مرت ثلاث سنوات على طرح مناقصة «أتمتة الجمارك» حتى الآن ولايزال لغز التأجيل الذي يتلو التأجيل قائما وكذلك لغز المكالمات الهاتفية التي تبشر الشركات المشاركة بفوزها لتكتشف الشركات فيما بعد أن فوزها كان وهميّا وأن العروض برمجت مرة أخرى لتذهب الى التقييم أو أن الدعوة برمتها ألغيت وتعاود «الجمارك» إعادة دعوة الشركات وهكذا.

فمنذ العام 2001 عندما طرحت المناقصة للمرة الأولى ألغيت عدة مرات وقيِّمت العروض المتجددة عدة مرات الا أن تاريخا محددا لم يعطَ حتى الآن لاستكمال الموضوع والشروع في تنفيذ مشروع تركيب النظام الذي تستكمل به الإجراءات الكترونيا كما هو الاتجاه الآن في كل مكان.

وفي الوقت الذي تؤكد الشركة «هاي تك» فوزها للمرة الثانية على منافستيها شركتي «عالم الكمبيوتر» و«داتاماس» قبل أكثر من ستة شهور، بعد أن ألغي فوزها الأول وصممت مناقصة أخرى شاركت فيها أيضا الشركات الثلاث المتنافسة، تؤكد مصادر الجمارك أن قرارا لم يتخذ حتى الآن.

أيضا «هاي تك» تقول انها علمت بعد فوزها، الذي تعتقد أنه ألغي مرة ثانية، أن المناقصات أخذت للتقييم مجددا من قبل احدى الشركات الاستشارية التي تقيمها حاليا.

ومهما تكن العراقيل الادارية و«غيرها» التي تعرقل المضي في ارساء هذه المناقصة على أفضل العطاءات الثلاثة، يبقى جانب آخر مثير للاستغراب في هذا الأمر، وهو كيف يسمح لاختلافات في الرأي أو في أية أشياء أخرى سواء كبرت أوصغرت أهميتها أن تؤجل وتعرقل المضي في التحديث و«أتمتة الجمارك» الذي يخلص أنظمة التخليص الجمركي من كلفة الورق والوقت والمال أيضا ويسهل على المتعاملين ويسرع في عملية استكمال الاجراءات، وخصوصا أن الادارة وعت حاجتها الى التحديث و«الأتمتة» قبل ثلاث سنوات من الآن؟