العدد 5255 - الأربعاء 25 يناير 2017م الموافق 27 ربيع الثاني 1438هـ

تقشف الحكومة يقلل من مصروفاتها ويزيد من أعباء المواطن المالية

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

المواطن في هذه الأيام يشعر بضيق وتضييق اقتصادي شديد وخانق، لم يمر عليه مثله في قساوته طوال عمره، حيث لم يعد دخله الشهري المتواضع يكفيه لسد احتياجاته الأساسية، من المأكل والملبس وتسديد فواتير الكهرباء والماء والهاتف وأقساط وتأمين وتسجيل السيارة، وغيرها من الاحتياجات اليومية، ولا يمكننا أن نعتب على أي مواطن إذا ما رأيناه يتحدث مع نفسه دون شعور وهو يمشي في الشارع، كالمواطن المتقاعد الذي رأيته في يوم السبت الموافق (21 يناير/ كانون الثاني 2017)، بأحد البنوك وهو يسأل نفسه بصوت عال: كيف يعيش المواطن الذي دخله الشهري لا يتجاوز 400 دينار أو أقل منه بكثير؟ إذا كانت قيمة فاتورة الكهرباء والماء تجاوزت 30 دينارا، وقيمة فاتورة الهاتف والإنترنت وصلت إلى 35 ديناراً، ومقدار البنزين الذي يستهلكه شهريًّا لسيارته يتجاوز قيمته 60 ديناراً، وقيمة التأمين السنوي لسيارته تقدر بـ 150 ديناراً، وقيمة قسط السيارة الشهري 120 ديناراً، ومصروفاته اليومية لا تقل عن 15 ديناراً، ومشترياته الشهرية من المواد الغذائية تزيد على 70 ديناراً.

وأخذ يسأل المتواجدين في البنك، بالله عليكم كيف يعيش مثل هذا الشخص والأشخاص الذين يعيشون في ظروف أقسى من ظروفه؟ هل يستطيعون أن يصرفوا على أولادهم وبناتهم مثل الناس؟ كيف يقدرون على تسيير أمورهم الحياتية والمعيشية من غير أن تحدث لهم متاعب صحية ومشاكل معيشية؟ وأخذ يحلف بالله العظيم أنه بسبب ضيق العيش والتفكير الدائم في حاله المأساوي، أصيب بأمراض كثيرة، من ضمنها ارتفاع ضغط الدم.

الرجل، الذي يتناول في كل يوم، بحسبه، أكثر من 10 أنواع من الأدوية الطبية عن الأمراض المبتلى بها، أخذ يتنهد وهو يردد، ليس بيدنا إلا أن نسأل الله أن يمن علينا بالصبر على هذا الحال الصعب، كما رأيت الناس الذين جاؤوا للسحب من الصراف الآلي وكأنهم من خلال ترديدهم عبارة (الله يعين الجميع يا حجي) يريدون أن يقولوا له، لست وحدك الذي يعيش في هذه الظروف الصعبة، هناك نسبة كبيرة من أبناء البلد لا يستهان بها دخولهم الشهرية بين 200 و600 دينار، وأحوالهم المعيشية مثل أحوالك وأشد منها بكثير، ونسبة كبيرة منهم يعيشون في ضنك شديد من العيش، لا يعلم بحجمه وأثره النفسي والمعنوي والصحي عليهم إلا الله تعالى.

الكثيرون من البحرينيين، في مختلف محافظات البلاد يعيشون تحت خط الفقر، والكثيرون منهم يتلقون مساعدات شهرية أو موسمية (في عيدي الفطر والأضحى، وافتتاح المدارس، وشهر رمضان المبارك) من الجمعيات الخيرية، التي يصل عددها في البحرين إلى 102 جمعية، قبل تنفيذ قرارات رفع الدعم عن اللحوم والدجاج والكهرباء والماء والمحروقات، وقبل رفع قيمة العشرات من الرسوم الحكومية في الكثير من الخدمات، وقبل ارتفاع الأسعار الفاحش، وقبل التفكير في وقف العلاوة السنوية عن موظفي الحكومة، المسجلين ضمن سجلات ديوان الخدمة المدنية، يا ترى كيف سيكون حالهم الآن بعد تنفيذ كل تلك القرارات الثقيلة والمنهكة؟

بالتأكيد سيكون حالهم المعيشي أشد من السابق بكثير، وأن وضعهم المادي المتدهور يخجل منه حتى الفقر وتعففهم يعجز الصبر عنه، لن نستغرب إذا ما قيل لنا إن الكثير من العوائل البحرينية التي كانت تعتبر من الفئة المتوسطة ماديا قبل تنفيذ التقشف الحكومي، قد أصبحت من العوائل الفقيرة التي تستحق المساعدة والعون، لكي تتمكن من مواصلة حياتها المعيشية بالحد الأدنى، نسبة كبيرة من المواطنيين البحرينيين قد تغيرت درجاتهم المعيشية إلى الأق ، وإذا ما استمر الحال الاقتصادي يتراجع بسبب انخفاض سعر برميل النفط، سيكون المواطن هو الذي يتحمل انعكاساته وتداعياته الكبيرة، لابد من الجهات الرسمية والسياسيين والاقتصاديين والمؤسسات الخاصة والشركات الكبرى ومؤسسات المجتمع المدني، الدخول في حوار جدي لإيجاد الحلول الناجعة للأزمة السياسية والاقتصادية التي تضر بمصالح البلاد، وتشل وتعطل الكثير من المشاريع الكبرى في مختلف المجالات، بعيدا عن كل المؤثرات النفسية التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من التأزيم والتعقيد.

فالتفكير جديا في مصلحة الوطن والمواطن هو السبيل الأمثل للخروج من كل الأزمات التي مازالت تؤثر سلبيا وبصورة مباشرة على البلاد والعباد، فجميع المواطنين يتمنون لبلدهم الخير والازدهار والرفعة والريادة في كل المجالات الاقتصادية، فمن يفكر في غير هذا يكون شاذا ويشك في وعيه وإدراكه، وهذا الأمر لا يمكن لأي منصف نكرانه.

إن بلدنا زاخر بالكفاءات والقدرات والإمكانات الوطنية، القادرة على إيجاد الحلول الناجعة لكل المشاكل والقضايا الكبيرة والصغيرة التي يعاني منها وطنهم في وقتنا الحاضر.

نأمل أن تكون هناك مبادرات رسمية جادة في القريب العاجل، من أجل إدخال البلاد في مرحلة جديدة من التفاهم والتوافق في مختلف القضايا، التي أدت إلى حدوث الأزمة الاقتصادية الخانقة، وثقتنا بالله كبيرة وليس لها حدود، بأنه سبحانه وتعالى سيوفق الذين يفكرون بجد في مصلحة بلدهم الطيب، ولن يخذلهم مادامت نياتهم صادقة في تقديم أفضل الخدمات إلى وطنهم ومواطنيهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5255 - الأربعاء 25 يناير 2017م الموافق 27 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:32 ص

      وين نواب الشعب ما يطالبون برفع المستوى المعيشي لدخل المواطن نبي النواب الفلته يتحركون لتعديل اوضاع المواطنين الديرة صارت نار والحياة المعيشية صارت جدا صعبة يجب تعديل رواتب المواطنين

    • زائر 20 زائر 17 | 5:17 م

      سو لك ميزانية لمصروفاتك واترك عنك الكماليات بتشوف الراتب يكفي.

    • زائر 16 | 8:00 ص

      لا ارى تقشف في الحكومة بل العكس المصروفات زادت بحسب ديوان الرقابة المالية

    • زائر 15 | 7:07 ص

      أني بنت وصار ماليي رغبة في الزواج كله من هالوضع ما ابغي اشوف اولادي محرومين واعيشهم في ضيق ...كل ما اشوف اناس دايخه واللي عايشين في شقة اضيق الخلق للين يتقاعدون والاولاد يتخرجون وهم فهالشقق اللي كلها غرفتين ..الله يعينهم صراحة...وين الواحد ما يمرض..

    • زائر 19 زائر 15 | 4:41 م

      محرومين من شنو؟ ألحين كل طفل عنده آيباد وعنده آيفون ولا جلكسي وعنده انترنت بروحه ولما مايبقى من المعاش شي تلومون المصاريف !!

    • زائر 14 | 6:24 ص

      يا أستاذ سلمان الانترنت غير ضروري ويعتبر من الكماليات, ومع ذلك تقدر تحصل على انترنت وايجار هاتف بمبلغ 10 دنانير فقط.
      أقساط السيارة مو لازم تكون 120 دينار, في سيارات أقساطها لا تتعدى الـ75 دينار.
      60 دينار يعني 500 لتر (جيد) يعني اذا سيارة اقتصادية مثل الكرولا راح تمشيك 5000 كيلو على الأقل وهي مسافة كبيرة جدا لشهر واحد.

    • زائر 12 | 5:35 ص

      لست مع فرض الضرائب أبدا
      لكني مع الرسوم الرمزية في كل شئ إبتداءا من رسوم الدراسة من الإبتدائية الى الجامعة ورسوم معتبرة على الإستطباب الحكومي سواء في المراكز الصحية أو مستشفى السلمانية لأن ذلك يخلق حس بالمسؤولية لدى المواطن وينظم حياته
      وحياة أبناءه وكل المجتمع .

    • زائر 11 | 4:08 ص

      استاذ ناس تغلط وناس تتحمل نتيجة الغلط

    • زائر 10 | 3:18 ص

      كلمة حق ... الله يعين المواطن لاحول ولا قوة الا بالله

    • زائر 9 | 3:06 ص

      لو فرضت ضرائب على الوافدين لكنا بالف خير اولادنا بنسجلهم في المدارس بالقطارة لماذا ؟؟؟

    • زائر 18 زائر 9 | 3:54 م

      الاجانب صاروا مواطنين وين تحط عليهم رسوم مافي الا البغاليه اللي ماليهم ذنب

    • زائر 8 | 1:00 ص

      يقولون احمد ريك تفتح الحنفية ويجيك الماي ويش تبي اكثر
      الله اكبر على كل سارق

    • زائر 7 | 12:44 ص

      الله كريم انا عايش على علاوة الغلاء المعاش كله رايح للقروض والاجارات وان وقفوها ماكو غير لطرارة

    • زائر 6 | 12:43 ص

      لا حول ولاقوة الا بالله .. الله يعين المواطن الغريب في وطنه.

    • زائر 5 | 12:23 ص

      نحن بين نارين: نار الفاتورة او نار القيض والحرّ والرطوبة، جوّ حار رطب كريه ممرض او فاتورة تكسر الظهر تحتاج لأن يقطع المواطن نصف قوته اليومي لكي يستطيع دفعها

    • زائر 4 | 12:21 ص

      البنوك والشركات ذات الأرباح الضخمة والأجانب اصحاب الرواتب العالية هؤلاء هم من يجب ان تفرض عليهم الضرائب وليس المواطن الغلبان الذي ما يعرف من وين يلقاها.
      وطبعا جوّ البحرين غير قابل للتأقلم معه من دون كهرباء فويل لك ايها البحريني

    • زائر 3 | 12:05 ص

      بيطلع لك واحد من هالتنابل بقول لك احمد ربك

    • زائر 2 | 10:50 م

      لا اشك

      صباحك مشرق يا استاذنا . سيخرج علينا الآن وكعادته احد طالبي العفانة الماجدة ليقول لك أن مقالك هذا تحريضي وفيه ما فيه الخ الخ .

    • زائر 1 | 10:28 م

      في أشياء مسروقة لو ترجع لخزينة الدولة لكفت ووفت وهي بالمليارات لكن ويش تقول في ناس عو جان

اقرأ ايضاً