العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ

إنَّه زمن الخوف والرعب!

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد ازداد التوتر وبدرجاتٍ ملحوظة عند معظم الناس في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، لما نراه حولنا من ظُلمٍ وبطش وشائعاتٍ مخيفة وكاذبة، تنطلق من هنا وهناك، لا نعرف مصادرها أو لماذا تُطلق؟ اللهم إلا من السُّفهاء، ومن لا يُحسنون التصرف في هذا العالم، كما أصبحت الأخبار التي تغزونا يوميّاً بؤرة ما بعدها بؤرة لما فيها من آلام.

فأخبار الحروب والقتل والدمار للفئات الإجرامية من «داعش»، في التفنن في طرق القتل والتعذيب للمسلمين وغيرهم، ومن يتهمونهم بالكفر، وبهدم بيوتهم، وتهجيرهم، لم نسمع لها مثيلاً في عصور المدنية الحديثة، بل تعيدنا هذه الوحشية إلى الإنسان الهمجي في العصور الغابرة.

أما الأرواح التي تُزهق في القتل، والتي من دينٍ واحدٍ وبدمٍ باردٍ في بلاد العرب يوميّاً شيٌ لا يصدق.

وتتواصل المصائب، ويزداد خوفنا من مستقبلٍ مُظلم لفقراء ومساكين العالم، حين يُنتخب رئيس أميركا (ترامب) الجديد، وكأنه في تصرفاته يقول أنا من زمان تلك العصور الهمجية، متوعداً بأسوأ العقوبات اللإنسانية للاجئين العرب والمسلمين، وجيرانهم من المكسيك، وبمنعهم من دخول «جنة الله الموعودة على أرضه (أميركا)!»، وفرضه أقصى العقوبات لتعذيب المساجين السياسيين، والتي قام الرئيس السابق أوباما بتخفيفها وإلغاء بعضها، وأشياء أخرى من التصرفات الغيبية الغبية والتي تتسبب في تراجع الأخلاقيات اللإنسانية عموماً، ونرى تصرفات بني صهيون في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، والعرب يتفرجون؛ بل يتحاربون مع بعضهم بعضاً للمزيد من التفرقة والدمار لأراضينا وكأن شيئاً لم يكُن.

ولننتقل إلى الخوف الاجتماعي واللاأخلاقي على مصير الضُّعفاء المهجرين من سورية، وهم يعانون الفاقة والتشرد في المخيمات، ليأتيهم بعض ضعاف النفوس من كبار السن ليشتروا أعراض الفتيات الصغار بأموالهم، وبكتابة عقدٍ للزواج ليأكل أهلها خُبزاً وكُسوةً للشتاء، هذه هي الكوارث الإنسانية التي يهدد بها القوي للأضعف، لعالمٍ مليءٍ بضجيج الخوف والخذلان السياسي.

وقد نكون في إحدى ومضاتِ الانشغال العائلي لنتناول وجبة مع بعض الحميمية، ليسرد علينا أحدهم قصة اغتصاب التلفونات، والدخول على كل الأسرار، وسحب المبالغ من البنوك، إلى من قام بمسح كل تفاصيل التلفون على إثر إجابته على رقمٍ مجهول، ومن ثم تسلم تهديدٍ بدفع (مبلغ خيالي) وإلا سوف لن يرى ما يُسِرُّه!

وبعد ساعات وهو يبحث عن أرقام أهله وأعزائه في التليفون الممسوح، ليُفاجأ بإرسال صورعائلته وبناته التي تم تركيبها على أجساد مُخلة بالآداب، هذا وعلى رغم أنه لا دليل مؤكد لإثبات صحة تلك الشائعة، إلا أن عقولنا قد تبرمجت على الخوف الشديد من الأرقام الغريبة، وأضحت حذرة ومتوترة لرنة النقال، وللتأكد من أنه ليس الرقم المجهول لخراب جهاز النقال، وهنالك الأطنان من الأشياء المخيفة يوميّاً على الواتس آب، ومن المواد الغذائية والاستهلاكيه والتي تُحفز للخوف من الأمراض المسرطنة مثل المايكروويف أو النقال والأيباد ...إلخ. من الأغذية المقلية والفاست فود، وأنواع الجبس والدهون والسكريات... إلخ، والمهم الآن أنني قد تذكرت ما كتبته سابقاً عن الكاتب ديفيد أيكا في كتابه (السر الأكبر) من أن هنالك كائناتٍ فضائية بثيابٍ بشرية غزت الأرض من الشياطين، والذين تنتعش طاقاتهم الإيجابية ويقوى نفوذهم للسيطرة على هذا الكوكب بمن فيه، حينما ينشرون الخوف والرعب ذي الطاقات السلبية للبشر، وقد تكون «داعش» إحداها. وأن ما قاله في طريقه إلى التحقق لسحق وتفرقة البشر، ومن ثم الاستيلاء على كوكب الأرض، وإلا ما هي تلك الأسرار الغامضة لنشر كل هذا الكم من الخوف؟!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:22 م

      مسكينة كسرتي خاطري
      أحسن شي تأكدي في الليل إن الابواب والشبابيك في البيت مغلقة بإحكام وتلحفي ببرنوص سميك شوية وماعليش شر .

    • زائر 6 | 2:13 ص

      الحل لهذا الخوف والقلق هو العودة الى الله. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. فالمؤمن يكون قلبه دائما مطمئنا لأنه مهما نزلت به البلايا عرف انها امتحان من ربه ويحتسب الأجر عليها فهي خير له.

    • زائر 3 | 11:49 م

      بني صهيون والصهاينة والعدوّ الصهيوني وغيرها من مصطلحات الممانعة والوقوف مع القضية كل هذه الكلمات ستمنع قريبا في دولنا فالصهاينة سيصبحون اشقاء واخوان وحلفاء

    • زائر 2 | 11:45 م

      اذا لننتج وناكل من انتاجنا محليا ومن صناعاتنا الذي لا غش فيه هم يغشوننا في ماكلنا وملبسنا وحياتنا لماذا نقول لا نحن نحارب منتوجاتكم على الاقل مثل مصر وتركيه وايران والهند معتمدين على انفسهم في كثير من الاشياء

اقرأ ايضاً