العدد 5205 - الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 06 ربيع الاول 1438هـ

زوجي لا يتغير

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

تشكو بعض الزوجات من أن بعض الأزواج لا يقبلون أن يغيروا سلوكياتهم السيئة، أو المختلفة. ولعل كثيرا من النساء يشكون أكثر من أن أزواجهن كما يقال (باللهجة الدارجة) «عنودين» كثيرا في مواجهة طلبات التغيير التي تقدمها لهن زوجاتهن، خاصة تلك المتعلقة بطباعهم الحادة، ومزاجهم وأخطائهم.

نحن الرجال عندما نطلب من زوجاتنا تغيير سلوك ما، فغالبا من نريد منهن أن يكنّ نسخة مطابقة لنا، في قرارة أنفسنا نؤمن أن ما نفعله هو الصحيح في تصرفاتنا وألفاظنا ونمط تفكيرنا، ونصاب بالإحباط عندما لا يستطعن تقمص شخصياتنا التي نريدهن أن يصبحن مثلها، ناسين أو متناسين أحيانا أنهن خلقن بطبيعة ونفسية مختلفة تماما عنا، وأنهن مهما اجتهدن في إرضائنا، فقد لا يتمكنّ من تحقيق ذلك بالشكل الذي نريده؛ لأن الأمر ببساطة أنهن خلقن مختلفات عنا تماما، ليس في صورهن وأشكالهن؛ بل في مشاعرهن وأحاسيسهن وتفكيرهن، وعلينا أن نفهم ذلك جيدا.

أنتن النساء، ترغبن في أن يتغير أزواجكن أيضا، كل واحدة منكن، غالبا، لها حلم بأن يصبح زوجها شخصا آخر، قد تكون قد رسمت صورته الافتراضية في عقلها؛ ولكن عليكن أن تعرفن أن الرجال لا يتغيرون بالكلام ولا بالمواعظ ولا النصائح، حتى وان استغرقتن فيها ساعات وأياما، حتى وإن أبدى ازواجكن تفهما وتقبلا لكل ذلك، الرجال يتغيرون بالمواقف التي تمر عليهم والظروف التي تحيط بهم، لذلك إن أردتن أن تصححن سلوكا ما، فعليكن أن ترفقن نصائحكن وبسلوك عملي يقدره الزوج، مستعينات بذكائكن في تغيير الزوج بدون أن يشعر حتى؛ لأننا متى ما أدركنا أن زوجاتنا يعملن على تغيير سلوك ما فينا، حتى لو كنا نعلم أنه سلوك خاطئ، فإننا سرعان ما نهرب منكن، ولنا ألف طريقة لذلك.

يبقى أن نشدد على أن رغبة أي طرف لتغيير سلوك ما، لا يجب أن تفضي في حال فشلها إلى المشاكل والبُعد والخصام والجفاف العاطفي بين الزوجين؛ لأن جزءا مهما من العلاقة الزوجية القائمة على الحب هي تفهم ثقافة الاختلاف وإدارتها بشكل متوازن، علينا أن نفهم كرجال أننا لا نستطيع أن نجعل زوجاتنا نسخة إضافية منا، وعلى المرأة أن تعرف أن العكس أيضا غير ممكن، ويظل أن على الزوجين أن يتقبلا أن كل إنسان له عيوب قد تكبر وتصغر، وإن الطباع تختلف من شخص لآخر، لذلك من الأصلح للطرفين أن يتقبلا عيوب نصفهم الآخر، ولا يصاب أحد منهما بالإحباط، إذا حاول تغيير صفة أو طبع أو سلوك ما في شريك حياته.

ولا يفوتني أن أشير إلى أنه ليس على أي من الزوجين أن يحبطا، إذا لم يتغير شريك حياتهما أو يقلع عن أي خطأ أو طبع سيئ فيه، فالوقت والزمن وتقلبات الحياة ومشاكلها والمواقف التي يمر بها كل إنسان من شأنها أن تغير كل واحد منا، إن لم يكن اليوم فغدا.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5205 - الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 06 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 1:51 م

      زوجي لا يتغير و تذهب ل الخيانة بعد أن تمل منه و من جموده و إهماله و زوجتي لا تتغير و يذهب ل خيانتها في الشقق المتوفرة بكثرة هذا هو حال أزواج هذا الزمن إلا المتمسك بالدين و الأخلاق لان الخيانة أصبحت طابع متزامن مع الهاتف الذكي الذي هو سبب كل المشاكل و الاختلافات

    • زائر 32 | 1:16 م

      مشكلة العيوب التي تصغر او تكبر و عدم تصحيحها في الوقت المناسب او بعد فوات الأوان و المماطلة في التغيير و الاستجابة لمتطلبات الزوجة يجعل هناك فجوة كبيرة بين الزوجين و من الصعب أن تكون بينهما ثقة او مودة و محبة ... ام محمود

    • Sabah Al Fardan | 12:39 م

      اذا لم يكن هناك أي تغيير يتحول الزواج إلى سجن و هناك بعض المقترحات مثل تخصيص أوقات للتنزه و الجولات الخارجية و التسوق معا و شراء الهدايا الاسبوعية المعقولة الثمن و تغيير المواضيع في الحوارات و الاشتراك في الهوايات مثل الرسم او زراعة الورود او الحوار في الواتس

    • Sabah Al Fardan | 12:24 م

      مشكلة الملل مشكلة عامة كثيرة الحدوث للأزواج، وخاصة بعد أن يطول العهد بالزواج، ومن الممكن أن نجدها قد تحدث وفي هذه الحالة نجد أن الأيام والأسابيع والأشهر تمرّ على الزوجين، وهما متحابان ولا توجد بينهما أية مشاكل، إلا أن الرغبة في الالتقاء تضعف، ويبدأ الشعور بأنه واجب لا بد منه

    • Sabah Al Fardan | 12:17 م

      عقلية الرجل الشرقي في ان كلمته هي التي تسود أو عدم الاحترام هي المشكلة التي تعاني منها الزوجات و نحن نرى عدم الاحترام في التعليقات و التهجم من القراء و انا تحملت الكثير الصراحة و لكني لا أهتم لهم لأني اؤمن بان الكتابة هي رسالة مقدسة تؤثر في البشر

    • Sabah Al Fardan | 12:14 م

      على الزوجة أن تعلم ان كل ما يحدث في الحياة الزوجية هو نتاج معطيات الطرفين معاً، إذا كان أحدكما أكثر تهاوناً في حقوق الآخر فهذا لا يعفي الطرف الآخر من المسئولية بأي حال من الأحوال و يجب التوقف عن إلقاء اللوم وتوجيه أصابع الاتهام و يجب إصلاح الخلل والإنقاذ من الغرق

    • Sabah Al Fardan | 11:14 ص

      الزوج الذي لا يتغير ك التمثال و كذلك الزوجة لان التغيير من سنن الحياة هؤلاء لا امل في شفاؤهم من الأمراض النفسية و النرجسية و الطلاق أفضل مئة مرة من الاستمرار في زواج خالي من الحب و العاطفة و الدفء و الحوار المتزن و الابتسامة ..و السفر يكون علاج او تغيير العادات

    • زائر 26 Sabah Al Fardan | 11:49 ص

      روحي اتسمعي ياأم محمود الليلة وفاة وهاكو فتحوا الماتم وخلي عنش الخرابيط

    • Sabah Al Fardan زائر 26 | 12:01 م

      اتسمع من التلفاز يا ذكي من سامراء مباشر أفضل ل المرأة المتدينة ما كملت تعليقاتي بعد ....

    • Sabah Al Fardan | 11:07 ص

      هناك رجال تعودوا على مهاجمة مقالاتك لأنك تقف مع المرأة اكتب لهم مقال ل مدح الأزواج الذين يتفننون في خدمة زوجاتهم و ارضائهن بالكلام و الهدايا بس اهم شيء ما يكون الزوج منافق أمام زوجته شيء و خارج المنزل يسب و يلعن ب أسوأ الألفاظ ..

    • Sabah Al Fardan | 11:04 ص

      الطباع الحادة ل الزوج و المزاج السيء و الأخطاء المستمرة و العقلية و التمسك ب الآراء التي لا تصلح لهذا الزمن و مصادقة اصحاب السوء الذين بدلا ان ينصحونه يدمرونه و الموضة الجديدة في الاندماج ليل نهار في الهواتف الذكية و مشاهدة الاكس كل ذلك يؤثر على الزواج سلبا

    • Sabah Al Fardan | 10:55 ص

      الزواج النمطي و انا اسميه الحجري مدمر بكل معنى الكلمة اي يكون في قالب واحد طوال سنوات الزواج يعني الزوج يستيقظ صباحا و يعيش حياته و يعود مساءا لينام و يستمر على ذلك 20 سنة تاركا الزوجة تكلم الجدران و تحضن الوسائد

    • Sabah Al Fardan | 10:52 ص

      هناك من يستمر في البخل و التجريح و المعاملة السيئة و هجرها في الفراش و يحس بالإعجاب بنفسه عندما يرى زوجته تتألم و تتوجع و تعيش الوحدة و الاكتئاب النفسي و يعتقد أن هذا هو الزواج الناجح و لا يغير من نفسه أبدا و لو كان حجرا ل تغير و أحس

    • Sabah Al Fardan | 10:48 ص

      انا ارى ان مفتاح التغيير و السعادة في يد الزوجين اذا اجتمعا في جلسة حوارية و تعاهدا على التمسك ب الإيجابيات و نبذ السلبيات و من كان يضرب زوجته يتوقف عن ذلك و من يوجه لها كلام قاسي جارح يتوقف و من يسهر في المقاهي يتوقف و لكن تكلم من يا استاذ حسن !

    • Sabah Al Fardan | 10:45 ص

      لو كل الرجال استمعوا لمقالاتك التي أراها ثمينة جدا لحياة زوجية سعيدة ل حدث التغيير المرتقب و الذي يحتاج إلى مرونة وثقافة و ذكاء و فكر متطور و لكن سي سيد لا تغيره المواقف و لا المواعظ و لا المعجزات و هكذا يمضي العمر في روتين قااااتل

    • Sabah Al Fardan | 10:42 ص

      الصورة الافتراضية للرجل او الزوج عند المرأة انه يكون في قمة الرجولة و الأخلاق والتعامل العاطفي و الأحاسيس المرهفة و الكرم و غيرها من صفات جميلة و تصدم عندما تراه عنيد و مهمل و متعجرف و اناني و غير انساني و قد تمر سنوات طويلة دون أن يتغير

    • زائر 17 | 8:01 ص

      للأسف توجد بعض التصرفات في الأزواج تتمنى المرأة ان يقلع عنها الزوج مثل السهر او الادمان على التلفون والمرأه تحاول جاهدة لخوفها على صحة زوجها بس للاسف الزوج يعتبره تدخل سافر في شئونه الخاصة

    • زائر 16 | 3:16 ص

      قال تعالى ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) , فلنغير ذواتنا للأفضل لنكون سعداء وناجحين بعون من الله تعالى .

    • زائر 15 | 3:14 ص

      دعوة مع بداية سنة جديدة بالخير والبركة علينا جميعا بحق محمد وآل محمد أن نصلح أنفسنا كزوج أو زوجة أخلاقا وأرتباطا بالله تعالى , لنكون أسرة سعيدة بأذن الله , تحياتي للجميع .

    • زائر 13 | 1:42 ص

      يجب ان يعرف الجميع ان لكل شخص شخصية مميزة به فلا يوجد اثنان متطابقين
      يجب على كل طرف احترام الطرف الآخر وتقبله لا تغييره

    • زائر 12 | 1:26 ص

      الزواج هو مشروع سجن للامال والتطلعات والطموحات اللامحدودة هو النهاية للعمل من الاخرين ونسيان نفسك هو مجموعة من القيود المادية والاجتماعية والانسانية

    • زائر 10 | 12:53 ص

      زائر 1 3 4
      انتون اتابعون الكاتب بشكل متواصل...تقرون بطريقة صحيحة....عندكم كلام افضل منه....قل خيرا او اصمت

      للامام استاذي الكاتب..احسنت

    • زائر 9 | 12:50 ص

      كلام جميل ومنطقي وواقعي.. اعمل في مجال القانون وارى اكثر المشاكل التي تؤدي للانفصال هي هذه اسبابها..

    • زائر 8 | 12:14 ص

      (من بغى صاحب بلا عيب خلّاه الزمن بلا صاحب)
      على الانسان أوّلا النظر لنفسه كرجل او كامرأة وما به من عيوب وإن لم يكن يعرفها يحاول التعرّف عليها من خلال الشريك.
      عندما معرفة اهم العيوب فليبدأ العمل على التخلّص منها قدر الامكان وبالتدريج البسيط.
      بعدها تبقى امور بين الاثنين يجب تقبلها فطالما أنني لست انسانا كاملا ولدي عيوب يبقى عليّ ان اتقبل عيوب شريكي قدر الامكان.
      طبعا هناك امور لا يمكن تقبلها والتعايش معها حينها يصبح الحل الانفصال وكلّما حدث الانفصال مبكّرا افضل ولو انه اسوأ الخيارات لكنه افضل

    • زائر 7 | 12:06 ص

      انا اجد ان العكس هو الصحيح! الرجل لا يريد للمرأة ان تكون نسخة منه والعكس، لأن ذلك يجعل الرجل يفقد دوره وقيمته في الأسرة والمرأة تتقمّص دور الرجل .. اعتقد ان الكاتب لم يوفق في طرح الموضوع ولم يتناوله بصورة موضوعية و علمية كما قال احد القرّاء .. التخصص في الكتابة الأسرية والمجتمعية تحتاج متخصصين و ذوي خبرة و ليست هواية او ملء وقت فراغ ..

    • زائر 6 | 12:06 ص

      موضوع جميل .. يعطيك العافية أستاذ حسن

    • زائر 4 | 11:39 م

      كلام مأخوذ خيره لايسمن ولايغني عن جوع

    • زائر 3 | 10:47 م

      هراء ان الرجال يبغون نسوانهم مثلهم، من المفترض من الكاتب ان يكون طرحه علمي مستند على معطيات علمية مو أي شي يجي في باله يكتبه حتى لو تحدث عن حالة شاذة

    • زائر 1 | 10:35 م

      كل نفس الموضوع

اقرأ ايضاً