العدد 5309 - الإثنين 20 مارس 2017م الموافق 21 جمادى الآخرة 1438هـ

عيد النوروز حقلاً تترسخ فيه جذور المصالحة والحوار

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

كلمة بمناسبة يوم نوروز الدولي الموافق 21 مارس/ آذار2017

يحتفل الملايين من الناس في جميع أرجاء العالم بحلول فصل الربيع في كل عام منذ ما يزيد على 3000 عام. ويجتمع الناس في مختلف أرجاء المعمورة، من شرق ووسط وجنوب آسيا إلى القوقاز والبلقان وسائر المناطق، على اختلاف ثقافاﺗﻬم ودياناﺗﻬم ولغاﺗﻬم من أجل تشاطر قِيم عيد النوروز.

ويتيح الاحتفال بعيد النوروز لكافة المحتفلين به من الرجال والنساء والفتيان والفتيات إظهار احترامهم للطبيعة وإبداء تطلعهم إلى مستقبل أفضل، من خلال الرقصات والقصائد والولائم وسائر العادات الاجتماعية المتعلقة ﺑﻬذا العيد. وقد أُدرج عيد النوروز في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009، بوصفه احتفالاً زاخرا بالتنوع يعزز السلام والتضامن بين مختلف المناطق والأجيال.

وقد قال الشاعر المشهور جلال الدين الرومي ذات مرة: «يوجد خارج كل مفاهيم الخطأ والصواب حقل سألقاك فيه». ويُعدّ عيد النوروز حقلاً يمكن أن تترسخ فيه جذور المصالحة والحوار، وحقلاً تتوارث فيه الأجيال العادات والتقاليد ويتشاطر فيه الناس مشاعر الألفة والتسامح والوئام والسعادة.

ويذكّرنا عيد النوروز، في أيامنا هذه التي تسعى فيها قوى التطرف العنيف إلى القضاء على التنوع والحريات، بقدرة الثقافة والتراث على بناء مجتمعات تملك مقومات الصمود والاستدامة. وهو منهل لمعاني الثقة والانتماء التي يحتاج إليها الجميع. وتلقى فكرة الاستعانة بالثقافة من أجل ذلك قبولاً كبيراً في جميع أرجاء العالم في الوقت الحاضر، في ظل سعي الحكومات إلى مضاعفة جهودها من أجل المضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس بشأن تغير المناخ.

فلنُقبل جميعاً في هذه المناسبة على الأخذ بقِيم عيد النوروز، وعلى اتخاذ رسالته العالمية المتمثلة في السلام والتضامن مصدراً للإلهام ومنهلاً للأفكار. وكل عام وأنتم جميعاً بخير.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 5309 - الإثنين 20 مارس 2017م الموافق 21 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:23 ص

      شعوب واعياد!
      ليس بسر ان في روسيا القديمة احتفل الروس بعيدين للسنه الميلاديه ، احدها قديم والاخر جديد. ففي اوربا نهاية سنه اما في الصين فدخول سنه بحسب حساباتهم. اما الفرس فعيد السنه الجديده فبداية نيسان، اي نيو روز او الزهور وهو بداية الربيع.
      فكما العيد يعبر عن الفرح يعبر الربيع عب البهجة والجمال الطبيعي الخالي من تلوث منتجات الثورة الصناعية. اليس جميل من اهل فارس بان يذكروا العالم بالعودة إلى الطبيعة والتخلي عن الصراع من اجل تدمير لما هو جميل وطبيعي.

    • زائر 2 | 2:19 ص

      عيد النيروز او النوروز عيد الطبيعه والهواء النقي كل عام والجميع بخير

اقرأ ايضاً