العدد 5183 - الإثنين 14 نوفمبر 2016م الموافق 14 صفر 1438هـ

«بيت بفيء الياسـمين» للموسوي... الوفاء في غلالة من سحْر البيان

تقي محمد البحارنة comments [at] alwasatnews.com

شاعر وكاتب بحريني

ما أجمل وفاء الأبناء للوالـدين، ولاسيــما حين يجيء الوفاء متدثراً بعطف الحرف النابض بالحــب، وخفض الجـناح من الـذلّ، في غلالة من سحــر البيان.

كتب الأديب يوسف مكّي في «الوسط» في العدد 5167، مقالاً استعرض فيه ملامح الإبداع في أول ديوان شعر ونثر للكاتبة المعروفة فضيلة الموسوي تحت عنوان «بيت بفيء الياسمين»، واستهواني أن أضيف ما كتبته عن هذا الديوان.

يكتب الشعراء قصائد رثاء فيمن أحسوا بفقده من أعزّة عليهم. وشاعرات العرب في العصر الجاهلي كان يستأثر بهن رثاء الأخ أكثر من فقد الوالد. ولعل ذلك يعود لاستمرار الأخ في رعاية العرين بعد الوالد والذود عن الحمى.

قالت شاعرة في رثاء كليب:

نبئت أن النار بعدك أوقدت

واستبّ بعدك يا كليب المجلس

وتحدّثوا في أمر كلّ عظيمة

لو كنت حاضرهم بها، لم ينبسوا

ولكن رثاء الخنساء لأخيها «صخر» فاق كل رثاء وأصبحت قصائدها في أخيها على كل لسان. ومن قصائدها المشهورة التي مطلعها:

أعينيَّ جودا ولا تجمدا

ألا تبكيان لصخر النـّدى

وفي أهمية مقام الأخ قالت شاعرة وهي تهدهد طفلها:

أشبه أبي أو أشبهن أباكا

أماً أخي فلن تنال ذاكا

تعجز عن مناله يداكا

أما شاعرة عصرنا فضيلة، فقد أوفت حقّ الوالدين بأسلوب يتقطّر جبّاً... في غلالة من الأسى المكتوم. وأهدتني ديوانها فكتبت ما يأتي: «كتابك (بيت بفيء الياسمين) روعة. والأروع أنه جديد في موضوعه، أمين وبار لبيت له ناصية ودرب وروائح عطر. وعباراتك وأسلوبك حبـّبت إليّ الشعر المنثور أو قصيدة النثر، بوضوحها ودلالاتها وانزياحات التعبير في غلالة من الرمز غزير المعنى.

بشعرك نطق الجماد، وتراقصت وسائد المنزل، وصحت من سبات عميق أدوات كانت لصيقة بحياة من ودّع واستودع. أدركت محابر والدك الراحل قبل أن تندلق أو يجفّ حبرها، وأقلامه قبل أن تتبعثر، فأفضت إليك بما تختزنه من أسرار وأخبار وهي تحوّم من حولك بأجنحة من وحي الخيال المبدع وسحر الكلمات وعطر الياسمين.

لقد اتسع وصفك لبيت الياسمين حتى خلته وطناً كبيراً لدفء العاطفة وبرّ الوالدين واتساع الأفق المشرق.

هنيئاً لك هذا الإصدار فقد أحببت مجالسته في صوم وإفطار».

ثم إني استوحيت من ورد الياسمين الذي يستظل تحت فيئه وعطره ذلك البيت... هذه الأبيات:

الياسمينة أزهرت

لله درّ الياسمينا

نشرت «فضيلة» عطرها

شعراً بفنّ المبدعينا

نفح الطيوب بعطرها

سلوى لقلب العاشقينا

والأمنيات البيض أسراب

تطير بنا حنينا

تاج على رأس العذارى

يغرينّ... ويستبينا

بالياسمين دروبنا

سارت بنا رفقاً وليناً

يا منظراً هــّز الفؤاد

وحـرّك الشوق الدّفينا

كم قـد لبست بياضها

ثوبا .. يسرّ الناظرينا

ونثرت عطراً من شذاها

في دروب الحالمينا

وأدرت كأس محبّة

من خمرها للشّاربينا

سحر الحياة هو الجمال

ونعمة للشـّاكرينا

إقرأ أيضا لـ "تقي محمد البحارنة"

العدد 5183 - الإثنين 14 نوفمبر 2016م الموافق 14 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:46 ص

      أهلاً استاذي العزيز افتقدنا كتابتك منذو زمن فلا تبخل علينا بكتابتك

اقرأ ايضاً