العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ

 الكتب هي السبيل لتحقيق التسامح وبناء مجتمعات شاملة للجميع

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

(كلمة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الموافق 23 أبريل/ نيسان العام 2017).

يُعدّ اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف فرصة مناسبة للعمل على إبراز قدرة الكتب على نشر رؤية اليونسكو الرامية إلى بناء مجتمعات المعرفة التعددية والتشاركية والمنفتحة والمنصفة والشاملة لجميع المواطنين.

ويُقال إنّ كيفية معاملة اﻟﻤﺠتمع للفئات الأشد ضعفاً فيه مقياس لمقدار إنسانية اﻟﻤﺠتمع. ويبيّن لنا الأخذ ﺑﻬذا المقياس فيما يخص مقدار الكتب المتاحة لأولئك الذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقة البصرية، وأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية أو من مصاعب في التعلم (لأسباب مختلفة)، أنه لا يسعنا وصف الوضع القائم في هذا اﻟﻤﺠال إلا بأنه «مجاعة كتب».

وتفيد بيانات الاتحاد العالمي للمكفوفين بأنه يوجد بين كل 200 نسمة من سكان المعمورة مكفوف واحد تقريباً، ويعني هذا الأمر وجود 39 مليون مكفوف بينناً. ويعاني 246 مليون نسمة من بقية سكان العالم من إعاقة بصرية شديدة تجعل قدرﺗﻬم البصرية محدودة للغاية. ويستطيع هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة البصرية، أو الأشخاص العاجزون عن قراءة المطبوعات، وفقاً للتقديرات المتوفرة في هذا الصدد، الاطلاع على 10 في المئة فقط من جميع المعلومات المكتوبة والأعمال الأدبية التي يستطيع الأشخاص المبصرون قراءتها.

ويؤدي سوء تصميم الكتب، أو تعذّر الاطلاع عليها، إلى الحدّ أيضاً من قدرة أولئك الذين يعانون من مصاعب التعلّم على القراءة والفهم. وتفيد بيانات الجمعية الدولية المعنية بعُسر القراءة بأن نسبة التلاميذ الذين يحتاجون إلى ترتيبات ومساعدات خاصة تتراوح بين 3 و 5 في المئة من مجموع التلاميذ. وتشكل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك أهداف التنمية المستدامة، تحولاً نموذجياً في مجال الإقرار بحق المعوقين في الانتفاع بالكتب والمعارف وسائر أشكال الحياة الثقافية على قدم المساواة مع الآخرين.

وتعمل اليونسكو، في إطار الاتفاقية، على تحسين فهم المسائل المتعلقة بالإعاقة ونشر المعرفة ﺑها، وكذلك على حشد الدعم والتأييد من أجل الإقرار بوجوب صون كرامة المعوقين وحفظ حقوقهم وضمان سلامتهم وسعادﺗﻬم، فضلاً عن الإقرار بمنافع إدماجهم في اﻟﻤﺠتمع.

ولذلك جرى اختيار العاصمة الغينية كوناكري عاصمة عالمية للكتاب لعام 2017 تقديراً لبرنامجها الرامي إلى تعزيز المطالعة لدى الشباب والفئات السكانية المحرومة.

وإنني لأدعو اليوم جميع الشركاء الدوليين لليونسكو، ولا سيّما رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، إلى الالتئام والعمل معاً بالتعاون مع العاصمة الغينية كوناكري من أجل الاحتفاء بالكتب بوصفها السبيل إلى تحقيق الرغبة في تشاطر الأفكار والمعارف ونشرها، وكذلك الرغبة في الحضّ على التفاهم والتسامح وبناء مجتمعات شاملة للجميع. وهذه هي الرسالة التي تودّ اليونسكو تبليغها في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 5342 - السبت 22 أبريل 2017م الموافق 25 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:46 ص

      من افضل الأصدقاء " الكتاب "
      فمن انواع الكتب المراجع كما من انواع الكتب الروايات والقصص والاصاطير. مما لا شك فيه ان لكل فئه عمريه كتاب يناسب قارئاً. تميز الكتاب الروس في الادب كاعلام للادب العالمي وليس الروسي فقط. من هذه الكوكبه تلستوي، ليرمنتوف وبوشكين. فكما كتب بوشكين الشعر كتب قصص للاطفال. رحمة الله على كتاب القصص التلفزيونيه المخيفه للاطفال اليوم. فهل الحرب والسلام كان من تاليف شكسبير او جنكيز خان?

اقرأ ايضاً