نتراشق بالكلمات حبا... نتوادع بالطفولة دمعا في مطار البحرين، نودع شبلي أوال (يوسف وفهد) وزهرتي دلمون (نور وفاطمة)... في صباح مشمس من أيام الشتاء، نودع بالقبلات احضان الطفولة البريئة... نودع بالامنيات وفد البحرين لملتقى أطفال العرب السابع في شارقة الامارات.
تتراشقنا الكلمات وعدا وتتوادعنا الاحلام تتويجا وتنتابنا الأمنيات الجميلة (رفعوا رأسنا ورأس البحرين)... تتعارف العائلات في قاعة المطار بعد تعارف الأطفال في مركز سلمان الثقافي في ألفة بحرينية تجمعنا حب الطفولة وحب الوطن، أيهما يسبق الآخر؟ ليس مهما هذا في لغة الاطفال البريئة ولكنهما وجهين لعملة واحدة أسمها: بحرين يا نور العين.
في عهدة الخياط نبيه وضعنا نور العين فاطمة... في عهدتها وضعنا ريشة القطان (القصاب) يوسف... في عهدتها وضعنا أوتار العود وفهده... أرض البحرين تزرع المسرح شمسا... أرض البحرين الأبية تنشر الكتابة نورا... أرض البحرين ترسم سماء بلادي تشكيلا فنيا كقوس قزح... أرض البحرين تُسمع المهرجان صوتها الموسيقي الآتي من عمق التاريخ وعبقة برائحة اللوز والمشموم وبأوتار الصوت والموال وبطعم البحر والمرجان (الدانات).
لحظات الوداع مؤثرة قبل ان تتخاطفهم غيوم السماء وهدير الطائرات نسمع صوت الحمام وهديله... نري خفة الفراشات والوانه، نسجل للتاريخ صورا معبرة... نطلب من أحد المسافرين صورا جماعية وعائلية... الاشبال والزهرات لهم «بقايا وصور» نودعهم بترنيمة الوفاء: عودوا سالمين غانمين يحرسكم إله الوطن والأبداع. أسبوع مضى، نحسب واياهم الايام والليالي... التواصل لا ينقطع عبر الاثير... هم مضوا في براءة طفولتهم ينسجون علاقات المستقبل بأبداعات الحاضر الخلاق ونحن نستكين الى الصبر املا في اكتساب المعرفة وغرسا لعادة الاعتماد على الذات وبروح الفريق الواحد... عيوننا مسمرة على فضائية الشارقة وهي تنقل لنا الحوادث والايام... ها هو علم البحرين يرفرف خفاقا مؤطرا بالذهب مرتين، مرة في حفل الافتتاح إذ يأتي أولا حسب الحروف الابجدية ومرة اخرى في توزيع المراكز وتتويج الغنائم.
وإذ يبرز يوسف القطان/ القصاب اول العرب في التشكيل حين يسبح بالوان فراشاته في فضاءات العالم الرحبة لا توقفه الحدود ولا القيود، كقوس قزح ينطلق من القطب الى القطب حينها يلحق به سمار العرب فهد الموسيقى والاوتار ثالث العرب ايقاعا.
النجمتان (نور وفاطمة) كشمس الاصيل ترفضان ان تغادرا من دون أن تحفرا اسميهما في لائحة العرب بألوان من البرونز... ثلاثية العرب في الأدب، المسرح والخطاب تزداد تألقا برشفات أنس الطفولة ورحيق ازهارها الزاهي.
هاهم اطفالنا عائدون... بالابداع سائرون... بالتقدم غانمون... بالاحمر متوشحون بعد ان طوى ملتقى اطفال العرب السابع ايامه وصفحاته... ثانية مطار البحرين يستقبلهم وفي احضان الوطن ينعمون... ببراءة الطفولة يتوادعون... ببراءة الطفولة يتواعدون... على الخير يتوادعون... وعلى حب الوطن يتواعدون
