يشعر بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي المنحل بأنهم تعرضوا للتهميش والتجاهل من قبل بول بريمر والاخضر الإبراهيمي، حينما تمت عملية اختيار طاقم الرئاستين، بينما يعتقد البعض الآخر، أنهم استبعدوا عن الواجهة السياسية بصورة متعمدة قبل وبعد إعلان أسماء المرشحين للرئاستين، وتم تفضيل آخرين من خارج تشكيلة مجلس الحكم عليهم أمثال حسين الشهرستاني الذي رشحه بريمر لرئاسة الحكومة ومهدي الحافظ الذي كان مرشحا من قبل الاخضر الإبراهيمي، وأخيرا المرشح لرئاسة الجمهورية الفريق الركن فيصل الانصاري (سني) الذي شغل منصب رئيس الأركان العامة في فترة الحكم العارفي الثاني، وهو خال رئيس أركان نظام صدام حسين اللواء الركن نزار الخزرجي.

وهناك من يعتقد أنه تعرض إلى مؤامرة دنيئة بحسب ادعائه مثل عدنان الباجه جي، وأحمد الجلبي الذي أكد أكثر من مرة أن بريمر تحالف مع رئيس وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت للتحريض عليه وتهميشه، بغرض استبعاده من أحد منصبي الرئاسة.

وخسر سمير الصميدعي كلا الموقعين: عضوية مجلس الحكم حين تخلى عنه بعد اسناد وزارة الداخلية له، والآن منصبه الأخير وزيرا للداخلية في الحكومة السابقة، إذ لم يدرج اسمه في التشكيلة الجديدة للحكومة.

ولم يتم توزير عدد كبير من الوزراء السابقين مثل وزير النفط إبراهيم بحر العلوم ووزير العمل والأشغال العامة سامي عزارة المعجون ووزير الدفاع علي علاوي وغيرهم، ومعظم الذين استغني عن خدماتهم ربما يتوجهون إلى مقرات اقامتهم في الدول الأوروبية من جديد، بانتظار موعد الحملة الانتخابية القادمة، إذ إن الغالبية العظمى من هؤلاء يتوعدون بالعودة إلى الواجهة السياسية من جديد عبر التنافس الانتخابي.

بيد أن البعض من المراقبين يعتقد أن فرص هؤلاء للعودة إلى المسرح السياسي تلاشت بشكل كامل، إذ إن الشارع العراقي كان ومازال يوجه انتقادات لاذعة لهم أثناء وجودهم في قمة المسئولية، ومن الصعب الآن عليهم أن يكسبوا ثقة العراقيين من جديد بعد أن فشلوا في امتحان الكفاءة أو ما يحيطها من شروط أخرى