العدد 612 - الأحد 09 مايو 2004م الموافق 19 ربيع الاول 1425هـ

قولوا للعرب: نرجوكم ألاّ تعقدوا قِمَم التنازلات

فضل الله أولم للمؤتمرين من أجل القدس

السيد عبدالله الغريفي comments [at] alwasatnews.com

رأى السيدمحمد حسين فضل الله أن القِمم العربية هي قمِم التنازلات من دون مقابل لحساب أميركا و«إسرائيل». ودعا إلى التخطيط والتفكير والعمل لصناعة تاريخ الأمة، كما يصنعه الشعب الفلسطيني المجاهد. كلام السيد جاء خلال وليمة العشاء التي أقامها للمؤتمرين في «مؤسسة القدس»، وذلك في معهد الهادي للإعاقة السمعية والبصرية في حارة حريك، وبحضور أعضاء المؤتمر يتقدمهم الشيخ يوسف القرضاوي.

السيدفضل الله قال في كلمته: «انّ الغرق في المأساة يجعلُ الإنسان يسقط في دموعه، ونحن نريد للمأساة ألا تجرحنا لتسقطنا ولكن لتعطينا وعيا أكثر، فليس هناك مثل الجراح ما يهزُّ العقل والقلب والكيان، لأنّ الجراح تجعل الألم واعيا يفكر، ومنفتحا يخطط، وقضية ورسالة تجتذب الواقع كله من حولك. فمنذ الحرب العالمية الثانية، انطلق الغرب المستعمر ليصنع في داخل أمتنا حاجزا ثقيلا يفصل بين الأمة بعد أن عمل على تقسيمها ليصنع لنا الشخصية القِطرية، ويغلق أفق الشخصية الواسعة العربية عند حديثنا عن العروبة والإسلامية عندما يحتضن الإسلام والعروبة».

وأردف قائلا: «لقد أراد اليهود أن يستقروا في المنطقة ويجعلوا العالم العربي والإسلامي يخرج من انقلاب هنا وانقلابٍ هناك باسم الثورة حينا والتجديد أو التقدم أحيانا أخرى، حتى بتنا نعيش استلاب الشخصية العامة، عربية أو إسلامية، ومنع اليسار أن نؤسلم فلسطين وقضيتها... إن مشروع القمة العربية يمر دائما بأكثر من عملية قيصرية وفي أكثر الحالات يولد الجنين ميتا، لأن هذه العملية لم يقدر لها أشخاص رائدون ليحافظوا على سلامة الجنين، القضية، وصارت مشكلتهم كيف يتحررون من القضية الفلسطينية لا كيف يحرّرون فلسطين، ولم تقبل أميركا و«إسرائيل» التنازلات، لأنّها تعتبر أنه ليس حتى من حقِّ العرب وأصحاب القمم تقرير التنازلات».

وخاطب فضل الله المؤتمرين بقوله: «ما رأيكم أن تتبنّى لجنة القدس ألا يعقد العرب قِمما، ونحن نرجوهم ألا يعقدوا قمما لأنهم يقدمون تنازلا تلو التنازل، ويبدو أنه لم يبق ما يتنازلون عنه لصالح «إسرائيل». إننا نقف الآن أمام هذا الشعب الفلسطيني المجاهد الرائع الذي يصنع تاريخ المستقبل بأطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه ورجاله، الذين يصنعون تاريخا جديدا للأمة، حتّى البيوت والمزارع والأشجار في أرضِ فلسطين تصنع تاريخ البطولة والجهاد والصمود... لهذا علينا أن نكون مع المقاومة لا بالتصفيق أو الاحتفالات فحسب بل بمراكز الدراسات ووضع الخطط، فالقضية قضية شعبٍ يتكامل في تفكيره وثقافته وحركته ونسيجه السياسي، لأنّنا نخشى أن تتعب الضربات الهمجية الوحشية وحركة الذين وظّفوا أنفسهم كمخابراتٍ لخدمة العدو، الشعب الفلسطيني المجاهد، لاسيما بعد اغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين، والشهيد عبدالعزيز الرنتيسي».

وختم فضل الله: «لقد أرادت أميركا ضبط حركة الاتحاد الأوروبي والروسي، وضمه إلى تنفيذ سياستها ومخططاتها، فأنشأت اللجنة الرباعية التي ومن خلال أميركا تعطي «إسرائيل» كل الضوء الأخضر لتنفيذ خططها الهمجية. لهذا نحن الآن نعيش وحدنا، أما الأنظمة التي تسمع الكلام وتصرِّح بما يخدم سياسة أميركا و«إسرائيل» إن المرحلة من أخطر المراحل في تاريخ قضايانا، من فلسطين والعراق فعلينا الارتفاع إلى مستوى الخطورة. فاحتلال العراق هو أعلى أنواع التعذيب، واحتلال فلسطين هو أقسى أنواع المجازر».

وأضاف: «القوم يخططون ويفكرون ويعملون لنكون على هامش سياستهم وأمنهم واقتصادهم، فالكثير من التفكير والدراسة والتخطيط والعمل هو المطلوب لنجمع الأمة، ونصلِّي في قدس فلسطيننا وأرضنا وكياننا ووجودنا... وليكون هذا اللقاء مؤسسة للقدس الفكر والأمة».

القرضاوي: سنة وشيعة أمام الباطل

ثم تحدّث رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الشيخ يوسف القرضاوي، ومما جاء في كلمته:

«نحيّي التوجه الإسلامي الجريء المتمثل في السعي لجمع كلمة الأمة على قضاياها الكبرى، فإني وبصراحة أقول إن هناك قوى تريد ألا يلتئم لهذه الأمة شملٌ، وهي حريصة على تمزيق أمتنا شرّ ممزق بصورةٍ وبأخرى، فهنا تثير الفتنة بين السنة والشيعة، وهناك بين القوميات العرب والأكراد أو البربر... وهنالك عبر الأيديولوجيات القومية، إسلاميون وعلمانيون وتقدميون ورجعيون...»

وتابع القرضاوي: «إنّ على أهل العلم والدعوة والفكر مقاومة هذه التوجهات القاتلة للأمة، وأن يجمعوا كلمتها على الهدى والتقوى والمحبة وهذا ما يصنعه رجال المسئولية أمام الله والأمة والتاريخ، ومن هؤلاء الرجال السيدمحمد حسين فضل الله الذي أتاح لنا إبطال أكذوبة الباطل، إذ جمعنا على الوحدة كما في العراق حيث يقف المسلمون سنة وشيعة أمام الباطل في الأرض والفساد والطاغوت المتأله في الأرض وهو الطاغوت الأميركي. إنّ مصيرنا واحد ولا تجوز فرقتنا حتى لا نفقد قضايانا الكبرى، لأن أعداءنا حريصون على ضرب أمتنا وبث روح الفرقة فيها، ولهذا علينا التوحد على القدس والعراق وأفغانستان وكشمير وقضايا العالم الإسلامي كله»

إقرأ أيضا لـ "السيد عبدالله الغريفي"

العدد 612 - الأحد 09 مايو 2004م الموافق 19 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً