العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ

«الإعدادية» مهملة والتطوير بدأ عكسيّا ومن «الثانوية»

مخرجاتها مازالت ضعيفة

مع حلول القرن الواحد والعشرين يواجه التعليم الإعدادي في المملكة مشكلة كبيرة تتعلق بمصير التعليم، فمنذ الاستقلال وبداية تكوين الدولة انطلق التعليم من قاعدة تعليم الشعب بكل فئاته وأنجز هذا التعليم مهمته الرئيسية، هذه المهمة تتمحور حول تخريج أجيال متعاقبة من العاملين والموظفين والمتعلمين في شتى الميادين ولكن الوضع الحالي يواجه أزمة كبيرة في استمرار التعليم الحكومي بالشكل الذي نعرفه، وذلك نظرا الى درجة التغير الكبيرة التي عصفت بالمناهج والوسائل التعليمية العالمية بطريقة جعلته أكثر كلفة وأكثر دقة، وأمام التضاعف المتزايد في القاعدة السكانية، بدأ التعليم الحكومي يواجه مأزقا كبيرا. ان الوضع الحالي للتعليم العام في المملكة يطرح قضية رئيسية: مخرجات التعليم الراهنة لم تعد هي مخرجات التعليم السابقة نفسها، ومخرجات التعليم تتحول مع الوقت وبنسبة أكبر فأكبر الى مخرجات ضعيفة في مهاراتها اللغوية والتعبيرية والنقدية والعلمية، بمعنى آخر ان الصعود الذي شهدته فترة الخمسينات والسبعينات يقابله هبوط علمي في الثمانينات والتسعينات، وخصوصا مع إشارات المدرسين إلى أن التطوير في التعليم في هذا الوقت بدأ عكسيا من المرحلة الثانوية وكان الأجدر أن يبدأ التطوير من المرحلة الابتدائية ليتدرج بعد ذلك إلى الثانوية.

إذ يقول اختصاصي مناهج اللغة العربية ميرزا عمران: «إن المرحلة الإعدادية تعد المرحلة الانتقالية بين الابتدائية والثانوية، إلا انها تعاني من الإهمال وعدم التطوير»، مؤكدا ان خريجي الإعدادية يشعرون بفجوة كبيرة بين المرحلتين الثانوية والإعدادية اللتين تحتاج بشكل خاص في مناهج اللغة العربية إلى إعادة النظر في الكثير من مقرراتها.

ورأى ضرورة أن يحين الوقت لإعادة النظر في كل ما هو متعلق بالمرحلة الإعدادية وأخذ خطوات واسعة لتطويرها وضمان عدم تعرض الطالب لأي اخفاقات تعليمية فيها.

ووافق مدرس الرياضيات علي الغسرة عمران النظرة في حاجة المرحلة الإعدادية الى تطوير وإنها تعاني من الإهمال الشديد، إلا إنه حمل هذا التأخر وعدم التطوير للأساليب التي يتبعها المدرس نفسه في تلقين الطلبة وتعليمهم ولا يمكن تحميل المناهج فوق طاقتها في سبب عدم تطور المرحلة.

وأكد الغسرة ضرورة عدم الإيحاء إلى الطلبة دائما بنجاحهم وانتقالهم من المرحلة الإعدادية، وإنما التركيز على تحصيل الطالب وإمداده بأكبر قدر من المعرفة والمعلومات، والعمل على تطوير الطالب وتهيئته إلى المرحلة الثانوية.

وأشار الغسرة الى غياب العلاقة بين الطالب والكتابة في هذه المرحلة، ما يوجد ثغرة كبيرة، تحتاج المناهج على إثرها الى خلق هذا الرابط وإذا أمكن ذلك فهو تطور كبير وخصوصا ان الوطن العربي يعاني من مشكلة عدم القراءة.

كما رأى ان نسبة النجاح المعلنة لا تعني الحقيقة الكاملة لنسبة النجاح في المرحلة الإعدادية إذ إن النسبة الحالية 58 في المئة ولكن بعد إعادة الامتحانات لمن رسب في بعض المواد تصل النسبة إلى ما هو أكثر من 88 في المئة، ما يعني قفزة كبيرة في معدلات النجاح، مشيرا إلى ان النسبة الحقيقية للنجاح في المرحلة الإعدادية لا تتجاوز 40 في المئة.

وقال الغسرة: «لا يوجد تعليم حقيقي في الإعدادية وذلك نتيجة غياب الأساليب المتطورة من قبل المدرسين في تعليم الطلبة، مع وجود مطالبات متكررة من قبل الوزارة برفع نسب النجاح من دون التركيز على حصيلة الطالب العلمية، ما يعني انعكاسه التام على مخرجات المرحلة الثانوية».

وأكد ضرورة أن يبدأ التطوير من المرحلة الابتدائية لينتقل تدريجيا إلى الإعدادية والثانوية وليس العكس، وذلك من أجل أن يكون التطوير مرحليا ومتدرجا من البداية حتى النهاية

العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً