العدد 517 - الأربعاء 04 فبراير 2004م الموافق 12 ذي الحجة 1424هـ

ندوة «ثنائية المياه والزراعة» بجمعية أصدقاء البيئة

تنظم جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع جمعية مدينة حمد النسائية ندوة توعية عامة عن التشجير والأشجار الدخيلة والتأثيرات البيئية المترتبة عن تداخل العلاقة بين التشجير والمياه تحت عنوان: «ثنائية المياه والزراعة» في مركز مدينة حمد الاجتماعي بالدوار الثالث قرب مسجد كانو يوم السبت 7 فبراير/ شباط الجاري الساعة 7,30 مساء.

تستضيف الندوة عضو المجلس الاستشاري بالجمعية عبدالحميد عبدالغفار والمهندسة نيلوفر جهرمي وتديرها رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة خولة المهندي.

وفي هذا الإطار صرحت المهندي أن الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات أصدقاء البيئة التوعوية التي توجه فيها دعوة عامة الى الحضور ويحرص فيها على البعد عن استخدام التعبيرات التقنية، وأن موضوع الندوة تم اختياره مشاركة في احتفالات يوم البيئة الوطني الأول لمملكة البحرين والذي شعاره: «بالتشجير نعيد للبحرين وجهها الأخضر».

وحرصا من الجمعية على توعية الناس بشأن التمييز بين التشجير صديق البيئة والتشجير الذي يضر بالبيئية لاسيما وأن الأشجار المستخدمة في التشجير غالبا ما تكون أشجارا دخيلة على البيئية الطبيعية في البحرين، ما قد يترتب عليها أضرار بيئية كزيادة استنزاف الموارد الطبيعية والتي تعد المياه من أهمها.

وفي جلسة تحضيرية عقدت في جمعية أصدقاء البيئة أثناء العيد قدم عبدالحميد عبدالغفار ورقته المزمع طرحها في ندوة السبت المقبل قال فيها المطلوب مركز أبحاث فاعل يعنى بدراسة التحولات في بيئة التنوع البيولوجي يمثل التغير في معدلات الأملاح في المياه الجوفية متغير جوهري في البيئة المحلية، وترتبت عليه جملة من الانعكاسات البيئية المهمة، وطرح ذلك التغير تحديا جوهريا أمام قطاع الزراعة قاد إلى تغير مستوى التنوع البيولوجي في الكثير من مناطق البلاد الثرية بيئيا.

وأضاف عبدالغفار، ومع تدخل أنشطة الإنسان عبر برامج الزحف الأفقي للإسكان، وتراجع الأراضي الصالحة للزراعة، واستقدام أشجار وطيور من الخارج، تأثرت بيئة الأحياء البرية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تكاثرت أنواع على حساب أخرى، فالغراب أصبح مألوفا في بيئة قيل عنها انها «لا تعرف نعيقا للغراب في أرض خضراء نظرة» (جلجامش)، بينما تراجعت أعداد البلابل البحرينية ذات الرأس الأسود والخدين الأبيضين، والتي يعتقد كثيرون انها شبيهة بما هو متوافر في دول الجوار.

مشيرا إلى إن الدارسات المتخصصة أكدت إن ندرة البلبل البحريني تكمن في وجود حلق أصفر رفيع حول عينيه.

وفي حين يتكاثر بين فبراير ويوليو بـ 4 بيضات بنية مصفر اللون مائلة للرصاصي، يستلذ الغراب فراخه! ولهذا لن نستبعد تكاثر كائنات على حساب تراجع أخرى. وما يقال عنهما يقال في الواقع عن اختفاء طيور كثيرة من جزر البحرين، كطائر الخضيري (الصقرقع) والذبابي وفرخ السمن، والصعوة بصنفيها الزيان والشيان، وغيرها.

إن اندثار العيون الطبيعية، وتراجع وفرة المياه الجوفية العذبة، وارتفاع تملح التربة، وامتداد الزحف العمراني على حساب الحزام الأخضر، تشكلت ظروف جديدة قادت إلى اختفاء أشجار أصيلة في البيئة المحلية، وتراجع ثراء مناطق خضراء، بينما شهدت ظهور أصناف أخرى لم تكن معروفة قبل عقد من الزمان، كالسدر الصيني المركب (گizyyphus jujuba) الذي أصبح في بيئته الجديدة يصاب بآفة (إفرازه مادة صمغية) ليس لها مبيد في إدارة الزراعة!

وقال عبدالغفار إن التنبؤ بالتحولات في بيئة الزراعة والتنوع البيولوجي عموما، وما يمكن ان تفرزه من جديد غير مألوف في الأمدين المتوسط والبعيد، يتطلب في الواقع مركز أبحاث فعال غير متوافرة لا في إدارة الزراعة، ولا في أية جهة أخرى، بدليل اكتساح شجرة الـ «كونوكاربس» للغالبية الساحقة من بيوت البحرين الجديدة من دون تدخل بالتعليق مثلا على مضارها في البيوت، وفوائدها في المناطق الصحراوية أو المعرضة للتصحر.

مراكز الأبحاث المطلوب إرساؤها يجب ان تعنى في بيئتنا الشحيحة بالمياه العذبة بالتعريف بخصائص وحاجات مختلف الأصناف الشجرية للمياه، وبقابلية كل منها على مقاومة المحددات الطبيعية، مع إظهار التباين بين الأشجار الأصيلة، كالنخيل والسدر واللوز والصبار والحناء والبمبر والدفلة وغيرها.

عن تلك الدخيلة، القادرة منها أو غير القادرة على الصمود في البيئة المحلية. كالـ «كاسيا Cassia alata»، والـ «أكاسيا Eucalyptus spp » والـ «فايكس التسيما Ficus altysima» المعروفة محليا بالرول، والـ «جهنمي»، والـ «تيكوما»، وغيرها.

وخصوصا هنا الـ «نيم إثثو» الرائعة بالمطلق (الشجرة الأم بالهند)، والـ «كونوكاربس» التي يجهل الكثيرون مضارها وفوائدها.

وأكد على ان مركز الأبحاث يجب ألا يكف عن الخوض في التفاصيل، فما هو العمر المتوقع لكل صنف شجري، وما هي الاحتياجات المائية لكل منها؟ وما هو أعلى معدل أملاح محتمل لكل صنف منها؟ وهل تقبل الماشية والأرانب مثلا على أكل ورق الـ «كونوكاربس» مثلا؟ أسئلة كثيرة لا يعرف المواطن، وربما الـ «متخصصون» إجابة عليها!».

ومن جهتها أوضحت المهندسة نيلوفر جهرمي أن ورقتها ستستعرض ظروف البحرين الطبيعية وخصائص عناصرها البيئية من تربة ومياه وهواء وظروف مناخية وما ينتج عنها من ملاءمة بعض النباتات لهذه الظروف البيئية من دون غيرها ثم ستتطرق للحديث عن النباتات الدخيلة والتي تقسمها على قسمين رئيسين: نباتات لا تستطيع التلاؤم مع بيئة البحرين وبالتالي تعجز عن الصمود وتموت ونباتات تتلاءم مع البيئة البحرينية فتنمو وتزدهر إما لتضيف قيمة جيدة للبيئة الطبيعية ولتؤثر سلبيا عليها إما بمنافسة الأصناف النباتية الأخرى سواء كانت أصلية أم دخيلة على الموارد الطبيعية المحدودة لتنتصر متسببة في القضاء على تلك الفصائل أو باستنزاف الموارد الطبيعية وإنشاء تغييرات سلبية على البيئة.

كما ستركز ورقة المهندسة جهرمي على استعراض أنواع النباتات الموجودة في البحرين وبيان موقعها من التقسيم المذكور لتخلص إلى تحديد الأنواع النباتية التي تجدر تجنب زراعتها، كما تتحدث الورقة عن القيمة التراثية لبعض النباتات البحرينية

العدد 517 - الأربعاء 04 فبراير 2004م الموافق 12 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً