العدد 5279 - السبت 18 فبراير 2017م الموافق 21 جمادى الأولى 1438هـ

التوظيف في التخصصات التعليمية بحاجة إلى جدية وشفافية «التربية» و«الخدمة المدنية»

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في يوم 10 فبراير / شباط 2017 أعلن ديوان الخدمة المدنية في الصحافة المحلية عن فتح باب التوظيف في 18 تخصصاً، لشغل الوظائف في سلك التدريس بوزارة التربية والتعليم، وذلك في ضوء احتياجاتها المبدئية واستعداداً للعام الدراسي المقبل 2017 ـ 2018، وأعلن عن بدء تسلم طلبات الترشح في يوم الأحد (12 فبراير 2017)، وتستمر في تسلمها حتى يوم الأربعاء (22 فبراير 2017)، وأعلن عن التخصصات الـ 18 المطلوبة، وهي كالتالي: اللغة العربية والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والكيمياء والحاسب الآلي، كما فتحت وزارة التربية والتعليم مجالاً للتقدم بشواغر للدارسين، تخصص الاجتماعيات والتربية الفنية والتربية الرياضية وتخصص نظام فصل وتخصص التربية الأسرية والتربية الموسيقية وتخصص اللغة الفرنسية والزراعة، وفتحت الوزارة المجال للتقدم لهذه التخصصات للجنسين، الذكور والإناث، كما فتحت المجال لحاملي تخصص الأحياء من الذكور وتخصص التربية الخاصة للذكور والإناث، والذي يشمل الإعاقة الذهنية والتفوق العقلي وبرنامج الصم وصعوبات التعلم والعلاج النطقي والعلاج السلوكي، وخصص تخصص التربية الخاصة والذي يخص اضطرابات التوحد للإناث فقط.

ليس خافياً على المهتمين بالعملية التعليمية التعلمية في البحرين عدد المرات التي أعلن فيها ديوان الخدمة المدنية عن فتح باب التوظيف بسلك التعليم في العام 2016، فوزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية وحدهما على دراية كاملة بكل مجريات التوظيف في التعليم، هل تمت بمهنية حقيقية أم لا؟ والجهتان المعنيتان (التربية والخدمة) تعلمان يقيناً دون غيرهما، إذا كان هناك خلل متعمد أو غير متعمد في إجراءات التوظيف، وتعلمان أيضاً أن هناك آلافاً من الخريجين الجامعيين البحرينيين قد ملوا من كثرة تقدمهم بطلبات التوظيف في سلك التعليم، وليس خافياً عليهم الإجراءات والآليات المتعبة في التوظيف، التي قالوا عنها إنها فاقدة للشفافية، وغير جدية في توظيف العاطلين الجامعيين البحرينيين، والدليل أنهم إذا ما تقدموا إلى ديوان الخدمة بطلب توظيفهم، يقول لهم الديوان بعد أخذ كل الأوراق المطلوبة منهم، لا تراجعوا ولا تتصلوا، إلا إذا ما تسلمتم اتصالاً من ديوان الخدمة، ولم يثبت لدينا أن أحداً من المتقدمين الذين تحدثوا معنا قد اتصلوا به حتى كتابة هذه السطور، فلهذا يقولون إن الإعلان الأخير عن التوظيف في سلك التعليم إذا ما تعامل ديوان الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم كسابقيه من الإعلانات المماثلة، لن يتغير حال العاطلين، ولن تتغير نسبة البطالة في البلاد، ولن تشغل الشواغر في مختلف التخصصات الأكاديمية.

فلو نظرنا إلى تعليقات عشرات قراء إحدى الصحف، فور نشر الإعلان في الصحافة المحلية وموقع الوزارة، سنجد الواقع المر والمأساوي الذي يعاني منه الآلاف من العاطلين البحرينيين الجامعيين، بعض التعليقات جاءت على شكل تساؤلات لوزارة التربية والتعليم ولديوان الخدمة المدنية، سنستعرض بعضها حرفياً كما كتبها القراء، وهي كالتالي:

التعليق (1): وين راح توظيف المواد التجارية تقريباً من 2011 ما نشوف شيء لهذه المواد؟

التعليق (2): نحن من خريجي تخصص علم نفس فئات خاصة، مضى على تخرجنا 10 سنوات، إلى متى يتم تجاهلنا؟ نحن من حقنا أن نتوظف في وزارة التربية والتعليم

التعليق (3): صار لينا 11 سنة نعيد ونزيد في التقديم والحمد لله ننجح ونجتاز الامتحان التحريري والعملي والمقابلة بس ما ندري وين الخلل؟ تعبنا لله شكوانا

التعليق (4): الخلل أنه ما عندك واسطة وهذا معروف للكل (صاحب هذا التعليق يرد على سؤال صاحب التعليق الثالث)

التعليق (5): 7 سنوات من التخرج ولم يطلبوا تخصص الخدمة الاجتماعية إلا مرة واحدة فقط!

التعليق( 6): حرام يا وزارة التربية 12 سنة أنتظر توظيفي ولا يوجد سبب إلى رفضي، والله تعتبت من كثر المقابلات والامتحانات.

التعليق (7): التخصص خدمة اجتماعية و12 سنة عاطلة عن العمل، والسؤال متى سيتم توظيفي؟

التعليق (8): للأسف خلصنا الفحص الأمني والطبي، وفقط بقي علينا التعيين... وإلى الآن لا حس ولا خبر، وكل الخوف أن يخلونا نعيد من جديد.

التعليق (9): التخصصات التجارية ليش ما يفتحون ليها باب التوظيف؟

التعليق (10): ما مصير خريجو علم الاجتماع في التوظيف؟

التعليق (11): حسبي الله ونعم الوكيل، أولادنا وبناتنا تخرجوا بتفوق وهم قاعدين في البيت منذ سنوات طويلة.

التعليق (12): ليش ما مفتكرين في خريجي علم النفس وتدريبهم للعمل في التربية الخاصة، كما يعمل مع خريجي اللغة العربية للعمل في نظام معلم الفصل؟ من المسئول عن إهمال هذ التخصص المهم في التربية؟

نكتفي بعرض بعض التعليقات التي تكشف عن الجزء اليسير عن واقع وأحوال العاطلين البحرينيين الجامعيين، التي لا تسر أي مخلص لهذا الوطن، والكثير من المتقدمين بطلب توظيفهم في سلك التعليم قد تقدموا سابقاً مرات كثيرة، وعلى رغم اجتيازهم كل متطلبات الوظيفة إلا أنهم لم يوظفوا، ولم يخبروا من قبل وزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية عن الأسباب التي أدت إلى عدم توظيفهم، في مثل هذا الحال غير الواضح لا أحد يستطيع أن يلوم الكثيرين من المتقدمين للعمل في سلك التعليم ولم يتم توظيفهم أن يضعوا أسباباً واعتبارات بعيدة عن المعايير التربوية، كالواسطة والتمييز والمحسوبيات وغيرها من المفاهيم والمصطلحات الممقوتة.

فلو كانت الجهات المعنية بالتوظيف في سلك التعليم أخذت بمبدأ الشفافية، الذي يتضح من خلاله مدى اعتمادها على مبدأي، تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية، ولا ندري لماذا لا يتم نشر أسماء وتخصصات من قامت وزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية بتوظيفهم في مختلف التخصصات في الصحف المحلية وفي موقعها الإلكتروني؟ لكي تتضح الحقيقة للرأي العام، امتناع الوزارة عن تنفيذ هذا المطلب البسيط والمحق، يجعل الباب مفتوحاً للتكهنات والاحتمالات المشرقة والمغربة، نأمل في هذه المرة أن تكون الإجراءات والآليات المتبعة في التوظيف تسمح لكل الخريجين البحرينيين الجامعيين خدمة بلدهم في مجال التعليم وغيره من المجالات المهمة، وأن يكون هناك تعاوناً حقيقياً بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وتمكين من جهة، ووزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية في تدريب الخريجين البحرينيين الجامعيين في المجالات التعليمية من جهة أخرى، لكي يساهموا في رقي وطنهم والنهوض به في كل المجالات، وألا يتركوهم فريسة للبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، لما لهما من مساوئ كثيرة على واقعهم المعيشي والاجتماعي والأسري.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 5279 - السبت 18 فبراير 2017م الموافق 21 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:36 ص

      التربيه تلف و ادور بشكل مضحك بالنسبه لطلبة علم النفس التربوي اله كل سنه يتم الغائهم بحجة لازم يكونون متخصصين في مجال معين التخصص في جامعة البحرين علم نفس تربوي و لا يوجد تربيه خاصه و تم توظيف الدفعات السابقه بنفس التخصص و نفس الشهاده لماذا الان نفي هذه الفئه بالذات من قائمة التوظيف لكن كل هذه الخطوات حجج واهيه لكي تجلب اشخاص من خارج البحرين حتى لا يحملون شهادات !
      و اما بالنسبه للخريجين في هذا التخصص او غيره من ابناء البلد يكون فاشلا و يخاف منه على الطلبه في المدارس قمة السخريه!؟

    • زائر 11 | 4:26 ص

      جامعة البحرين تعطل طلبات المتوقع تخرجهم
      بعدم اعطاء الطلبة افادات تخرجهم قبل انتهاء فترة التسجيل للتوظيف في وزارة التربية على رغم طلب الطلبة منها الافادات وكذلك ممثل مجلس الطلابي ذلك فعل ينتظرون للعام القادم ؟

    • زائر 9 | 3:41 ص

      اتهامك لا يستند الى أي دليل وانما صادر من موقف سياسي خاص بك.
      التربية ليست وزارة عمل بل جهة توظف حسب حاجتها وفق لمعايير معلومة للجميع لسنا بحاجة لتوظيف أي فاشل متخرج من جامعات الشرق والغرب المجهولة ليبتلي بهم ابناءنا في المدارس.
      طلبك يتنافى مع مطالب سابقة برفع جودة التعليم.
      اما تكدس بعض التخصصات فليست وزارة التربية فقط المعنية بمثل هذه التخصصات هناك المدارس الخاصة مثلا.
      يعني المدارس الخاصة لازم توظف وافدين!!؟؟
      كونوا منصفين

    • زائر 13 زائر 9 | 4:40 ص

      عزيزي انا خريجه سنه 2010 و احمل شهادة علم نفس تربوي و بتفوق !

    • زائر 14 زائر 9 | 12:08 م

      وماذا عن خريجو جامعة البحرين؟... ما السبب الذي دفع وزارة التربية لوقف التقديم في تخصص التربية الخاصة بعد عام ٢٠١١؟
      خريجة جامعة البحرين مضى على تخرجها ١٠ سنوات

    • زائر 15 زائر 9 | 12:30 ص

      المقال يتكلم بلسان حال آلاف الخريجين العاطلين عن العمل ..للأسف درسنا في مدارس حكومية و تخرجنا من جامعة حكومية بتفوق ..صار لنه سنين ننتظر اعلان عن فتح باب التوظيف للمواد التجارية ..فالمقابل نسمع عن ناس توظفت بالواسطة

    • زائر 6 | 12:19 ص

      الحين بضيف تعليق آخر احنا فنيات مصادر التعلم صار لينا خمسة عشر عاما بنفس المسمى يفترض ان نحصل على درجة اختصاصي مصادر التعلم وللحين على مسمى فني لا والحركة الأخيرة تم توزيعنا على مدارس ونقوم مقام الإختصاصي وكل متطلبات المهنة ونحن بنفس المسمى ونستلم رواتب الفني واحنا نشتغل شغل اختصاصي فيه ظلم اكثر من هذا الظلم زملاء لنا تم توظيفهم اختصاصي واحنا فنيين ليش ولا لنا على الدرجة الإعتيادية

    • زائر 5 | 12:15 ص

      تطفيش الكفاءات والتضييق عليها جعل الخدمات في البلد تتردّى الى أسوأ حالها الى درجة ان الخدمات البلدية رأيناها في أسوأ حالها وأمّا الخدمات الطبية فحدث ولا حرج فمن يريد الموت يسلّم نفسه يذهب لمستشفى السلمانية

    • زائر 4 | 12:06 ص

      شكراً أستاذ سلمان على مقالاتك الوطنية في زمن صمت فيه القريب والبعيد عن مأساة تعطيل المؤهلين الجامعيين من أبناء وبنات البلد واستبدالهم بالغرباء قهراً وظلما. رغم أن تكلفة توظيف البحريني أقل مما يصرف على المستوردين فضلاً عن ثقافتهم المختلفة وتعاملهم القاسي مع الطلبة.

    • زائر 3 | 12:02 ص

      أعتقد أن إقصاء الخريجين البحرينيين عن حقهم في التوظيف هو قرار سياسي ضمن سياسة التمييز التي يراد لها أن تكون عرف إداري في كل الوزارات وبالأخص قطاعي التعليم والطب.

    • زائر 2 | 11:08 م

      خريجة خدمة اجتماعية منذ العام 2005 .. أبغي أتوظف حرااااااااام وربي حرام ... حسبي الله ونعم الوكيل .. نعيش بالبلد مثل الأغراب يتوظفون خواتنه من الطائفة الثانية فور تخرجهم ...واحنه قاعدين نتحلم ونتحلم ونقول لابد تفرج

    • زائر 1 | 10:57 م

      خلاص وظفوا اللي يبغونهم من تاريخ ١٥ فبراير و انتشرت السالفة اللعب على المكشوف

    • زائر 8 زائر 1 | 3:27 ص

      حسبي الله و نعم و الوكيل في كل واحد اخر توضيفنا لهالوقت و ذلانه على لقمة العيش و كل هالاشياء ما منها فايده غير شكليات فقط لا غير

    • زائر 10 زائر 8 | 4:18 ص

      ما نقوله يحتاج إلى شفافية واحترام للكوادر الوطنية المؤهلة ، فالمسألة مرتبطة بالجانب المهني ، والتدريب هو جزء من الجودة في التعليم -فلا تتحقق الجودة إلا بالتدريب

اقرأ ايضاً