العدد 5279 - السبت 18 فبراير 2017م الموافق 21 جمادى الأولى 1438هـ

تربية الحيوانات والنحل في الأحياء السكنية... واستحداث الغرامة للمخالفين!

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا الموضوع غريب، أو أشياء يصعب تصديقها؛ لكنني شعرت أنه يستحق الكتابة والجهد فيه، ودعوني أسرد لكم ما وجدتَّه عله يشحذ اهتمامكم، وأبدأه حينما شعرت بأن البحرين قد أصبحت (كالقرية الآتية من القرون الماضية)، والتي لم تمسها الحضارة بعدُ في الأحياء السكنية، وأصبح البعض يربّي ما يشتهي في بيته، ومن دون رخصة أو نظام، وكأن الجهات المسئولة قد قرّرت أن تكون متهاونة أو غافلة، أو أنها تناست نظام المخالفات، وأنا واثقة بأن البعض قد تمادى في تجاوزاته، وأرجو ألا يكون ذلك من علامات التقصير للبلدية في مهامها للمحافظة على البيئة السليمة والصحية للإنسان.

فهنالك من يربي النحل والذي يتعرض البعض منَّا لقرصه، ويعمل بيوتاً على أشجارنا، وأصوات الديوك والحمام الوحشي المزعجة في الصباح، لا بل تُفرش لها فضلات الأطعمة من البعض (كعمل خير) في المساحات؛ كي يجتمع معها القطط والكلاب أحياناً مع الذباب والحشرات لتتغذى هي الأخرى على الأوساخ، وتنقلها إلى بيوتنا وأسطحها وتوسخها، وتقفل مزاريب المياه، وأتساءل لماذا يُسمح ولا يُعاقب من يقوم برمي تلك الفضلات يوميّاً وفي أماكن عامة وسكنية؟.

والشكوى الأخرى تتمثل في انتشار القطط والكلاب الضالة، ويقول البعض إنه لا يعرف إلى أين يذهب بشكواه، وهو لا ينام الليل من عراك القطط، ونباح تلك الكلاب، والأخرى التي يربيها جاره (غير البحريني)؟ والتي وصلت أعدادها إلى ثلاثة وخمسن ألفاً ومثلها القطط!

وأودُّ التركيز هنا على مضار تلك الكلاب، التي قد تكون موبوءة وخطيرة، تنقل الأمراض، حيث باتت تهاجم المارة ليلاً وتعضُّ الصغار نهاراً!

وهي تجتمع بأعدادٍ كبيرة؛ ليتساندوا في الهجوم، وذكر لي أحدهم أن الكلاب حاصرته أثناء سيره في دائرة مقفلة، ولولا هاتفه للنجدة لكان طعاماً لهم! وقالت لي إحدى النساء إن الكلاب لاحقتها ليلاً وكاد يُغمى عليها من شدة الخوف...الخ، والكثير من القصص المرعبة التي سمعتها.

وفي بحثي وجدتُّ في الأردن ولبنان ومصر تقوم الدوريات برميها ليلاً بالرصاص أو بالمخدر، وبعدها يعدمونها، وجميعهم يعانون من مهاجمتها للأماكن التي تُربى فيها المواشي والطيور والبشر وأعدادها كبيرة وخطيرة أيضاً، وحتى في فرنسا التي يوجد الكلب في كل بيت فيها، توجد أيضاً كلابٌ مشردة، وقد لاحظوا تزاوج الكلاب الضالة مع الذئاب التي تكثر عندهم، وبالتالي تزايد أعداد الكلاب الشديدة الشراسة، ما اضطرهم إلى صيدها بنفس الطرق وإعدامها.

وإذ أتساءل بعد كل ذلك، لماذا نجعل دائماً مثل هذه الحالات تتفاقم وتُصبح مصدراً للإزعاج في مجتمعاتنا؟!، ولماذا لانتدارك ونقضي عليها منذ الوهلة الأولى؟!، ولماذا لا تقوم الجهات المسئولة بمشاركة عموم الناس في المجتمع؛ للتعاون معها في القضاء على هذه الاختراقات في التجاوزات؟ وانتشار الظواهر المؤذية في تربية مثل تلك الأشياء في غير أماكنها المُرخَّصة لها من المزارع الخاصة والبساتين، هذا أولاً، وثانياً أن يكون هنالك خطٌّ ساخنٌ للتجاوب مع الشكاوى، وبتغريم المخالفين ماديّاً، ومعاقبة المتجاوزين سيتم الامتناع عن تربية ما يضايق الجيران وإيذائهم، كمثل الغرامات على رمي القمامة في غير أماكنها أو كمخالفات المرور... وغيرهما.

أما القضاء على الحيوانات الضالة فقد أصبحت الضرورة القصوى تحتم معاملتها كالطوارئ وبأسرع ما يمكن، وقبل أن تُصبح وباءً، وبإمكان الجهات المختصة في حال نقص الأيدي العاملة من الموظفين الاستعانة بالمدنيين ممن يرغبون في التطوع للقضاء على الحيوانات الضالة، وهم كثيرون صدقوني، وبوضع الاعلان لطلبهم وتدريبهم، وإنني على يقين بأنه توجد هنالك أعداد من المتقاعدين، ومنهم من خرج على التقاعد المبكر، أو اللجوء إلى أعضاء الجمعيات، مثل الهلال الأحمر وغيرها، عدا أعداد الشباب العاطلين ممن ينتظرون التعيينات، وتنشغل بها أوقاتهم وتنشط حيويتهم.

كما يوجد لدينا جنودنا البواسل والذين هم ذُخر للوطن، وباستطاعتنا اللجوء إليهم في أسوأ الأحوال لضبط النظام ومنع التجاوزات، والمحافظة على هدوء الأماكن السكنية من أصوات الحيوانات النشاز والكلاب الضالة ولسع النحل، كما بإمكاننا كفكرة مستحدثة الاستفادة من أبنائنا وبناتنا المتطوعين في تصريف مياه الأمطار، والتي أضحت من الطوارئ التي أغرقت البحرين، وأقفلت الطرقات ببحورٍ وأنهارٍ لا تُصدَّق، فهل من مؤيدين في الجهات الرسمية لتشجيع التطوع لمثل هذه الأمور؟ وإنني أتقدم باسمي كأول المتطوعات.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 5279 - السبت 18 فبراير 2017م الموافق 21 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 7:21 م

      بإمكان العلماء الافاضل توجيه الشباب المنخرط في تخريب البلد بالتكسير وحرق الاطارات في الشوارع ان يتوجهوا بدلاً من ذالك الي خدمة المجتمع والتعاون في اصطياد الكلاب الضالة واطعامها والاعتناء بها حتي يتم النظر في مصيرها النهائي وشكراً .

    • زائر 17 | 8:18 ص

      بارك الله لك

      اعجبني جداً المقال والحلول التي قمت بطرحها واستعمال المتطوعين من المتقاعدين والجنود افكار رائعه وخطوات جريئة ليتهم يستغلونها لنشر السلام والصحه العامه والنظافه للوطننا الحبيب وبارك الله في كتاباتك

    • زائر 16 | 6:59 ص

      شكرآ...وياريت تكتبين عن الازقه التي اصبحت كراجات

    • زائر 15 | 6:03 ص

      عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه قال:
      بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطشُ. فوجد بئرا فنزل فيها، فشرب، ثم خرج، فإِذا كلبٌ يلهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش. فقال الرجل: "لقد بَلَغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان قد بلغ مني ".
      فنزل البئرَ، فملأ خفَّه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقِي فسقى الكلب. فشكر الله له، فغفر له.
      قالوا: "يا رسول اللّه، وإن لنا في البهائم أجرا؟ ". فقال ": في كل كبِد رطبة أجرٌ".(

    • زائر 14 | 5:12 ص

      في السابق كنا نتصل بمركز الشرطه ونقدم بلاغ بان هناك كلاب شرسه وضاله في منطقتنا وكانت الشرطه تقوم مشكوره بتحويل البلاغ الي قسم مختص للتخلص من هده الكلاب عادة في الصباح الباكر ودلك برميها بالرصاص وتنتهي المشكله . اما اليوم اصبحت قلوبنا رهيفه للغايه لا تتحمل قتل هده الكلاب الشرسه لان بعض الناس بيقدم شكوي للامم المتحده وراح يقولون عنا وحوش واحنا عاد ما نتحمل مثل هالكلام .

    • زائر 13 | 4:53 ص

      من ناحية رمي القمامة والفضلات في الشارع وتحديد مساحة لها فهذه العادة تحتاج لمراجعة والتوقف عنها.ومشكلة القطط والكلاب ايضا تحرك جدي للقضاء عليها. اما تربية الطيور والحيوانات في المنزل هذه تحتاج الى قيود وتشجيع أيضا وليس معاقبة.وعلشان جدي حتى غنم بربي في البيت وي الطيور.وشكرا

    • زائر 12 | 2:32 ص

      مقال رائع ودفع الى الحث على تنظيم هذه الممارسات وليس القضاء عل، عليها، ان تربية الطيور والحيوانات في النازل من النشاطات الحديثة القديمة سواء للاستفادة المادية او كهواية اجتماعية وان انواع الطيور الان تعتبر طيور زينة ولها تنظيمات ومسابقات من قبل الافراد والمهتمين المتخصصين والمحترفين وان البعض قد جعل لها اماكن وظروف خاصة تناسب الانواع الاحترافيه مثل حمام الزينه والصقور واوناع العصافي والكناري واللتي تحتاج الى اهتمام خاص وظروف استثنائية من اجل المسابقات والمعارض

    • زائر 9 | 1:43 ص

      فعلا لا بد من تطبيق البلديات للمخالفات على من يربي الحيوانات والطيور في المنازل والأسطح فقد أصبحت مصدر ازعاج مثل صياح الديكة ونباح الكلاب وللبيوت حرماتها فهناك المريض والطفل وكبير السن ومن يكون وراءه دوام العمل وغيره والبيوت متلاصقة وليست كالسابق

    • زائر 8 | 1:37 ص

      "وإذ أتساءل بعد كل ذلك، لماذا نجعل دائماً مثل هذه الحالات تتفاقم وتُصبح مصدراً للإزعاج في مجتمعاتنا؟!"
      لأن ليس هناك حتى الآن مسؤول كبير أو متنفذ منزعج من هذه المشكلة لذلك لن تعالج بجدية.

    • زائر 7 | 12:47 ص

      الله يهداج بس
      الحين حطيتي اللي يربي دياية في البيت و اللي يربي چلب في نفس المنزلة؟
      انزن و اذا انا ما احتجيت على دياي جارتنا العيوزة ليش تغرمونها؟ خلها تربي دياي تتسلى فيهم

    • زائر 6 | 12:17 ص

      زين الحمام وطيور الغراب والمينو والعصافير اصبحت تلوذ ببيوتنا بعد ان انعدمت البيئة الحاضنة لها فهل سيقومون بمخالفة هذه الطيور ومن سيعطون المخالفة ؟

    • زائر 4 | 11:01 م

      تكملة لتعليق - المهم ولعلمك يا أختنا فلقد تحولت بيوت جيراننا كالاتي: أحد البيوت وكأنه بيت عنتر ابن شداد بسبب تربيته للخيول والبيت الثاني يذكرنا بخيمة وضحة بنت عجلان وذلك لتربيته للأغنام والثالث وكأنه بيت من بيوت الفورملا 1 لكثرة السيارات وازعاج تصييح الويلات ودبات الصوت والرابع وكأننا نعيش في واحة مخصص للكلاب - وأنا أتسائل كيف لا يكون المواطن الذي يعيش في بيئة مثل هذه لا يكون معرض لأمراض القلب؟

    • زائر 2 | 10:08 م

      مقالش ضد مقال الشروقي

اقرأ ايضاً