في الإقليم ومنها مع إيران.

كما عرضت للجانب الآخر من العلاقات النضالية بين القوى الراديكالية والثورية في الخليج والجزيرة العربية، وكذلك علاقاتها مع نظام اليمن الديمقراطي الذي قدم الكثير لها. الباحث جشوا روجرز من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، فقدم ورقة بعنوان استيراد الثورة، التحولات المؤسساتية والحضور المصري في اليمن 1962 - 1967. وعرض فيها جانباً لا يقل عن الوجود العسكري المصري ودوره، وهو ما أحدثه الحضور المصري من بناء مؤسسات في بلد يعيش ما قبل التاريخ قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 والتي استدعت التدخل والحضور المصري بمختلف الأشكال، وعرضاً لدور مصر في إقامة المؤسسات المدنية، ومنها أول أكاديمية عسكرية للضباط خرجت المئات من الضباط، وإقامة وحدات عسكرية من الصفر، والإسهام في إنشاء التعليم الحديث بمختلف درجاته من الابتدائي حتى الجامعي بما في ذلك توفير المدرسين، وذكر الباحث أن مصر على رغم وضعها الاقتصادي الصعب ضخت في الموازنة اليمنية الملايين، وخصوصاً موازنة الدفاع، كما تكفلت برواتب المدرسين والعاملين المصريين في اليمن، وبالمقابل فقد ذكر الباحث بعض الجوانب السلبية وهي عقلية المصريين البيروقراطية والمركزية الشديدة مما لا يتلاءم مع تركيبة وبنية اليمن التي تفتقد لوسائل المواصلات والتواصل وهيمنه المخابرات المصرية على قرارات الدولة، وتحكم قيادة الجيش المصري بسير المعارك مما تسبب في انتكاسات لجانب اليمن الجمهوري. وكذلك عدم ملاءمة المقررات الدراسية المصرية للتعليم في اليمن.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً